منظار طبي بسمك الشعرة يصور بوضوح أدق أنسجة الجسم الحي

TT

طور باحثون أميركيون ولأول مرة، منظارا طبيا لا يتعدى سمكه سمك شعرة الانسان، ويمكنه في نفس الوقت ارسال صور مجسمة عالية الجودة الى الاطباء، لتمكينهم من تشخيص الحالات المرضية.

ونجح باحثون في مستشفى ماساشوسيتس العمومي في تطوير المنظار الاول من نوعه، الذي يجمع بين صغر الحجم ونوعية الصورة العالية، ثم اختبروه على الفئران، وأعلنوا أنه صالح لاستخدامه في جسم الانسان.

وقال غوليرمو تيرني البروفيسور في الامراض الجلدية في كلية هارفارد للطب ورئيس فريق البحث، ان المناظير الطبية الحالية تعاني من مشاكل مواءمة حجمها مع نوعية تصويرها، فالمناظير التي ترسل الصور ذات النوعية الجيدة توظف كاميرات بقطر ملمتر واحد ولذلك يصعب عليها التغلغل نحو أمكنة كثيرة حساسة داخل الجسم، أما المناظير الأصغر حجما بقطر يصل الى سمك شعرة الانسان، فانها لا تتمكن من ارسال صور جيدة.

ويحتاج الاطباء الى مناظير دقيقة جدا في سمكها واضحة في معالم صورها لدراسة مناطق حساسة في المخ وداخل انسجة الأجنة. وبينما توظف المناظير الصغيرة جدا تقنية توجيه الضوء عبر عدد من الخيوط الزجاجية نحو الانسجة ثم تلتقط الضوء المنعكس عن الانسجة المدروسة لاحقا لتصل الى الاطباء على شكل صور، يسلط المنظار الجديد الضوء عبر نسيج زجاجي وحيد مشكلا ما يشبه «قوس قزح من الضوء». ثم تنعكس الوان هذا القوس القزح عن الانسجة المدروسة لتصل الى جهاز لقياس الطيف يوجد خارج الجسم يرتبط بكومبيوتر لتحليله وتشكيل صور عالية الجودة. ونشرت تفاصيل البحث الجديد في العدد الأخير من مجلة «نيتشر» العلمية.

ولإثبات عمل المنظار الجديد الذي اختبرت نماذج اولية منه، صور الباحثون الاورام الخبيثة داخل بطن فأر مختبري بعد ان ادخلوا المنظار فيها. وبعد ان نشر المنظار الضوء بألوان «قوس قزح» انعكست من الانسجة المدروسة، حصل للاطباء على صورة عالية الجودة، اذ بدت الاورام الخبيثة على شكل تنوءات بيضاء بينما ظهرت بطن الفأر باللون الرصاصي (كما في الصورة). ونقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» التي يصدرها معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا عن وين لينسر رئيس علوم امراض المعدة والتغذية في المستشفى، ان التقنية جديدة واعدة جدا خصوصا لدى دراسة الجهاز الهضمي للاطفال.