اليابان «تبتلع» أفكارها النووية بعد أن تلقت تطمينات من رايس

بكين غير متحمسة لتطبيق حرفي لقرار مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية

TT

دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في طوكيو، المحطة الاولى من جولة في آسيا وروسيا، الى تطبيق «سريع» للعقوبات التي اقرها مجلس الامن الدولي على بيونغ يانغ بعد تجربتها النووية في التاسع من أكتوبر (تشرين الاول). وقالت رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الياباني تارو آسو اثر لقاء بينهما «تعهدنا بالعمل معا، وكذلك مع الدول الأخرى في سبيل التطبيق السريع والتنفيذ الفعال لكل اجراءات» القرار 1718.

وأبلغت واشنطن اليابان، انها لا ترغب في «سباق نووي» في جنوب شرقي آسيا عقب التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية، ونقلت كوندوليزا رايس «تطمينات قوية» الى اليابانيين مؤداها ان الولايات المتحدة ستستعمل كل قوتها العسكرية لحماية حلفائها في المنطقة، كما نقلت رسالة من الرئيس الاميركي جورج بوش، يؤكد فيها بكيفة حاسمة «الضمان الكامل لأمن اليابان».

وسعت رايس في طوكيو الى تهدئة مخاوف اليابانيين الذين اصبحوا يفكرون الى جانب كوريا الجنوبية وتايوان في تطوير قدراتهم النووية، لكن واشنطن تعارض ذلك بشدة حتى لا تغضب الصين.

ولاول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تحدثت اليابان عن «الخيار النووي»، إذ قال تارو آسو وزير خارجية اليابان قبل محادثاته مع رايس في البرلمان بشأن تفكير اليابان امتلاك اسلحة نووية، إن الحكومة اليابانية لا تعتزم التخلي عن سياسة البلاد التي انتهجتها منذ الحرب العالمية الثانية بأن تبقى الاراضي اليابانية نظيفة من الاسلحة النووية، بيد أن آسو أوضح قائلاً «أظن انه من الضروري بحث المسألة»، لكنه تجنب التطرق للموضوع عندما تحدث امس خلال مؤتمر صحافي عقده في طوكيو مع كوندليزا رايس، التي انتقلت الى كوريا الجنوبية في إطار جولتها الحالية.

وأكد أن بلاده لا تعتزم أن تحصل على أسلحة نووية، بعد تأكيدات رايس بأن التحالف الثنائي بين البلدين سيعمل من دون أي مجال للخطأ» ثم اضاف بلهجة حاسمة «النقاش انتهى (حول الموضوع النووي)».

وتسعى رايس خلال جولتها الى اقناع الصين لتعزيز الحصار الاقتصادي على كوريا الشمالية، وقالت رايس «من الأهمية القول إن الالتزامات التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 1718 مفروضة على جميع الدول والصين تدرك ذلك»، بيد ان بكين قالت إنها ستطبق قرار مجلس الامن، لكن ليس الى حد «تحريم» التعاون مع كوريا الشمالية، بل ستكتفي بالتفتيش للتأكد من ان المواد المحظورة التي نص عليها قرار مجلس الامن لا تصل الى هناك. وفي كوريا الجنوبية ستطلب رايس مشاركة سيول في عمليات تفتيش البواخر الكورية الشمالية التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي. واعتبرت بيونغ يونغ ان انضمام كوريا الجنوبية الى العقوبات الدولية ضد جارتها الشمالية هو «خيانة. ويعتقد أن لدى كل من كوريا الجنوبية والصين تحفظات حول تنفيذ جانب من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة. ويعتقد ان رايس ستسعى خلال جولتها الحصول على تأكيدات من كل من بكين وسيول بالمشاركة الكاملة في تنفيذ العقوبات التي اقرها مجلس الامن.