وزير فرنسي من أصل جزائري يدعو أبناء المهاجرين إلى الاندماج في المجتمع

قال إن المصعد الاجتماعي ليس معطلا

TT

اسمه عزوز بيغاغ. ولد قبل 49 عاما في ضاحية مدينة ليون من عائلة هاجرت الى فرنسا من الجزائر. وما يتميز به بيغاغ أنه يمثل «النموذج» الذي يطمح اليه أبناء المهاجرين من الجيل الثاني أو الثالث خصوصا الذين جاؤوا الى فرنسا من بلدان المغرب العربي وهو الانخراط والاندماج في المجتمع الفرنسي. ذلك أن بيغاغ وزير في الحكومة الفرنسية الراهنة وهو أحد وزيرين من اصل مغاربي (مع وزير قدامى المحاربين حملاوي مكاشرة).

وبيغاغ الحائز دكتوراه في مادة الاقتصاد ووسام جوقة الشرف الفرنسية من رتبة فارس، كرس الكثير من وقته قبل الوصول الى أعلى المناصب الرسمية (الوزارة) للعمل الاجتماعي في أوساط ابناء المهاجرين وهو، في حكومة دومينيك دو فيلبان، مولج حقيبة الترويج لتكافؤ الفرص. وليل أول من امس، كان بيغاغ ضيفا على مسجد باريس الكبير في إطار إفطار رمضاني حضرته «الشرق الأوسط» وهو بذلك يعقب وزيري الداخلية والدفاع وكذلك رئيس بلدية باريس ودومينيك شتروس خان، المرشح الإشتراكي لرئاسة الجمهورية.

و«الرسالة» التي حملها بيغاغ مفادها أن «المصعد» الاجتماعي الذي يتيح للشبان المتحدرين من أصول مهاجرة تحسين أوضاعهم الإجتماعية والإقتصادية والوصول الى المناصب العليا في المجتمع والدولة «ليس معطلا» والدليل أنه هو شخصيا استطاع الوصول والخروج من «الغيتو» الذي يراد له أن يكون عادة المكان الطبيعي للمتحدرين من أصول أجنبية من العرب والسود وغيرهم. وقال بيغاغ مخاطبا الحضور، وهم من نخبة الجالية الإسلامية في فرنسا: «إنني واحد منكم وإنني أعامل كوزير من وزراء الجمهورية وهذا مصدر اعتزاز لي وكلما صرنا نعامل كالآخرين يعني أننا قبلنا في هذا المجتمع». واستطرد بيغاغ قائلا: «نحن نعيش في فرنسا منذ زمن بعيد وكان علينا أن نصل إلى ما وصلنا اليه منذ سنوات. أود أن أكون من يفتح الأبواب ويعطي المثل».

ويؤكد بيغاغ أن الحكومات الفرنسية «يجب أن تكون على صورة مكونات المجتمع الفرنسي» أي أن تتضمن في صفوفها وزراء من السود والعرب والآسيويين والآخرين. وفي أي حال، فإن خروج عربي الى باحة قصر الاليزه عقب الاجتماع الوزاري الأسبوعي «ظاهرة ثورية على مستوى تطور العقليات».

غير أن في حلق بيغاغ، الفخور بما توصل اليه بناء على الجدارة والكفاءة وليس بفضل أسباب أخرى، «غصة» يصعب عليه إخفاؤها إذ أنه يتحدث عن «الوحدة» التي عانى منها عند وصوله الى الحكومة. والأسوأ من ذلك أنه شعر من بعض زملائه الوزراء بنظرة «ازدراء».