الجيش السوداني ينفي وجود تمرد بداخله .. ويصف موفد أنان بالعدو

اتهم دولا أوروبية بالمشاركة في معارك دارفور

TT

اعلن المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة فى السودان، يان برونك، ان الجيش السوداني تكبد خسائر فادحة في حملته على المسلحين في دارفور والتي استغرقت ستة اسابيع، ولكن الجيش السوداني نفى تصريحات المبعوث ووجه هجوما عنيفا عليه، ووصفه بأنه «عدواني». كما نفى وجود بوادر تمرد لعدد من منسوبيه. واتهم الجيش السوداني دولا اوروبية، لم يسمها، بالتورط في المعارك الاخيرة بدارفور. ووصف المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة دخول قوات أجنبية للقتال في دارفور بانه مفاجأة وأمر غير متوقع في ظل التباكي الدولي على الاوضاع الامنية في الاقليم. وقال ان الجيش السوداني الآن يحارب قوات تشادية مدعومة من جهات نافذة في الحكومة التشادية ونبه الى انها استخدمت المروحيات في نقل الذخيرة والمعدات لدعم المتمردين الذين يجدون إسنادا من بعض الدول الاوروبية. ونفى المتحدث باسم الجيش حديث برونك عن تعرض الجيش لخسائر فادحة في دارفور، وابان «أن المعتدين الذين هاجموا منطقة كرياري تمتعوا باسناد جوي، وان المنطقة كان بها لواء واحد من الجيش ولا يمكن تسمية ما تعرض له خسائر فادحة للجيش». ونفى المتحدث ما ذكره برونك عن عدم انصياع بعض افراد القوات المسلحة للأوامر، وان روحهم المعنوية منخفضة، مؤكدا عودة جميع القوات الى المواقع التي انسحبت منها. وذكر ان دولة تشاد سلمت قوة انفصلت عن القوات المسلحة ودخلت اراضيها للمتمردين رغم وجود بروتوكول امني موقع بين البلدين.

وشن الناطق باسم الجيش هجوما حادا على برونك، وقال انه بهذا الحديث صنف نفسه عدوا، وقال «برونك عدواني» وشهادته مجروحة ولا يؤخذ بها وزاد ان حديثه مردود ويعد في سياق استعداء الامم المتحده على السودان.

وكان برونك قد اعلن ان الجيش السوداني تكبد خسائر فادحة في حملته على المسلحين في دارفور، والتي استغرقت ستة اسابيع. وقال «ان ثمة تقارير عن وقوع مئات الضحايا في صفوف الجيش خلال معارك وقعت الاسبوع الماضي في كاراكايا. واضاف ان ثمة انباء ايضا عن خسائر فادحة تعرض لها الجيش في معركة اخرى الشهر الماضي في منطقة ام سدر بشمال دارفور».

وقال برونك ان «معنويات القوات السودانية انخفضت ويتعرض الجنرالات للفصل من مناصبهم في حين يرفض الجنود القتال». واضاف ان مليشيات الجنجويد تحركت لدعم الهجوم الذي يشنه الجيش خلافا لقرارات الامم المتحدة.

وذكر المبعوث فى موقعه على الانترنت ان الحكومة استجابت «للهزائم» بارسال المزيد من القوات والمعدات الى المنطقة وبتحريك المليشيات العربية «الجنجويد». ومضى «هذا تطور خطير». واشار برونك الى ان تشاد، التي تقع الى الغرب من السودان، باتت تلعب دورا متزايدا في المعارك.

ويصل الخرطوم خلال اليومين القادمين، وزير خارجية فرنسا يحمل مقترحات عملية للحوار بين السودان والمجتمع الدولي، وطبقا لوكالة السودان للانباء الرسمية (سونا)، فان المقترحات تحظى بتأييد الاسرة الدولية والاتحاد الاوربي على وجه الخصوص لتجاوز معضلات الوضع في دارفور وتلافي عقبة القرار 1706 الذي يرفض السودان التعاطي معه.

وقالت المصادر ان المقترحات الفرنسية تقوم على انشاء «كيان أو جسم» يضم ممثلين للمجتمع الدولي والمنظمات الاقليمية ذات الصلة «الجامعة العربية، والاتحاد الافريقي، ومنظمة المؤتمر الاسلامي» يتم تفويضها لوضع ترتيبات بمباركة حكومة السودان وموافقتها على ذلك. من جهة ثانية، دافع كل من المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن عبد الله الترابي والحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك في حكومة الوحدة الوطنية عن مواقفهما في نشر قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لحماية حياة الابرياء من المدنيين من هجمات مليشيا الجنجويد.

ودعا الترابي في اول حوار يجريه معه التلفزيون السوداني المملوك للحكومة منذ الانشقاق الشهير بين الاسلاميين السودانيين الى تحقيق اجماع وطني بين كل القوى السياسية واجراء حوار مع المجموعات المتصارعة في دارفور لتجنب التدخل الدولي في الاقليم محملا الحكومة مسؤولية ما يحدث في السودان. وقال «آفتنا ليست في القرار الدولي ولكنه في الذي ادى الى خروج القرار». واضاف لا يمكن ان نقول اننا يمكن ان نرفض القوات الدولية بشكل مطلق.

من جانبه، دافع نائب رئيس المجلس الوطني (من الحركة الشعبية) اتيم قرنق اتيم على موقف حزبه الداعم لدخول القوات الدولية في اقليم دارفور وقال ان الحركة ستدعم دخول قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لأجل حماية المدنيين الابرياء المهددين باستمرار من قبل مليشيات الجنجويد. الى ذلك، اجاز مجلس الوزراء السوداني اتفاق سلام شرق السودان الذي جرى توقيعه مطلع الاسبوع فى العاصمة الاريترية اسمرة بين الحكومة والمسلحين شرق السودان تحت اسم «جبهة البجا». وينتظر ان يصدر الرئيس عمر البشير قراراً خلال اليومين القادمين برفع حالة الطوارئ بشرق البلاد إنفاذا لاتفاق سلام الشرق.