مصر: جدل بين الإخوان والأوقاف حول السياسة في المساجد

وزير الأوقاف هدد خطباء المساجد بحساب عسير إذا تكلموا فيها

TT

في مؤشر على خلاف آخذ في التصاعد بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطات الدينية الرسمية في مصر، انتقد المتحدث باسم نواب الإخوان المسلمين في البرلمان المصري حمدي حسن، وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق، بسبب تصريحاته في الملتقى الثقافي بالأوبرا، التي هدد فيها خطباء المساجد بحساب عسير إذا تكلموا في السياسة من فوق منابر المساجد.

وقال وزير الأوقاف المصري «منابر المساجد ليست للحديث في السياسة، ومن يفعل ذلك سيلقى جزاءه مني»، مؤكدا أنه لن يسمح بالهجوم على أحد من فوق المنابر وقال: «المنبر ليس للسب والعنتريات التي تخرج عن المنهج الإلهي، وتحيد عن الطريق الصحيح». وأضاف «نحن لدينا عيوب كثيرة ولا نمارس النقد الذاتي، وإنما «بنيجي في الهايفة ونتصدر».

ورد النائب في سؤال للوزير مؤكدا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس من الهيافة، مشيرا إلى أنه لا يوجد أحد سمح لنفسه أن يسب من فوق المنبر بمثل الألفاظ التي تحدث بها الوزير في الملتقى. وتساءل النائب: «لماذا تلقون بالتهم جزافا وبهذا الشكل المرفوض، موضحا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ميزة هذه الأمة، وهو ما جعلها خير الأمم بنص القرآن، مؤكدا أن نهي الأئمة والخطباء عن الحديث في السياسة، يخالف صريح القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

وأضاف النائب أن مهمة وزير الأوقاف ووزارته الحفاظ على أوقاف المسلمين الذين أوقفوا ريعها للصرف على الدعوة والدين فقط وليس لمنع الدعوة وشعائر الدين وحظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو تحديد ما يقال وما لا يقال.

ويأتي هذا التصعيد من جانب الإخوان المسلمين خشية توغل وزارة الأوقاف في إدارة المساجد الأهلية وهو ما يحرم الجماعة من أهم مناطق نفوذها وتحدد وزارة الأوقاف للمساجد الموضوعات التي تتضمنها خطب الجمعة، كما أنها تسيطر على تعيين أئمة المساجد وتربطهم بها عن طريق «العلاقة الوظيفية».

ويقدر عدد المساجد الأهلية في مصر بأكثر من10 آلاف مسجد.. بينما يصل عدد المساجد الرسمية إلى حوالي 86 ألف مسجد.