الملا عمر يهدد بمزيد من العمليات ضد القوات الدولية بعد رمضان

كابل: الفساد يذكي تجارة المخدرات وأعمال العنف في أفغانستان

TT

هدد الملا عمر زعيم حركة طالبان الهارب امس بشن عمليات مقاومة متزايدة و«أكثر تنظيما» ضد القوات الدولية في أفغانستان عقب شهر رمضان. وقال الملا عمر عشية الاحتفال بعيد الفطر «بإذن الله سيزداد القتال ويتنوع وسيكون أكثر تنظيما».

وأضاف زعيم طالبان في رسالة بمناسبة العيد وزعت في باكستان عبر وكالة الانباء المحلية (إن إن أي) «إنني واثق من أن القتال سيكون مفاجأة للكثيرين. أنصح المجاهدين أن يظلوا متحدي الصفوف لان الانشقاق في صفوفهم أثر بصورة عكسية على الجهاد ضد القوات السوفياتية».

وذكرت وكالة أنباء (إن إن أي) أن الرسالة التي جاءت في صفحتين ونصف الصفحة باللغة البشتونية أرسلت عن طريق متحدث باسم طالبان عبر البريد الإلكتروني.

وحث الملا عمر الذي اختفى في أعقاب الغزو الأميركي لافغانستان في أكتوبر تشرين أول عام 2001 إثر هجمات 11 سبتمبر (أيلول) دول حلف شمال الاطلسي (الناتو) الذي تولى عبء القتال بدلا من القوات الأميركية أن يفكروا في مصالحهم الخاصة ويرحلوا عن أفغانستان».

وزعم الملا عمر أن خطوات تحقيق «ما يسمى بالديمقراطية فشلت وأن النظام في كابل غير قادر على توفير الامن أو السلام أو السيطرة على المخدرات».

من جهة اخرى حذر المدعي العام بأفغانستان المسؤول عن القضاء على الفساد المستشري امس من أن الفساد يذكي تجارة الافيون التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وبالتالي أعمال العنف التي يمارسها مقاتلون اصوليون. وقال عبد الجبار ثابت لرويترز في مكتبه «استطيع أن أقول ان الفساد هو ابو كل هذه الجرائم». وأضاف «انهما مرتبطان. مرتبطان. انهما متصلان ووجود أحدهما يساعد في توسع الاخر».

وشكل الرئيس الافغاني حميد كرزاي لجنة يرأسها كبير القضاة لصياغة استراتيجية لمكافحة الفساد الذي تتعدد اشكاله في افغانستان من تأمين الكهرباء بصورة غير مشروعة لمنزل في الشتاء الى حماية صناعة الافيون البالغة قيمتها السنوية ثلاثة مليارات دولار. ومن المقرر أن تصدر اللجنة التي شكلت منذ ثلاثة اشهر وتضم في عضويتها ثابت تقريرا عما قريب.

وقال ثابت الذي يكرر أنه أقال 40 مسؤولا في كابل في يوم واحد ان التحدي الاكبر امامه هو الصلة بين امراء المخدرات والمسؤولين البارزين الفاسدين فضلا عن المسؤولين الذين يحمون أقاربهم ورجال القبائل من القانون. وأضاف «التحدي الاكبر هو أن عددا من الناس او بالأحرى قادة الفصائل لهم صلات بمسؤولين فاسدين في الحكومة». ومضى يقول «ما زال قادة الفصائل هؤلاء بعد خمسة أعوام من انشاء هذه الحكومة يحاولون حماية هؤلاء المسؤولين الفاسدين الذين يتمتعون بحمايتهم». ويتوقع أن يقفز محصول الافيون المادة الخام للهيروين بنسبة نحو 60 في المائة هذا العام وأن يجني نحو ثلاثة مليارات دولار وهو ما يمثل نحو ثلث الاقتصاد الذي لا يعتمد الا على المخدرات والمساعدات والزراعة.

وتقول الحكومة وداعموها الغربيون ان تجارة المخدرات تساعد بدورها في تمويل العمليات المسلحة التي تقودها حركة طالبان. وهذا العام هو الاكثر دموية منذ أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بحكومة طالبان عام 2001.

وقتل اكثر من ثلاثة الاف شخص بينهم ما يزيد عن 150 جنديا اجنبيا في القتال في أنحاء البلاد خاصة في الجنوب معقل طالبان ومركز تجارة الافيون.

وقال ثابت الذي كان عائدا لتوه من جولات في بلدة هرات بغرب البلاد ومزار الشريف في شمالها يرافقه العشرات من ممثلي الادعاء ان محاولات اعتقال مسؤولين بارزين بمن فيهم رؤساء البلديات يحبطها حكام الاقاليم والساسة البارزون في كابل.

ومضى يقول «أعلم أنني اذا ذهبت الى الاقاليم الاخرى فسأواجه نفس المشكلة». مضيفا أنه أمهل حاكم الاقليم بما فيه مزار الشريف حتى وقت لاحق هذا الاسبوع لتسليم ثلاثة مسؤولين كبار والا اتخذ اجراءات قانونية». وأضاف ثابت أن الفساد ليس بالسوء او الانتشار الذي يؤكده معارضو كرزاي وأن مسؤولين ووزراء وقضاة كثيرين يتسمون بالأمانة. غير أن غرفة الدولية للتجارة بافغانستان قالت هذا الشهر ان الفساد وأعمال العنف في أسوأ حالاتهما منذ سقوط طالبان.