واشنطن: الصين باشرت بتطبيق العقوبات على كوريا الشمالية

تأكيد أميركي لإجراء بيونغ يانغ التجربة النووية

TT

اعلنت الولايات المتحدة أمس ان الصين باشرت اتخاذ إجراءات على طول حدودها مع كوريا الشمالية لتطبيق العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على نظام بيونغ يانغ بعيد إجراء تجربة نووية الأسبوع الماضي. وجاء ذلك تزامناً مع تأكيد واشنطن رصد نشاط اشعاعي ناتج من تجربة كوريا الشمالية النووية، موضحة ان قوة الانفجار الناتج عنها كانت اقل من كيلوطن واحد. واعلن مدير الاستخبارات الوطني جون نغروبونتي في بيان مختصر امس: «تحليل عينات الهواء التي جمعت يوم 11 اكتوبر 2006 رصد شوائب مشعة الامر الذي يؤكد ان كوريا الشمالية اجرت تفجيراً نووياً تحت الارض».

وعن الاجراءات الصينية، قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز لشبكة التلفزيون «سي بي إس» أمس: «ابلغنا ان الصينيين باشروا بتطبيق (العقوبات) على حدودهم الطويلة جداً». ولم يقدم بيرنز أية تفاصيل عن نوعية هذه الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية على حدودها الفاصلة مع كوريا الشمالية والتي تبلغ 1400 كيلومتر. وكان مجلس الامن الدولي فرض السبت الماضي عقوبات اقتصادية وتجارية على كوريا الشمالية رداً على التجربة النووية التي أجرتها وطالبها بأن تمتنع عن اي تجربة جديدة وان تعود الى المفاوضات السداسية. وينص القرار 1718 على فرض حظر على «الاسلحة والمعدات المرتبطة بها و«المواد المرتبطة بالتكنولوجيا النووية او تكنولوجيا الصواريخ» و«المنتجات الفاخرة» الى كوريا الشمالية. ويدعو القرار كل الدول الاعضاء الى «التعاون لضمان احترام هذا الحظر على ان يشمل ذلك تفتيش اي حمولة متوجهة الى كوريا الشمالية او صادرة منها». ومن جهتها، طالبت روسيا القيادة الكورية الشمالية بـ«رد ملائم» على قرار 1718. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «نأمل في تلقي رد ملائم من قيادة كوريا الشمالية على موقف المجتمع الدولي الجماعي الذي أبرزه القرار الدولي». وأضافت ان روسيا تأمل في «أن تتخذ (قيادة كوريا الشمالية) خطوات عملية بهدف حل المشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية». وتتوجه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى الصين واليابان وكوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الاسبوع. واعلنت الحكومة اليابانية أمس ان وزراء خارجية الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية سيعقدون اجتماعاً الخميس المقبل في سيول لمناقشة الازمة النووية الكورية الشمالية. وسيعقد اللقاء بمشاركة رايس ونظيريها الياباني تارو اسو والكوري الجنوبي بان كيم ـ مون.

وفي هذا الوقت وصل كريستوفر هيل كبير المفاوضين الاميركيين حول ملف كوريا الشمالية النووي الى طوكيو أمس لمناقشة قرار مجلس الامن. وقال هيل الذي من المقرر ان يصل الى كوريا الجنوبية اليوم «نريد ان نتحدث عن تطبيق القرار». وقد تطوعت اليابان بالمساعدة في عمليات التفتيش التي ينص عليها القرار. واضاف: «نريد ان نناقش سبلا اخرى يمكن ان نتخذها للعمل معا لضمان عدم تمكن كوريا الشمالية من الحصول على التكنولوجيا او التمويل لمواصلة هذه البرامج». وفي انحاء اخرى من اسيا بدأت التصدعات تظهر في التوافق الدولي فور صدور القرار. فقد اشارت الصين، الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية واكبر مانح للمساعدات لها، الى انها ستتردد في وقف سفن الشحن الكورية الشمالية وتفتيشها.

وفي كوريا الجنوبية المجاورة، اكد الناطق باسم الرئيس روه موـ هيون مخاوفه من اتخاذ اي عمل يمكن ان يزعزع استقرار المنطقة المتوترة. وقال الناطق: «ليس من المحبذ ان تزيد جهود ازالة الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية من مخاطر الامن وعدم الاستقرار الاقتصادي». كما أن كوريا الجنوبية غير مستعدة لتفتيش سفن كوريا الشمالية خشية اثارة اشتباك مسلح مع جارتها. ولا يزال البلدان الجاران في حالة حرب من الناحية الفنية منذ النزاع الذي استمر بينهما من عام 1950 وحتى 1953.

ومن جهته، تعهد نائب الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ نام أمس بتقوية جيش بلاده وهزم الولايات المتحدة. ونقل التلفزيون الكوري الشمالي عن كيم قوله: «قواتنا المسلحة وشعبنا ستلتزم بسياسة الجيش أولاً وستقوي قوة السياسة والجيش للحفاظ على افكارنا ونظامنا وستشهد فوزا في حرب المواجهة التاريخية ضد الولايات المتحدة». ومنعت استراليا أمس السفن الكورية الشمالية من دخول موانئها. وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر: «اعتباراً من اليوم، ستمنع السفن التي ترفع علم كوريا الشمالية من دخول الموانىء الاسترالية».

ومن جهته، قال توماس شيفر سفير الولايات المتحدة في اليابان أمس ان عودة كوريا الشمالية الى المحادثات السداسية المتوقفة بشأن برنامجها النووي لن تكون كافية لانهاء عقوبات الامم المتحدة. وأوضح: «مجرد العودة الى المحادثات السداسية لا يكفي». وأضاف: «عليكم العودة الى المحادثات السداسية والاتفاق على كيفية تنفيذكم اتفاقية 19 سبتمبر (ايلول)». وتابع: «اذا تسنى بعد ذلك تحقق المجتمع الدولي من ذلك التنفيذ فأعتقد انكم سترون تراجعا عن نظام العقوبات». ولكنه استطرد: «هذا شوط طويل عليكم قطعه». ووافقت كوريا الشمالية من حيث المبدأ في سبتمبر 2005 في المحادثات السداسية على التخلي عن برنامجها لانتاج أسلحة نووية في مقابل الحصول على مساعدات وضمانات أمنية ووعد بتحسين العلاقات الدبلوماسية. ثم أجريت محادثات بمشاركة الكوريتين واليابان والولايات المتحدة وروسيا والصين في نوفمبر 2005 لتطبيق الاتفاق لكن بيونغ يانغ قاطعت المحادثات بعد ذلك.