حركة تحرير السودان ترحب بمفاوضات مع «جبهة الخلاص» المعارضة في دارفور برعاية إريترية

الميرغني يجري مشاورات للإعداد لاجتماع هيئة قيادة التجمع

TT

شكك مسؤولون في حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق ابوجا الهش للسلام في اقليم دارفور تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» في قدرة الحكومة السودانية على نزع اسلحة ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب أعمال عنف وتجاوزات بحق سكان الاقليم، وقالوا ان «الحكومة تتحدث في هذا الجانب ولا تفعل شيئا»، غير ان الحركة رحبت بالتحركات التي تجرى بين الخرطوم والعاصمة الاريترية اسمرة لاجراء مفاوضات بين الحكومة السودانية و«جبهة الخلاص» المسلحة في اقليم دارفور. وفي غضون ذلك بدأ محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع السوداني المعارض ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مشاورات مع فصائل التجمع الموجودة في الداخل بغية الإعداد لاجتماع هيئة القيادة في العاصمة الاريترية أسمرة.

وقال الطيب خميس مسؤول اعلامي في حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي كبير مساعدي الرئيس السوداني لـ«الشرق الأوسط» ان «التجربة علمتهم ان الحكومة ظلت تتحدث من وقت لآخر عن نزع اسلحة الجنجويد ولكنها لا تفعل شيئا في هذا الجانب». وأضاف ان هذه الميليشيات تقوم حتى الان بأعمال القتل والنهب في شتى انحاء دارفور، مؤكدا ان نشاط هذه الميليشيات من الاسباب التي تجعل الوضع غير مستقر في الاقليم، وقال «اجزم ان الحكومة لا تستطيع نزع سلاحهم». وكان مجلس الوزراء السوداني قد شكل اول من امس لجنة عليا برئاسة الرئيس عمر البشير وعضوية نائبيه ومساعديه وعدد من الوزراء المشاركين في الحكومة للاشراف على انفاذ اتفاق ابوجا على الارض، وكشف تقرير قدم الى المجلس عن خطة لنزع سلاح الجنجويد، على ان تنفذ خلال الشهرين المقبلين، وتكوين عدد من اللجان المعنية بتنفيذ الاتفاقية برعاية الاتحاد الافريقي. كما وجه مجلس الوزراء بالإسراع في انفاذ اتفاقية سلام دار فور ومعالجة الاوضاع على الارض بتفعيل المصالحات بين القبائل وتوفير العون الانساني وإعادة الامن والطمأنينة للمواطنين، وذلك بالإشراف المباشر من اللجنة العليا التي تم تشكيلها من قبل رئاسة الجمهورية. وقال الناطق الرسمي باسم المجلس عمر محمد صالح في تصريحات صحافية ان مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مجذوب الخليفة قدم تقريرا للمجلس بحضور والي جنوب دارفور، الحاج عطا المنان حول موقف تنفيذ اتفاق سلام دارفور. وسرد الاجراءات التي تم اتخاذها حتى الان ابتداء من تعيين مني اركو مناوي كبيرا لمساعدي رئيس الجمهورية ورئيسا للسلطة الانتقالية لولايات دارفور وتكوين عدد من اللجان المعنية بتنفيذ الاتفاق بإشراف ورعاية الاتحاد الافريقي، وتكوين لجان السلطة والثروة والترتيبات الامنية ولجنة الحوار الدارفوري الدارفوري ولجان اخرى مساعدة. وقال ان التقرير افاد ان التنفيذ شمل اعداد خطة لنزع سلاح الميليشيات غير القانونية من الجنجويد وغيرهم تم تسليمها للاتحاد الافريقي ليبدأ تنفيذها خلال الشهرين المقبلين، بجانب انشاء صندوق لإعادة إعمار دارفور، وعدد من المفوضيات المعنية بالتنفيذ في محاور قسمة السلطة وإعادة النازحين والدعم الانساني، وتكوين فرق لتحديد الاحتياجات في المحاور المختلفة لانفاذها اعتبارا من موازنة عام 2007، والجهود المبذولة لإعادة النازحين وتبشيرهم بالاتفاقية وشرحها لهم وفتح المسارات، بجانب الدعم الانساني من المخزون الاستراتيجي بتوفير الحبوب للمناطق المتضررة.

وقال صالح ان وزير الدولة بوزارة الشؤون الانسانية احمد هارون قدم تقريرا حول تعزيز جهود العمل الانساني، موضحا فيه ان نحو 695 الف مواطن داخل المعسكرات و1.665 مليون في القرى التي تأثرت بالحرب ونقص المواد الغذائية اصبح وضعها الان مطمئنا في الصحة والإيواء وتوفير الغذاء. وكان كبير مساعدي رئيس الجمهورية مني اركو مناوي قد اكد في الاجتماع حدوث خطوات ايجابية نحو انفاذ اتفاقية ابوجا، الا انه نوه لوجود بعض الاشكاليات المتمثلة في عدم توقيع بعض الحركات على الاتفاق مما ترتب عليه خروقات أمنية، ولكنه اكد ان الوضع بشكل عام مطمئن وفي تحسن مطرد. من جهة أخرى، وافقت «جبهة الخلاص» المسلحة في دارفور وجناحا حركة تحرير السودان برئاسة عبد الواحد محمد نور واحمد عبد الشافع مبدئياً على الوساطة الاريترية الهادفة لإلحاقها باتفاق أبوجا. وقالت مصادر مطلعة ان الحكومة الاريترية اجرت في أسمرة مشاورات مع الرافضين لاتفاق ابوجا ضمت قيادات جبهة الخلاص ممثلة في د.شريف حرير واحمد ابراهيم دريج واحمد عبد الشافع في اجتماع موسع ناقش امكانية تجاوز الازمة.

وقال عبدالله جابر مستشار الرئيس الاريتري في تصريحات نقلت في الخرطوم ان اريتريا اجرت مع الرافضين مشاورات استكشافية، وأضاف «نحن لسنا بصدد اجراء مفاوضات الآن ولكننا في مرحلة استكشافية لمعرفة ما يمكن ان تقوم به اريتريا تجاه هذا الامر». واشار الى ان سلام الشرق فتح آفاقاً جديدة، وقال «يجب ان يتحول هذا الى واقع ونحن نسعى بعلاقاتنا مع كل الاطراف المعارضة سواء الحركات أو الجهات التي بالداخل لإنقاذ السودان من الاستهداف»، وأشار جابر الى ان الثقة تعززت بين الحكومتين. من ناحيته، قال احمد عبد الشافي رئيس حركة تحرير السودان المكلف في تصريحات صحافية ان الاجتماع اكد استجابة الاطراف للوساطة الاريترية وأهمية ان تتم المفاوضات مع الجميع من دون استثناء، وأشار الى ان الجانب الاريتري قال انه سيجري مشاورات استكشافية لقياس مدى جدية الاطراف، ومن ثم موعد آخر للقاء.

وعلم ان محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع السوداني المعارض ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي بدأ مشاورات مع فصائل التجمع الموجودة في الداخل بغية الإعداد لاجتماع هيئة القيادة بالعاصمة الاريترية والذي يبحث إحكام التنسيق بين الفصائل الموقعة لاتفاقات نيفاشا، القاهرة، ابوجا وأسمرة للسلام، وذلك على مستوى الأجهزة التنفيذية والتشريعية والعمل الجماهيري.