الجامعة العربية تسعى لاحتواء غضب السلطة الانتقالية منها والمحاكم تستعد لمواجهة إثيوبيا

مجموعة الارتباط الدولية الخاصة بالصومال تجتمع في نيروبي بحضور منظمات إقليمية ودولية

TT

تعقد اليوم مجموعة الارتباط الدولية الخاصة بالصومال اجتماعا في العاصمة الكينية نيروبي، في محاولة لحث مختلف الفرقاء الصوماليين على عقد محادثات السلام التي ترعاها الجامعة العربية والحكومة السودانية كما هو مقرر نهاية الشهر المقبل وعدم تصعيد الموقف السياسي والعسكري قبل هذه المحادثات.

ومن المقرر أن تبحث المجموعة بحضور ممثلين عن الإدارة الأميركية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة دول الإيقاد والاتحاد الأوروبي، كيفية مساعدة الصوماليين على تجاوز الوضع السياسي الراهن والشروع في مصالحة وطنية شاملة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفدا من الجامعة العربية برئاسة سمير حسني مسؤول ملف الصومال لدى الجامعة العربية سيلتقي اليوم في نيروبي مع إسماعيل هرة وزير خارجية الصومال في أول لقاء بين مسؤولي الطرفين منذ توجيه السلطة الانتقالية اتهامات علنية للجامعة العربية بالانحياز إلى غريمتها المحاكم الإسلامية التي تسيطر على نحو ثلثي المناطق في الصومال.

وما زالت الجامعة العربية تنتظر ردا رسميا من الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه علي محمد جيدي بشأن قيام وفد رفيع منها بزيارة إلى معقل السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية في إطار جولة تشمل دول الجوار الجغرافي للصومال في منطقة القرن الأفريقي.

وعوضا عن الوفد الذي كان سيترأسه سمير حسني فقد قرر عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية تعيين مساعده للشؤون السياسية السفير أحمد بن حلي على رأس الوفد في محاولة لتفادي تحفظ السلطة الانتقالية على الاجتماع مع حسني الذي أثارت تصريحات سابقة له حول سيطرة المحاكم الإسلامية على كيسمايو غضبها.

من جهة أخرى صعدت المحاكم الإسلامية من حدة لهجتها الإعلامية وخطابها الرسمي ضد إثيوبيا وأطلقت حملة لإقناع المئات من عناصر الجيش الصومالي السابق من أجل الانضمام إلى مواجهة عسكرية وشيكة تتوقعها ضد إثيوبيا عقب عودة الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف من زيارته المثيرة للجدل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

والتقى قادة بارزون بتنظيم المحاكم الإسلامية الذي يسيطر على العاصمة الصومالية مقديشو وعدة مناطق أخرى وسط وجنوب البلاد، مع ضباط سابقين في الجيش الصومالي السابق بفندق السلام جنوب العاصمة، حيث قال عدد من قادة المحاكم الإسلامية انهم يريدون الاستفادة من الخبرات القتالية للعسكريين السابقين تحسبا لاندلاع ما وصفوه بمعركة وشيكة بين ميلشيات المحاكم الإسلامية والقوات الإثيوبية التي تحتل عدة مناطق في الصومال وتتواجد بكثافة في مدينة بيداوة.

وأبلغ مصدر مسؤول في المحاكم الإسلامية «الشرق الأوسط» أن ميلشيات المحاكم على وشك خوض معركة ضد ميلشيات موالية لوزير الدفاع الصومالي عدن بير هيرالي الذي يسعى مجددا لاستعادة سيطرته على مدينة كيسمايو التي فقدها في الخامس والعشرين من الشهر الماضي لصالح المحاكم الإسلامية. وأشار المصدر إلى أن قوات هيرالى وصلت إلى مشارف مدينة بيولا بوسط جوبا التي تبعد نحو 260 كيلومترا جنوب كيسمايو ذات الأهمية التجارية، موضحا أن المحاكم الإسلامية عززت تواجدها العسكري في المنطقة ونشرت المزيد من الميلشيات المسلحة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وكانت ميلشيات المحاكم الإسلامية قد اشتبكت مساء أول من أمس مع مليشيات مناوئة لها في بلدة جبيل الزراعية على بعد 10 كيلومترات شمال كيسمايو وغنمت نحو 20 سيارة قتال في إطار ما وصفته بمحاولة فرض النظام والقانون في المنطقة.

وقال قادة محليون للمحاكم الإسلامية إن قواتهم تعرضت أولا لاعتداء وإطلاق نار عليها من قبل ميلشيات بدا أنها تدافع عن مناطق نفوذها التقليدية ضد هيمنة المحاكم الإسلامية التي يتزايد طموحها العسكري يوما بعد يوم للسيطرة على كامل الأراضي الصومالية.

وحذر هؤلاء من مغبة اشتراك قوات حكومية في القتال ضد المحاكم الإسلامية في هذه المدينة التي تشهد حالة من التوتر العسكري المتواصل منذ يومين.

إلى ذلك نفى الشيخ حسن طاهر عويس رئيس المحاكم الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» أن تكون المحاكم قد أصدرت قرارا حمل توقيعه يقضي بإرسال ثلاثين من المقاتلين الشباب ضمن صفوف ميلشيات المحاكم للقيام بعمليات اغتيال وتخريب في جمهورية أرض الصومال الانفصالية التي سبق أن أعلنت عام 1991 استقلالها من جانب واحد.

وأكد عويس أن الوثيقة التي تبادلتها عدة مواقع صومالية إلكترونية على شبكة الإنترنت مزيفة وتستهدف الإساءة إلى المحاكم ومحاولة دمغها بارتكاب عمليات إرهابية.

واتهم من وصفهم بأعداء المحاكم الحاقدين عليها بفبركة وتزييف هذه الوثيقة التي تحمل تاريخ السادس من شهر رمضان المبارك وتتضمن خطة لاغتيال طاهر ريال كاهين رئيس جمهورية أرض الصومال وعدد من كبار معاونيه.

من جانبه شكك كاهين في صحة هذه الوثيقة لكنه أشار في تصريحات له أمس في هرقيسا عاصمة دويلته الانفصالية، إلى أن سلطات الأمن المختصة تباشر تحقيقات مكثفة للتحقق من مدى صحة هذه الوثيقة التي تأتي عقب اتهام المحاكم الإسلامية لمسؤولي جمهورية ارض الصومال بتعذيب الشيخ محمد إسماعيل احد القيادات الدينية المحسوبة عليها.