طلب كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة من مجلس الأمن حث المغرب وجبهة البوليساريو على إجراء مفاوضات مباشرة بينهما، في وقت تجري فيه وفود حكومية مغربية محادثات في عواصم الدول الأعضاء في المجلس لحشد الدعم لمبادرة مغربية تقضي بمنح المنطقة «حكما ذاتيا موسعا» يمكن أن يتيح عودة أعضاء البوليساريو الى الصحراء والمشاركة في إدارتها.
وقال أنان في تقريره الذي بعث به الليلة قبل الماضية الى المجلس إن هناك خيارين فقط، إما استمرار المأزق الحالي أو مفاوضات مباشرة بين أطراف النزاع، وأوضح أن مبعوثه الشخصي للمنطقة بيتر فان فالسوم وصل الى خلاصة مفادها ضرورة اجراء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة.
وقال أنان إنه استنادا الى هذه الخلاصة يهيب بمجلس الأمن دعوة الطرفين لمفاوضات مباشرة غير مشروطة. بيد أنه قال إن نجاح هذه المفاوضات يرتبط بإقرار مبدأ «حق تقرير المصير»، واقترح على مجلس الأمن تبني ذلك بوضوح، مشيراً الى انه بدون قبول هذه الصيغة لن تكون هناك مفاوضات بين الجانبين. واقترح أنان الذي وصف النزاع بأنه اقدم نزاع في القارة الأفريقية حالياً، تمديد مهمة البعثة الأممية في الصحراء حتى 30 ابريل (نيسان) من العام المقبل. وسيكون هذا آخر تقرير يقدمه أنان الى مجلس الأمن، حيث تنتهي مدته كأمين عام في نهاية السنة الحالية. ولم يتطرق التقرير الى اقتراح «الحكم الذاتي الموسع».
وكان وفد مغربي يقوده محمد بن عيسى، وزير الخارجية المغربي، أجرى عصر يوم الجمعة الماضي في واشنطن محادثات مع كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية، وستيفن هادلي، مستشار الرئيس للأمن القومي، وديفيد والش، مساعد وزيرة الخارجية للشرق الأوسط وشمال افريقيا والمكلف ملف نزاع الصحراء في الخارجية الأميركية، وشارك في المحادثات قادة ثلاثة أحزاب من الحكومة الائتلافية الحالية في المغرب، وهم محمد اليازغي (الاتحاد الاشتراكي) وعباس الفاسي (الاستقلال) ومحند العنصر (الحركة الشعبية).
وأحيطت المفاوضات التي أجراها الوفد المغربي بالتكتم في واشنطن، كما أن مصادر الخارجية الأميركية لم تقدم أية إيضاحات بشأنها، وقال بيان مقتضب إن «محادثات تناولت العلاقات الثنائية جرت بين وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وكل من محمد بن عيسى وزير الخارجية، والطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في وزارة الخارجية» من دون إشارة الى موضوع الصحراء.
يشار الى ان وفوداً مغربية تواصل حاليا اتصالاتها مع جميع أعضاء مجلس الأمن، في مختلف العواصم.
ونسبت وكالة «رويترز» التي أوردت فقرات من تقرير أنان الموجه لمجلس الأمن أن المبعوث الشخصي لهذا الأخير الى الصحراء ،الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم، توصل الى قناعة في ختام مشاوراته مع الأطراف المعنية في المنطقة (المغرب، والجزائر، وموريتانيا، وجبهة البوليساريو) مفادها أن المفاوضات المباشرة تمثل السبيل الوحيد للخروج من المستنقع السياسي الذي يوجد فيه نزاع الصحراء.
واستند أنان الى نتائج زيارات مبعوثه الخاص ولذلك فانه أوصى بإجراء المباحثات المباشرة، واستنادا الى السفير فالسوم، فان جبهة البوليساريو، كما أورد أنان، تفضل استمرار المأزق الحالي على اجراء مفاوضات بدون شروط مسبقة، ولو تطلب الأمر العودة الى حمل السلاح.