وفاة الكاتب والمفكر المصري محمد عودة.. «غاندي الثقافة العربية» عن 86 عاما

المثقف الوحيد الذي سجن في عهود فاروق وعبد الناصر والسادات

TT

غيب الموت أمس الكاتب الصحافي محمد عودة في القاهرة عن عمر ناهز 86 عاما بعد تدهور حالته الصحية ودخوله فى غيبوبة منذ أكثر من شهرين بغرفة العناية الفائقة بمستشفى قصر العيني ومن المقرر أن يدفن الراحل صباح اليوم.

وكان الفقيد الراحل محمد عودة قد عمل بالصحافة المصرية على مدى أكثر من 60 عاما وعلى وجه التحديد منذ منتصف الأربعينيات .

وللكاتب الراحل محمد عودة سلسلة من المؤلفات والكتب من أبرزها «عرابي المفترى عليه».. و«ميلاد ثورة».. و«ليبراليون وشموليون».. و«باشوات.. وقصص أخرى ».. و«الصين.. والوعي المفقود»..و«فاروق».. و« بداية ونهاية». والكاتب الكبير محمد عودة يطلقون عليه لقب (غاندي الثقافة العربية)، وهو المثقف المصري الوحيد تقريبا الذي دخل سجون الملك فاروق وعبد الناصر والسادات على التوالي مدافعا عن مبادئه ومعتقداته، وهو من مواليد عام 1920 لوالد كان من كبار تجار القطن الذين أعلنوا إفلاسهم إبان احتدام الأزمة الاقتصادية العالمية في الثلاثينات، فرحلت الاسرة من الريف مع الأب إلى حي الحسين بالقاهرة القديمة حيث تربى وسط أروقة وأزقة الحي. وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية التحق بالمدرسة السعيدية الثانوية حيث كان ضمن الطلاب الفقراء الذين حصلوا على مجانية التعليم لتفوقهم الدراسي، ثم تلقى تعليمه في مختلف المدارس في الأزهر والمدارس العامة والتعليم الأجنبي الفرنسي والإنجليزي، وتخرج في كلية الحقوق محاميا.

وعودة هو واحد من رواد جيل أبرز أعلامه «عبد الرحمن الخميسي»، والدكتور «صبري السربوني» والمهندس المعماري «حسن فتحي» والكاتب «أحمد عباس صالح» و«أحمد بهاء الدين» و«محمود شاكر» والمسرحي «نعمان عاشور» والكاتب الساخر «محمود السعدني» و«زكريا الحجاوي»، وغيرهم وله مع كل واحد من هذه الأسماء العملاقة حكايات وروايات إنسانية تستحق التسجيل لأنها تعكس مناخ جيل وروح أمة ذات تراث وأصالة وتاريخ.

والراحل عودة شارك في كتابة أول رواية بالعامية المصرية في الخمسينيات مع صديقه الأديب مصطفى مشرفة، وهي رواية «قنطرة الذي كفر»، وشارك في تأسيس حزب التجمع وكان أول رئيس تحرير لجريدة «الأهالي». كتب قصة ثورة عرابي ـ ثورة اليمن ـ ثورة الجزائر ـ ولم يحب كتابات العقاد، ولكنه غفر له ما تقدم من كتبه، فقد كتب العقاد سيرة سعد زغلول: قلب الوطنية المصرية وفارسها العجوز.