أكثر من نصف مليون لاجئ عراقي في سورية يواجهون مستقبلا مجهولا

بعضهم يعمل والآخر يعاني البطالة ويعيش على مدخراته

TT

دمشق ـ د.ب.أ: منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، توافد على سورية أكثر من نصف مليون لاجئ عراقي، هربا من القتل والعنف الدموي المتصاعد في بلادهم.. بعضهم يعمل والبعض الاخر يعاني البطالة ويخشى من المستقبل والمجهول.

ويقول تقرير صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الامم المتحدة للطفولة، بالتعاون مع برنامج الاغذية العالمي، أعد في مارس (آذار) وصدر حديثا، إن سورية هي البلد الذي يستوعب أكبر عدد من أطياف الشعب العراقي. ويشير التقرير إلى أن العدد الاكبر من اللاجئين من الاطفال وتقدر نسبتهم بـ48 في المائة، مضيفا أن 90 في المائة من هؤلاء اللاجئين هربوا إلى سورية، بسبب مخاوف أمنية. ويشير التقرير إلى أن 80 في المائة من اللاجئين هم من العرب وينتمي 58 في المائة منهم للمذهب الشيعي.

والوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين في سورية ليس سيئا في الاجمال، بالرغم من أن معظمهم ليس لديه إذن بالعمل، وهو ما يجعل عملهم في حال حصولهم على عمل من أي نوع غير قانوني. ويعمل 19.3 في المائة من هؤلاء اللاجئين لحساب مؤسسات القطاع الخاص السوري.

ويقول حسن (سني) ، 37 عاما، الذي غادر حي الاعظمية ببغداد، وسافر إلى سورية منذ عام تقريبا، ويسكن حاليا في منطقة قدسية شمال غرب دمشق، إنه جاء مع عائلته المؤلفة من 12 شخصا «بسبب تهديدات عن طريق رسائل وإطلاق للنار من قبل جواسيس تابعين لميليشيات غير معروفة». ويشير حسن وهو أب لابنتين في الثانية والرابعة من عمريهما إلى أنه يعمل في محل لبيع المخللات، ويحصل على راتب شهري يصل إلى حوالي تسع آلاف ليرة شهريا، ولكنه يضطر لدفع أكثر من ثلثي المرتب ليتقاسم منزلا استأجره مع أخيه مقابل 15 ألف ليرة. وأعرب عن أمله في العودة إلى العراق قريبا جدا بعد هدوء الاوضاع. أما محمد المولى (سني)، 42 عاما، وهو من منطقة البياع في بغداد فقد جاء إلى سورية منذ ستة أشهر وسجل أبناءه في المدارس السورية فيقول: «الوضع في العراق سيئ جدا بسبب الاحتلال.. ما يحصل في العراق حاليا هو حرب أهلية وهي من صنع الاميركيين والبريطانيين.. كل من يقول عكس ذلك هو كذاب». وأشار إلى أن المشاكل تغذيها جهات خارجية، نافيا وجود مشاكل بين السنة والشيعة، مضيفا بالقول: «أنا متزوج من شيعية فكيف يعقل أن أقتل أخوال أبنائي؟». وقال المولى إنه يدفع إيجار منزله حاليا والبالغ 20 ألف ليرة سورية عن طريق بيع أملاكه في العراق مضيفا: «لا أدري كيف سأتدبر الامر لاحقا عندما تنفذ كل مدخراتي؟». أما محمد علي، 38 عاما، الذي غادر منطقة الكرخ في بغداد إلى سورية منذ ثلاث سنوات مع عائلته المؤلفة من ستة أشخاص، بسبب التهديدات الطائفية، فيقول إنه لا يعمل حاليا ويصرف من مدخراته، مشيرا إلى أنه سجل اسمه لدى الامم المتحدة منذ خروجه من بلاده ولم يتلق أي مساعدة حتى الان.

ويقول التقرير الدولي، إن اللاجئين يحصلون على الرعاية الصحية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وإن الحكومة السورية تزودهم بالادوية والرعاية الصحية بالمجان في المستشفيات العامة والمستوصفات الصحية الحكومية.

ويحق للاجئين العراقيين تسجيل أسماء اطفالهم لدى المدارس السورية العامة. ولكن 30 في المائة من هؤلاء الاطفال، ممن تتراوح أعمارهم بين ستة و11 عاما غير مسجلين في هذه المدارس. يشار إلى أنه على الرغم من أن سورية وقعت على اتفاقية عام 1951 الخاصة بشؤون اللاجئين، فقد توصلت إلى اتفاقية مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قبل الغزو تنص على تأمين الحماية المؤقتة للعراقيين للحفاظ على سلامتهم.