زعيم الحزب الشيوعي السوداني: الحكومة أضاعت فرصة مبكرة لمعالجة أزمة دارفور

صاحب أطول سجل في الاختفاء السياسي: الخرطوم صفت إرث الدبلوماسية السودانية

TT

اعلن محمد ابراهيم نقد، زعيم الحزب الشيوعي السوداني والسياسي صاحب اطول سجل في الاختفاء عن انظار الأنظمة السياسية التي كانت تطارده، ان الحكومة اضاعت فرصة مبكرة لمعالجة ازمة القوات الدولية في دارفور، مشيرا الى أنها رفضت مقترحا لدعم قوات الاتحاد الافريقي من دول كفنلندة والنمسا وسويسرا والهند وكينيا وجنوب افريقيا. واتهم نقد في حوار مع «الشرق الأوسط»، الحكومة بتصفية الدبلوماسية السودانية ذات الرصيد التاريخي لأن المتحدث الرسمي اصبح رئيس الجمهورية. ودعا فصائل دارفور في اسمرة إلى العودة للداخل لمعالجة ثغرات اتفاق ابوجا ولمؤتمر قومي موسع. وأشار إلى وجود تلكؤ متعمد في تطبيق اتفاق نيفاشا، معتبرا ان كلا من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حريص على مكاسبه، «وهما لا يشكلان سلطة سياسية نافذة موحدة ومؤهلة لتنفيذ نيفاشا.. وفي الليلة الظلماء يفتقد جون قرنق».

وقال ان حزبه ما زال في التجمع الوطني، وان تعاونه مع المؤتمر الشعبي وحزب الأمة يأتي في اطار ملتقى دارفور. وفيما يلي نص الحوار:

> كيف تنظر الى تعامل الحكومة مع القرار 1706 الخاص بدخول قوات دولية لدارفور؟

ـ اعتقد ان الخرطوم أضاعت فرصة عندما طرحت فكرة الانتقال من قوات الاتحاد الافريقي الى قوات الامم المتحدة للسيطرة على الاوضاع الامنية في دارفور، فالمبدأ هو التفاوض والاتفاق مع حكومة السودان، لأنه ليس بمقدور قوة ان تدخل بدون موافقة الدولة. وكان بمقدور الحكومة وفي وقت مبكر التفاوض وطرح مقترحات والوصول الى الصيغة الملائمة في اتجاه زيادة القوات للمساعدة على استقرار الاوضاع في دارفور.

> هل تقدمتم بمقترح او اسهام لمعالجة الموقف؟

ـ الحزب الشيوعي طلب من الحكومة في يوليو (تموز) 2006 مشاركة قوات من اوروبا، من الدول التي ليست عضوا في الحلف الاطلنطي كفنلندة، والنمسا، وسويسرا، ومن دول آسيوية وافريقية كالهند وكينيا وجنوب افريقيا باعتبارها دولا لها علاقة طيبة مع السودان، وباعتبارها تمتلك جيوشا منضبطة، ولم يتخلخل او يفسد انضباطها، ولكن هذا المقترح لم يجد تجاوبا من جانب الحكومة.

> هل تتهم الحكومة بتصعيد الأزمة؟

ـ الخرطوم دخلت معركة التعامل مع القرار الدولي بدون الجهاز الدبلوماسي، وأصبح المتحدث في هذا الجانب هو رئيس الجمهورية، واعتقد ان هذا يمثل تصفية لإرث الدبلوماسية السودانية منذ استقلال السودان عام 1956، والتي ساهمت في حل مشكلة اليمن، ونظمت قمة الخرطوم العربية عام 1967 بعد هزيمة 5 يونيو1967 وحققت الصمود العربي ومهدت لانتصار اكتوبر عام 1973، دع عنك حل مشاكل تشاد والكونغو وشمال المغرب والخليج، ويجب التذكير ان الجيش السوداني ساهم مع قوات الامم المتحدة في الكونغو وفي قوات الردع العربية في لبنان باسم الجامعة العربية، واعتقد ان حصيلة هذا الموقف ان الخرطوم عقدت المشكلة عوضا عن الحل المطلوب. كما يجب التذكير ان مطلب دخول قوات دولية جاء من النازحين في المعسكرات بدارفور استنادا إلى ان قوات الاتحاد الافريقي فشلت في حمايتهم من هجمات الجنجويد، وإنهم لن يغامروا بالعودة الى قراهم إلا تحت حماية دولية. وفي رأيي ان الحكومة لم تأخذ بهذا الرأي وتعاملت برد الفعل، وهذا ما أوصلنا الى ما نحن فيه الآن.

> ما هو المقصود من ارسال مبعوث من الحزب الشيوعي السوداني للقاء الفصائل المسلحة في دارفور؟

ـ المقصود من لقاء فصائل دارفور التي لم توقع على اتفاق ابوجا هو محاولة إقناعهم بضرورة العودة للداخل والتوصل الى صيغة لسد ما يرون من ثغرات في اتفاق ابوجا، خاصة ان عراب اتفاق ابوجا يان برونك قال: ان اتفاقية ابوجا تحتضر، وانه يمكن تعديلها مما يجعل الفرصة سانحة لمشاركتهم.

> كيف تنظر الى جهود اللجنة القومية برئاسة المشير عبد الرحمن سوار الذهب لتوحيد الجبهة الداخلية؟

ـ أداء الحكومة هو الذي ادى الى تصدع الجبهة الداخلية، والمدخل الصحيح لتوحيد الجبهة الداخلية هو تصحيح السياسات الخاطئة بمعالجة ازمة دارفور، وحث كافة فصائل دارفور على الاتفاق والالتفاف حول عملية تحقيق السلام لصالح دارفور وأهلها، والعمل على عقد ملتقى لكافة فصائل دارفور للوصول الى ما هو مطلوب، ونحن مع مشاركة وطنية قومية ايجابية في هذه الظروف الدقيقة، وحل كافة المشاكل الكبيرة بما فيها تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتنفيذ التحول الديمقراطي والتسريع في تنفيذ اتفاقية نيفاشا لوجود تلكؤ في التطبيق.

> هل لديكم تعاون او صلة بالحركة الشعبية؟

ـ لا اريد ان اقول ان الحركة ليست لها صلة بالأحزاب.

> ما هو المعيار الذي تستند اليه في التلكؤ في تنفيذ اتفاقية نيفاشا؟

ـ يوجد تلكؤ متعمد في التنفيذ، خاصة في المسائل ذات الصلة بالتحول الديمقراطي. وقد حان الوقت لكي ينشر طرفا نيفاشا، الحكومة او المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حصيلة ما تحقق وما تم تنفيذه من الاتفاقية ذات الجداول والصياغة المحكمة في المهام والتوقيت والأسبقيات.

> هل ما زال الحزب الشيوعي عضوا في التجمع الوطني الديمقراطي؟

ـ ما زلنا أعضاء في التجمع الوطني وكل القوى تعلم ذلك.

> وماذا عن علاقتكم بحزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي؟

ـ بالنسبة لحزب الأمة نتعاون في ملتقى دارفور ومعنا فيه المؤتمر الشعبي.

> وماذا عن البيان السياسي مع المؤتمر الشعبي؟

ـ عندما حدث اغتيال رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» محمد طه محمد أحمد اعتبرنا ذلك عنصر ارهاب في الحركة السياسية، وإرهابا باسم الاسلام، واجتمعنا بزعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، وأصدرنا بيانا يدين الارهاب.

> ماذا عن علاقتكم بالحزب الاتحادي الديمقراطي؟

ـ لم تنقطع علاقتنا ولا اجتماعاتنا مع قيادة الاتحادي الديمقراطي، ونحن على اتصال وتشاور مستمر بالنسبة للقضايا التي تطرح في المجلس الوطني.

> كيف تنظر لأداء الشريكين؛ المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية؟

ـ اعتقد ان كلا من الطرفين متمسك بمواقفه وحريص على حقوقه ومكاسبه في اتفاق نيفاشا، ولكنهما لا يشكلان سلطة سياسية نافذة موحدة ومؤهلة لتنفيذ الاتفاقية.

> ما هو موقف الحزب الشيوعي الآن من اتفاق نيفاشا؟

ـ لسنا من دعاة تصدع اتفاق نيفاشا، ونحن أحرص على تنفيذه لأن تنفيذ اتفاق نيفاشا فيه مخرج من اندلاع الحروب الاهلية في السودان، ونحن نريد ان تكون حرب الجنوب هي آخر الحروب، «وفي الليلة الظلماء يفتقد الدكتور جون قرنق» وقد حان الوقت لكي ينشر طرفا نيفاشا، الحكومة أو المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حصيلة ما تحقق وما تم تنفيذه من الاتفاقيات ذات الجداول والصياغة المحكمة في المهام والتوقيت والأسبقيات.