الجزائر: اختفاء نجل مؤسس «الجماعة الإسلامية المسلحة» في ظروف غامضة

بعد شهر من اختفاء نجل بن حاج.. والده يستبعد التحاقه بالجماعات المسلحة

TT

أعلن مؤسس «الجماعة الإسلامية المسلحة» الجزائرية، عن اختفاء نجله الأكبر في ظروف غامضة، مبديا حرصا على عدم اتهام أية جهة يمكن أن تكون مسؤولة عن اختفائه. يأتي ذلك بعد أكثر من شهر من اختفاء نجل علي بن حاج قيادي «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة.

وقال عبد الحق لعيايدة زعيم «الجماعة الإسلامية» السابق، إن ابنه عدلان، 21 سنة، غاب عن الأنظار بعد ظهر أول من أمس بالقرب من قصر الحكومة وسط العاصمة. وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه أرسل ابنه إلى وزارة الداخلية حاملا رسالة «تشكو ظلما من مسؤولي بلدية براقي (الضاحية الجنوبية للعاصمة)، الذين حاولوا سلب قطعة أرض ملك لي». وتابع ذات المصدر إن عدلان توجه إلى الوزارة التي توجد بقصر الحكومة، رفقة ابن عمه وأحد الجيران، وبالاقتراب من مبنى رئاسة الحكومة، نزل عدلان من السيارة بالقرب من فندق معروف، ليسلم رسالة إلى مكتب بريد الوزارة، على أن يعود إلى رفيقيه في ظرف قصير. وأوضح ذات المصدر أن الرفيقين تحركا من المكان بسبب زحمة الشارع، وظلت السيارة تحوم بالمكان الذي نزل فيه عدلان، لكن عودته طالت كثيرا. وتابع والد المختفي: «باقتراب موعد الإفطار اتصل بي ابن أخي ليبلغني بما حدث، وقال لي إن هاتفه الجوال خارج نطاق الخدمة منذ ساعات طويلة، فحركتني هواجسي باتجاه مقر الشرطة والدرك بوسط العاصمة، وظهر بعد تحريات أولية أن ابني لم يدخل قصر الحكومة أصلا، بمعنى أنه اختفى وهو في طريقه إلى الوزارة».

ورفض عبد الحق لعيايدة اتهام أية جهة باختطاف ابنه، حيث قال: «لا يمكنني أن اتهم أحدا، أخشى أن أظلم شخصا أو جهة بدون أدلة.. فالظلم ظلمات يوم القيامة». واستبعد فرضية التحاق ابنه بالجماعات المسلحة قائلا: «ليس ذلك من أخلاق ابني». وقال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط» إن مصالح الأمن أطلقت حملة بحث واسعة عن ابن مؤسس «الجماعة المسلحة»، وتحفظ عن الخوض في موضوع الطرف أو الأطراف التي يفترض أن تكون لها مصلحة في اختفاء عدلان، الذي اشتهر إعلاميا في فترة سجن والده (1994-2006)، حيث كان همزة وصل بينه وبين وسائل الإعلام.

يشار إلى أن القضاء حكم على عبد الحق لعيايدة، بالسجن مدى الحياة بتهمة الإرهاب. وتم ذلك بعد أن تسلمته السلطات الجزائرية من المغرب في 1993، وغادر السجن في مارس (آذار) الماضي بموجب تدابير «المصالحة الوطنية».

وتشبه ظروف اختفاء نجل لعيايدة، إلى حد ما، ملابسات اختفاء عبد القهار نجل علي بن حاج، الرجل الثاني في «جبهة الإنقاذ» المحظورة، حيث شوهد آخر مرة مغادرا مسجدا بالضاحية الجنوبية. كان ذلك قبل أكثر من شهر. وفيما قالت مصادر أمنية إنه التحق بالجماعات المسلحة، أعلن بن حاج أنه يحمَل السلطات مسؤولية اختفاء ابنه.