رصد موقع «مكافأة من اجل العدالة» التابع للخارجية الأميركية مليون دولار لمن يرشد عن مكان وجود آدم غادان، 28 عاما، المعروف أيضا بـ«عزام الأميركي» الذي اعتنق الإسلام قبيل مغادرته الولايات المتحدة إلى جهة غير معلومة، ثم أطلق تهديدات بتوجيه المزيد من الضربات الإرهابية ضد الولايات المتحدة في شريط فيديو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وبث الموقع الذي يبحث أيضا عن أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» و29 مشبوها من اخطر المطلوبين لدى السلطات الأميركية صورا لعزام الأميركي بعدة وجوه وأشكال مختلفة. ويرجح أن يكون عزام حاليا في باكستان.
وكانت السلطات الأميركية وجهت تهمة الخيانة العظمى الى عزام الأميركي الأسبوع الماضي لعلاقته بتنظيم «القاعدة»، الأمر الذي يحصل للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، بعد ظهوره في خمسة شرائط فيديو لتنظيم «القاعدة» وهو يوجه التهديدات الى الولايات المتحدة وحلفائها. وقالت وزارة العدل الأميركية إن المواطن آدم غادان، المطلوب من قبل الشرطة الفدرالية لانتمائه المفترض للقاعدة، اتهم رسميا بـ «الخيانة» من قبل القضاء.
ويعتبر توجيه تهمة الخيانة الى أميركي أمرا نادرا، إذ لم يتجاوز عدد الذين وجهت اليهم هذه التهمة حتى الآن الأربعين شخصا من بينهم طوكيو روز (توفيت العام الماضي) عام 1949 لأنها كانت تعد برامج دعائية بالانجليزية ضد الولايات المتحدة من إذاعة طوكيو خلال الحرب العالمية الثانية. وقد ظهر عزام الأميركي، الذي يتحدر من أسرة يهودية مسيحية أصلا، في الشريط الأخير إلى جانب الرجل الثاني بالقاعدة أيمن الظواهري الذي قدمه باسم «عزام الأميركي». ووجه الرجل نداء بالإنجليزية جاء فيه «أدعو جميع الأميركيين والكفار الآخرين إلى اعتناق الإسلام، أدعو خصوصا جميع الذين يقاتلون من أجل خطة (الرئيس الأميركي جورج) بوش في أفغانستان والعراق وفي أي مكان في العالم، إلى اعتناق الإسلام.
وفي مقتطفات من شريط سابق لعزام الأميركي كان المتحدث يغطي وجهه وتحدث بإنجليزية فيها بعض اللكنة، وقال إنه من أتباع بن لادن واستنكر تصرف الأميركيين وقال إنهم «مذنبون مذنبون مذنبون. أنتم مذنبون كبوش وتشيني». وتوعد المتحدث بهجمات جديدة على الولايات المتحدة أسوأ من الهجمات التي شهدتها في11 سبتمبر (أيلول)2001، وقال «بعد عقود من الطغيان الأميركي والقمع حان دوركم لتموتوا. بإذن الله ستغرق شوارع أميركا بالدم مقابل كل قطرة دم لضحايا أميركا».
ويقول موقع المباحث الأميركية «إف بي آي» على شبكة الإنترنت انه يبحث عن أي معلومات عن الرجل الذي عرف عن نفسه بأنه «عزام الأميركي» وهدد الولايات المتحدة بسلسلة اعتداءات في شريط فيديو. وكنية عزام الأميركي، بحسب المباحث الأميركية «ابو صهيب الأميركي»، و«يحيى المجاهد»، وهو من مواليد سبتمبر 1978. وتحدث عزام في شريط الفيديو، الذي بثته مواقع إسلامية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، وهو يحمل الكلاشينكوف بإنجليزية تشوبها لكنة، موجها خطابه الى الاميركيين ومتوعدا بأن تنظيم «القاعدة» سيقوم قريبا بعملية داخل الولايات المتحدة.