حلم فرنسي بحرب «الامرأتين» للانتخابات الرئاسية

رويال وسركوزي الأوفر حظاً... وإليو ماري لم تحسم أمرها

TT

قبل ستة أشهر على الاستحقاق الرئاسي في فرنسا، يبدو المشهد السياسي على حاله قياساً لما كان عليه بداية الصيف الماضي: ففي معسكر اليمين، يبدو نيكولا سركوزي وزير الداخلية رئيس «حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية» بمظهر المرشح الطبيعي عن اليمين لخلافة الرئيس جاك شيراك. وفي معسكر اليسار، «تكتسح» صورة المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال منافسيها الى درجة تبدو محاولات خصومها لهز صورتها ومنعها من الفوز بترشيح الحزب الاشتراكي فاشلة سلفاً. ومع ذلك، من المبكر اعتبار أن الأمور محسومة منذ الآن، وأن المنافسة النهائية ستنحصر بين سركوزي ورويال. فيميناً، دخلت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري على خط المنافسة لتشكل مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب جان لوي دوبريه ورئيس الحكومة «محوراً» غرضه قطع الطريق على سركوزي. ويساراً، يسعى رئيس الوزراء الاشتراكي السابق لوران فابيوس ووزير الاقتصاد السابق دومينيك شتروس خان على هدم صورة المرشحة الاشتراكية المفضلة لدى الفرنسيين والاشتراكيين أنفسهم بإظهار افتقارها للخبرة في إدارة شؤون البلاد والعباد، وأنها «صنيعة» الوسائل الإعلامية. ويحلم الكثير من الفرنسيين بمواجهة بين امرأتين: رويال وأليو ماري التي توصف بـ«المرأة الحديدية»، والتي كانت أول امرأة في فرنسا تقود حزباً رئيسياً هو «التجمع من اجل الجمهورية»، وأول امرأة تتسلم حقيبة الدفاع التي تمسك بها منذ عام 2002. وقبل أيام، أكدت إليو ماري أنها «الوحيدة» التي تستطيع أن «تهزم» رويال، ولكنها حتى الآن رفضت القول ما إذا كانت ستترشح للانتخابات الرئاسية أم لا. غير أن هذه المحاولات، يميناً ويساراً لم تجد حتى الآن نفعاً. فقد أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس صحيفة «لو فيغارو» اليمينية أن رويال يمكن أن تهزم سركوزي في الجولة الانتخابية الثانية بـ51 في المائة من الأصوات مقابل 49 في المائة لسركوزي. أما إذا كان دو فيلبان خصمها اليميني، فإنها يمكن أن تحصل على أكثرية ساحقة تصل إلى 60 في المائة من الأصوات. أما إذا كانت منافستها وزيرة الدفاع الحالية، فإن سركوزي يمكن أن يحصل على 63 في المائة، وهي نسب غير مسبوقة في الانتخابات الرئاسية المباشرة في فرنسا، باستثناء ما حصل في الانتخابات الماضية حيث تواجه في الدورة الثانية الرئيس شيراك وزعيم الجبهة الوطنية اليميني جان ماري لوبن، حيث حصل شيراك وقتها على 80 في المائة من أصوات الناخبين.