قناة «فرانس 24» الإخبارية تدخل سوق المنافسة الفضائية في ديسمبر

تأمل الوصول إلى 190 مليون مشاهد والبث العربي في يوليو

TT

«فرنسا 24»: اسم القناة التلفزيونية الإخبارية التي تستعد فرنسا لإطلاقها في السادس أو السابع من شهر ديسمبر (كانون الأول) القادم بغرض إسماع صوت فرنسا في العالم ومنافسة الفضائيات الغربية والعربية مثل «سي إن إن» و«بي بي سي» أو «العربية» و«الجزيرة» وغيرها.

وتعول إدارة القناة الجديدة التي يمثل إطلاقها تحقيقا لوعد من الرئيس الفرنسي جاك شيراك على الوصول الى ما مجموعه 190 مليون مشاهد عبر العالم من خلال لغاتها الثلاث: الفرنسية والإنجليزية والعربية. وفيما ستنطلق القناتان الناطقتان بالفرنسية والإنجليزية معا أوائل ديسمبر (كانون الأول)، فإن القناة العربية لن تبدأ بثها، وفق أنياس لوفالوا، المديرة العامة المساعدة والمسؤولة عن برامجها، إلا بداية شهر يوليو (تموز) من العام القادم. ويعود مشروع قناة فرنسية دولية سنوات الى الوراء. غير أن حرب العراق وغياب الإعلام الفرنسي عنها مقارنة بما قامت به الوسائل الإعلامية المنافسة حفز الرئيس شيراك الى الدفع باتجاه تأسيس قناة إخبارية تحمل «صوت فرنسا» من غير أن تكون الناطقة باسمها. وعرف المشروع صعوبات عديدة أهمها افتقاد التمويل اللازم فتنقل بين القطاعين العام والخاص إلى أن رسا على صيغة هجينة تضم مشاركة القطاعين معا مناصفة بحيث تمتلك القناة الأولى في التلفزيون الفرنسي (خاصة) 50 بالمائة من المشروع والخمسين الباقية تعود الى «فرانس تلفزيون» وهو التلفزيون الحكومي. وبالإضافة الى التنازع على القرار داخل التلفزيون الجديد، فإن القناة الخاصة عارضت بداية بث برامج التلفزيون الدولي على الأراضي الفرنسية لتحاشي الإضرار بقناتها الإخبارية الخاصة «إل سي آي» وبعائداتها الإعلانية ما جعل الكثيرين يتساءلون عن الأسباب التي تجعل المواطنين الفرنسيين يشاركون في تمويل التلفزيون الجديد عبر «فرانس تلفزيون» ولا يستطيعون مشاهدة برامجها. وفي نهاية المطاف، تم الاتفاق على أن تبث برامج «فرانس24» في فرنسا وأن يتاح لها قبول الإعلانات شرط أن تكون «إعلانات دولية» ما يسمح بتحاشي الإضرار بالسوق الإعلانية الفرنسية.

وبعكس القناتين الفرنسية والإنجليزية اللتين ستبدأن البث 24 ساعة في اليوم منذ ديسمبر القادم، فإن البرامج العربية ستكون من أربع ساعات فقط في المرحلة الأولى على أن ترتفع مدة البث بالتدريج.

وقالت أنياس لوفالوا إن هذه البرامج، بفضل القمار الصناعية، ستصل الى 80 مليون عربي وأنها تطمح الى الإقتداء بالقناتين الفرنسية والإنجليزية. وفي أي حال، فإن البرامج في اللغات الثلاث ستنطلق على شبكة الإنترنت نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.

ويساعد أنياس لوفالوا فريق من عشرة صحافيين وهي تطمح الى زيادة عديدهم مع زيادة ساعات البث. وقبل القناة الإخبارية الدولية، كانت أنياس لوفالوا مديرة الأخبار في إذاعة مونتي كارلو الفرنسية الناطقة بالعربية وقبلها في صحيفة لوموند وفي مجلة «نور ـ سود أكسبورت» ولها عدة كتب منشورة وهي تجيد العربية.

وتبلغ ميزانية القناة بلغاتها الثلاث 80 مليون يورو لعام 2007 وحتى الآن، وظفت القناة بلغاتها الثلاث 170 صحافيا ينتمون الى 25 جنسية. وتعتمد على تعاونها مع إذاعة فرنسا الدولية ومع «فرانس تلفزيون» ومع غيرها من الوسائل الفرنسية المتصلة بها من أجل توفير حضور دولي وعدم زيادة المصاريف الى ما لا نهاية.

ويرأس مجلس إدارة الشركة ألان دو بوزياك فيما يتولى الإدارة العامة جان إيف بونسيرجان.

وحتى الآن، وقعت القناة الإخبارية اتفاقيات للبث على سبعة أقمار صناعية منها عربسات ونايل سات وهوت بيرد وغيرها بحيث تغطي أوروبا والعالم العربي والشرق الأوسط وأفريقيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية في المرحلة الأولى. وستكون برامجها متوافرة عبر الأقمار الصناعية ولكن أيضا عبر الكيبل.

وتصل هذه القنوات متأخرة بعض الشيء الى سماء الشرق الأوسط والعالم العربي. غير ان المشرفين على المشروع يبدون متفائلين حول إمكانية أن توجد القنوات الجديدة مكانا لها، بحيث تستطيع إيصال «رؤية فرنسية» للمشاهدين عبر العالم.

وقبل أسبوع وبمناسبة منتدى البرامج التلفزيونية الدولية الذي التأم في مدينة كان الفرنسية المتوسطية المعروفة بمهرجانها السينمائي السنوي، أذاع رئيس مجلس الإدارة «وثيقة» متضمنة لـ«القيم الفرنسية» التي ستلتزم بها القناة الدولية بلغاتها الثلاث والحيادية واستقلالية المقاربة والرأي والنزاهة والحداثة والقدرة على الاستماع والتواضع وغيرها من القيم والمناقبيات المهنية.