لندن: الجدل حول النقاب قد يثير اضطرابات عرقية

وزير الداخلية: بريطانيا قد تخسر «معركة الفكر» ضد «القاعدة»

TT

أعلن رئيس لجنة الإشراف على العلاقات بين الأعراق في بريطانيا أن الجدل حول وضع قضية النقاب قد يتسبب باضطرابات وما هو أسوأ من ذلك، بحسب ما نقلت صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية أمس.

وقال رئيس اللجنة تريفور فيليبس إن الانقسامات التي ظهرت خلال النقاش المستمر منذ أسبوعين في وسائل الإعلام البريطانية قد يشعل «النار» في الشوارع.

وأشار الى أن الاحتكاكات بين المجموعات الدينية قد تؤدي الى «دوامة مظلمة كتلك التي تسببت بأعمال الشغب في شمال انجلترا قبل خمس سنوات. الا ان النزاع هذه المرة يمكن ان يكون أسوأ».

وكتب فيليبس في «الصنداي تايمز» إن «المؤشرات الأخيرة تدل على أننا كمجتمع، أصبحنا مستقطبين أكثر نحو العرق والمعتقد الديني».

ووجه فيليبس نداء من أجل إجراء حوار «متمدن» حول الأعراق.

وتسبب الجدل حول النقاب بعاصفة سياسية منذ صرح وزير العلاقات مع البرلمان، جاك سترو، بأن النقاب يضع حاجزا يحول دون الاتصال وجها لوجه بين النساء المسلمات والأشخاص الآخرين.

وكتب سترو في صحيفة محلية انه يطلب من النساء المسلمات خلع النقاب عندما يزرنه في مكتبه في بلاكبيرن بشمال غرب انجلترا. وسترو نائب عن هذه المنطقة التي تقيم فيها مجموعة كبيرة من المسلمين المتحدرين من جنوب آسيا.

ثم كرر الوزير البريطاني انه متمسك برأيه بأن النقاب «مظهر واضح على الفصل والاختلاف» بين المسلمين وغير المسلمين.

وشاطره رئيس الحكومة توني بلير الرأي، قائلا إن النقاب يعتبر «رمزا للفصل» الا أن للمسلمات الحق في ارتدائه. وانتقد فيليبس في مقاله المسلمين الذين حملوا على سترو، مشيرا الى انهم «كانوا على خطأ»، وتابع «لقد بالغوا في ردة الفعل وعليهم أن يقبلوا بأن مجتمعنا متعدد وبأن في امكاننا ان نتقدم بطلبات مهذبة من هذا النوع».

وفي 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أعلنت مدرسة في كيركلس (شمال انجلترا) لن مدرسة بريطانية أوقفت مؤقتا عن العمل بعد أن رفضت نزع نقابها خلال ممارستها التدريس في صفوف ابتدائية.

وسمح لعائشة عزمي،24 عاما، بارتداء النقاب في أروقة مدرسة ابتدائية تابعة لكنيسة انجلترا في دوبري (يوركشير الغربية)، لكن طلب منها نزع النقاب خلال إعطائها الدروس. وقبلت محكمة شكوى عائشة عزمي لجهة تعرضها للاضطهاد، لكنها لم تعطها الحق في موضوعي التمييز والتحرش.

وقضت المحكمة بأن تدفع لها المدرسة ألف جنيه استرليني (1491 يورو) تعويضا لـ«الاساءة المعنوية».

ومن جهة أخرى نقلت صحيفة «الصنداي تلغراف» البريطانية أمس عن وزير الداخلية البريطاني جون ريد قوله إن الحكومة معرضة لخسارة «معركة الفكر» مع تنظيم «القاعدة» والمجموعات الإرهابية الأخرى. وكان الوزير البريطاني يتحدث خلال اجتماع طارئ للوزراء والمسؤولين الأمنيين شدد خلاله على الطابع الملح لتكثيف الدعاية ضد هذه المجموعات.