لبنان: بري يكشف عن «عيديته» الأربعاء .. و«حزب الله» يرفض أي تسوية «على حساب المقاومة»

TT

يكشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الاربعاء المقبل عن «عيديته» التي وعد بتقديمها الى اللبنانيين بعد انتهاء شهر رمضان وكثرت التكهنات حول طبيعتها ورسمت لها سيناريوهات بدأت بتوقع زيارته ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دمشق وصولاً الى الحديث عن تعديل حكومي.

ويعقد الرئيس بري مؤتمراً صحافياً الاربعاء المقبل، فيما قال معاونه السياسي، النائب علي حسن خليل، ان هذه العيدية هي «عيدية من يؤمن بان ارادة الحياة والصمود لدى اللبنانيين يجب ان لا تكون موضع نقاش في البلد وان نحول النقاش الى مساره الطبيعي». وقال: «من غير المسموح لنا كمسؤولين ان نحوّل نقاشنا وكأن الانقسام آت، بما يُشعر المواطن العادي انه مقبل على واقع سيىء يجعله يفتش عن مخارج ستكون على حساب الوطن وعلى حساب صمود اهله الذين باتوا يفكرون بالهجرة والاغتراب. وهذه اكبر خسارة على مستوى لبنان». واعتبر ان ثمة «تقصيرا كبيرا وفادحا لدى الحكومة» على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي مضيفا ان الحكومة الحالية «لا يمكن ان تتولى عملية اصلاح صالحة. وهي عاجزة عن اقرار موازنة العامين 2006 و2007. وقد سبقتها في ذلك المهل الدستورية» داعياً اياها «الى مواجهة التحديات بتحديد الاولويات والاقتراب من هموم الناس ومشاكلهم، لا ان تبقى غارقة في متاهات لا طائل منها، في وقت دخل فصل الشتاء وهناك اكثر من 13 الف عائلة من دون مأوى بالاضافة الى اكثر من 30 الف منزل بحاجة الى ترميم او اعادة بناء».

هذا، وواصل «حزب الله» حملته على قوى الاكثرية (14 آذار). ورفض رئيس كتلته النيابية، النائب محمد رعد «الاستخفاف بالانتصار الذي تحقق في الحرب الاخيرة مع اسرائيل». وقال: «نأمل ان نخطو بالسجال الساخن الذي نشهده في هذه المرحلة الى حلول حقيقية للوضع المأزوم في لبنان وخصوصاً ان سبب الازمة انقسام وطني يحصل وليس فقط انقساماً سياسياً». واضاف: «بكل صراحة بدأنا نسمع عن امكانية تسوية وعن امكانية تواصل او لقاءات. اقول لكم مهما تكن هذه اللقاءات وايا يكن التواصل وبين من ومن، فان اي تسوية لن تكون على حساب خيار المقاومة ولا على حساب حلفاء المقاومة في لبنان، لان البلد لا يمكن ان يبنى على انصاف أوهام ولا على انصاف خيارات».

ورأى وزير العمل طراد حمادة (حزب الله) في حديث ادلى به امس ان «التصعيد في المواقف السياسية هو تعبير عن عدم تجاوب الاطراف المعنيين بعد إعلان حزب الله والمعارضة الحليفة خطة لحوار وطني شامل تقوم على بناء دولة عادلة وحكومة وحدة وطنية تحافظ على نتائج الانتصار وتعيد إعمار البلاد وتواجه الاستحقاقات الكبرى وإقرار قانون انتخابي عادل تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة على اساس هذا القانون اذا أمكن». وعن تأخر اللقاء الموعود بين رئيس كتلة « تيار المستقبل» النائب سعد الحريري والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، أشار إلى أن «لقاءات عدة عقدت سابقا». وفي المقابل، انتقد عضو كتلة «تيار المستقبل» النائب محمد الحجار «اطلاق حملات التشكيك بجدوى انعقاد مؤتمر باريس ـ 3 وكأنما التاريخ يعيد نفسه، والذي برز هذه المرة على لسان قيادات من حزب الله». وقال خلال افطار اقامه «تيار المستقبل» لكوادره في اقليم الخروب اول من امس: «انني ومن باب المصارحة المسؤولة الحقة، أتساءل: هل ما يقوم به البعض ينسجم ويدفع في اتجاه توفير الظروف الملائمة ليواجه لبنان هذه التحديات؟ نحن نعلم ان هناك اطرافاً متضررة من فرصة باريس ـ3 ومن تنفيذ القرار 1701. ونعلم وتعلمون الموقف لدى البعض في الداخل وفي الخارج من موضوع المحكمة الدولية. ونعلم وتعلمون ان مصلحة لبنان، الوطن والشعب، الاقتصادية والسياسية، هي بقاء حكومة الرئيس (فؤاد) السنيورة لتحقيق باريس ـ3 ولتنفيذ القرار 1701، وان مصلحة لبنان الحاضر والمستقبل هي في انشاء المحكمة الدولية كونها حماية للوطن وليست ثأراً من احد، لكنها ستكرس مبدأ ان المجرم، ايا يكن، سينال العقاب الذي يستحق ولن يفلت من ارتكاباته وجرائمه». من جانبه، دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان إلى «صحوة ضمير وعمل جاد ومسؤول للخروج من نفق الخلافات والأزمات التي تعصف بالوطن». واشاد بدور رئيس المجلس النيابي نبيه بري قائلا: « المقاومة قاتلت بالسلاح والرئيس بري قاوم بالموقف والحصانة والعمل الذكي». وأكد دعمه للجيش اللبناني وقائده العماد ميشال سليمان مطالبا الحكومة بتسليحه.