السنيورة: مؤتمر «بيروت – 1» يتحول إلى «باريس ـ 3» في 15 يناير ولحود يوافق رغم تحفظاته

قال إن خادم الحرمين أبدى استعداده لمساعدة لبنان في قضيتي الأسرى ومزارع شبعا

TT

أعلن مجلس الوزراء اللبناني امس عن نقل المؤتمر العربي والدولي لمساعدة لبنان «بيروت ـ 1» الى باريس في 15 يناير (كانون الثاني) المقبل. واطلق عليه اسم «باريس ـ 3» متجاوزاً تحفظات رئيس الجمهورية اميل لحود الذي نقل عنه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة موافقته على باريس مكاناً للمؤتمر على رغم الخلاف القائم بينه وبين الرئيس جاك شيراك «لأن المطلوب هو ان ينعقد المؤتمر».

وقد بحث المجلس في جلسة استثنائية عقدها امس الوضع الامني بعد التفجيرات الاخيرة في بيروت ووضع المالية العامة ما بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة.

ونقلت مصادر الرئيس لحود عنه انه اكد على ضرورة انعقاد المؤتمر بصرف النظر عن مكان عقده، ومشاركة اكبر عدد ممكن من الدول التي ترغب بدعم لبنان، وتقديم ورقة عمل لبنانية متماسكة وواضحة تحدد حاجات لبنان وفق الواقع القائم وبعد موافقة مجلس الوزراء عليها. وشدد على ضرورة ان تقترن وعود الدول المشاركة بالتنفيذ وتكون متناسبة مع حاجات لبنان الحقيقية لا ان يقتصر الامر على مبالغ تسد حاجة مؤقتة ولا تلحظ الحاجات البعيدة المدى التي من شأنها ان تعزز الاقتصاد الوطني وتمكن لبنان من النهوض من جديد.

وكان السنيورة تحدث لدى وصوله الى اجتماع مجلس الوزراء عن نتائج زيارته الى المملكة العربية السعودية. وقال: «الزيارة كانت جيدة جداً. وانا لم اجتمع فقط مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يدعم كل ما له علاقة بلبنان ان كان على صعيد دعم اتفاق الطائف او ما له علاقة بجمع الشمل في لبنان، كما انه داعم ايضاً للاقتصاد اللبناني ولعقد مؤتمر لدعم لبنان، ولمعالجة كل النتائج التي اسفرت عنها الحرب التي شنت، انما اجتمعت ايضاً في السعودية برئيس الوزراء الماليزي وكان اجتماعاً جيداً، وماليزيا داعمة ايضاً للبنان».

وبعد الجلسة تلا وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان بيانا اشار فيه الى ان السنيورة وضع المجلس في اجواء زيارته الى المملكة العربية السعودية «حيث ابدى الملك عبد الله دعمه الكامل لاستقرار لبنان واستعداده للمساعدة في كل القضايا اللبنانية ومنها استعادة مزارع شبعا والاسرى اللبنانيين والدعم الاقتصادي». واشار الى ان السنيورة اجتمع ايضا برئيس وزراء ماليزيا واكد على العلاقات الجيدة مع ماليزيا ودورها في مساعدة لبنان منذ ما قبل مؤتمر «باريس ـ 2». ونقل عن رئيس وزراء ماليزيا كل استعداد لمساعدة لبنان على مستوى المشاركة في اليونيفيل وفي مؤتمر دعم لبنان. كذلك التقى السنيورة رئيس جمهورية بنغلاديش التي سترسل قوات للمشاركة في «اليونيفيل».

وعلى المستوى الامني، قال الرئيس السنيورة ان الحوادث الامنية التي شهدتها بيروت اخيرا «تستهدف كل لبنان، وخصوصا اذا استهدفت العصب الاقتصادي وما لذلك من مضاعفات على الاستثمارات والسياحة» وقال: «لا يجوز ضرب لقمة عيش اللبنانيين عشية الاعياد» مشددا على «ضرورة اتخاذ تدابير أمنية والتعجيل في تركيب نظام مراقبة».

واعلن السنيورة ان مجلس الوزراء «قرر ان مكان المؤتمر سيكون في باريس. وسيكون باريس – 3. وسيكون زمانه 15 يناير (كانون الثاني) 2007» موضحاً انه بحث الموضوع مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك «الذي ابدى استعداده لان تكون باريس مكان انعقاد هذا المؤتمر واستعداده ايضاً للمساعدة والمعاونة في عملية الاتصالات وتوفير كل الاجواء الملائمة من اجل مشاركة فاعلة ومهمة على كل المستويات الضرورية للقيام بذلك».

ورداً على سؤال عن وجود حرج في هذا الامر لرئيس الجمهورية اميل لحود الذي يشن حملة على شيراك قال السنيورة: «تباحثت مع الرئيس هذا الصباح. وتم التوافق على ان المطلوب هو ان يعقد المؤتمر. ونحن بحاجة لأن نبذل كل جهد ممكن من اجل عقد هذا المؤتمر. وتالياً الموضوع الآن يجب ان ننظر اليه من هذه الزاوية، اي مصلحة لبنان. واعتقد ان الجميع يدرك ان هناك مصلحة في عقد هذا المؤتمر لتحقيق هذا الغرض».

ورداً على سؤال اذا كانت الاجواء السياسية باتت مهيأة لاستضافة المؤتمر ولعقده وخصوصاً ان البعض يتحدث عن تصعيد كبير يمكن ان يحصل، قال السنيورة: «علينا ان نتقي الله في البلد ونتقي الله في اللبنانيين. اللبنانيون يريدون ان يعيشوا ويؤمنوا مستقبل اولادهم. التصعيد السياسي وتوتير الاجواء لا يمكن ولن يأتي برغيف خبز واحد اطلاقاً. ما يمكن ان يتوافر لنا من دعم وامكانات نضيعها بتوتير الاجواء. لذلك علينا ان نتطلع الآن الى مصلحتنا. وطبيعي يجب ان نميز بين التوتير وايجاد المناخات الملائمة حيث ان البعض ايضاً يعبر عن توتره بشكل غير مسؤول، ونحن على استعداد لبذل كل جهد ممكن ـ وهذا ليس منة من احد بل واجب اي حكومة – كي نوفر كل الاجواء الملائمة لكل فرد في لبنان للتعبير عن رأيه بطريقة ديمقراطية بعيدة عن التوتير واحداث المشكلات وبعيدة عن الاجواء التي تؤدي في النهاية الى غير مصلحة لبنان واللبنانيين. اللبنانيون يريدون العيش وترتيب امكانات فرص عملهم في البلد، لا ان نجلس طوال اليوم ونأخذ حقن توتير. وكأن اللبناني بات مدمناً على التوتير، حقنة يستعملها كل يوم كي يحافظ على نسبة معينة من التوتر».