منظمة تطلق من القدس حملة لـ«تعويض اليهود العرب»

تطالب بما يزيد على 100 مليار دولار من الدول العربية التي نزحوا عنها

TT

أطلقت منظمة «العدالة ليهود الدول العربية» أمس، حملة دولية من القدس الغربية، بهدف الاعتراف باليهود الذين نزحوا من الدول العربية في سنوات الخمسين من القرن الماضي، كلاجئين بشكل قسري ومطالبة هذه الدول بدفع تعويضات تقدر بمبلغ 100 مليار دولار على الأقل.

وقرر المجتمعون من هذه المنظمة، اثر اجتماعهم في القدس أمس، نقل حملتهم الى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى والأمم المتحدة، بهدف اعداد الرأي العام لقبول المطلب اليهودي بالاعتراف بوجود لاجئين يهود عرب في إسرائيل، بدعوى أنهم اضطروا الى الرحيل اثر القمع العربي والاعتداءات العنصرية عليهم لكونهم يهودا، «مما جعل حياتهم مستحيلة بين العرب». وجاءت هذه الحملة بعد إعداد دام حوالي عشر سنوات، شاركت فيه وزارة القضاء الإسرائيلية والوكالة اليهودية وعدة مؤسسات يهودية في العالم. ففي حينه، خلال فترة حكم الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، تقرر مجابهة مطالب الفلسطينيين بتسوية عادلة لقضية اللاجئين في اطار المفاوضات المتعددة الأطراف المنبثقة عن مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط. وأوصى نتنياهو آنذاك بطرح قضية اللاجئين اليهود في اسرائيل في مواجهة قضية اللاجئين الفلسطينيين، وطرح مطلب التعويضات لهم مقابل التعويضات التي يطالب بها الفلسطينيون.

وبدأت التنظيمات اليهودية المذكورة، حملة رصد وتسجيل لأملاك اليهود في الدول العربية وتسجيل القصص والذكريات حول طريقة مغادرتهم أوطانهم العربية والهجرة الى إسرائيل وغيرها. ونشرت أنباء عن قيام وفود باحثين يهود، يحملون جنسيات أجنبية، بزيارات عمل في الدول العربية لمتابعة قضية الأملاك اليهودية. وقام عدد من يهود العراق في السنتين الأخيرتين بزيارات بحث الى العراق. وقال المدير العام لمنظمة «العدالة ليهود الدول العربية»، ستانلي ايرمن، مبررا نشاط منظمته، ان العالم يتحدث عن قضية اللاجئين في الشرق الأوسط باعتبارها قضية لاجئين فلسطينيين فحسب، وقد حان الوقت لأن يعرف الجميع أن هناك ملايين اللاجئين اليهود أيضا الذين أرغموا أو اضطروا لمغادرة الدول العربية في سنوات الخمسين بسبب المضايقات العربية. وقد اضطر معظمهم لترك أملاك تقدر بعشرات مليارات الدولارات وراءهم. وعندما يبدأ الحديث عن تسوية قضية اللاجئين العرب، لا بد من طرح قضية هؤلاء اللاجئين اليهود أيضا. وحسب الاحصائيات التي وردت في أبحاث اللقاء في القدس أمس، فإن حوالي 900 ألف يهودي اضطروا الى مغادرة الدول العربية منذ عام 1948 وحتى مطلع الستينات، وبشكل خاص من المغرب وتونس ومصر وسورية والعراق واليمن وليبيا ولبنان. وقد هاجر حوالي تلتاهم الى إسرائيل، فيما انتشر الباقون في بقية اصقاع العالم. ويعتبر اليهود العراقيون في إسرائيل من أغنى الشرائح اليهودية، حيث يبرزون في النشاطات البنكية وفي البورصة. وهم أكثر اليهود من أصل عربي الذين يحافظون على تراثهم العربي وعاداتهم وتقاليدهم، يليهم اليهود المغاربة.