حمى الشراء تنتاب الجميع

المصريون والأيام الأخيرة من رمضان

TT

القاهرة ـ د ب أ: يتناول أحمد عبد العظيم إفطاره خلال الايام الاخيرة من شهر رمضان المبارك في بيته. وبعد الافطار بقليل يمكن أن تشاهده وهو يتجول في شوارع القاهرة مع أطفاله بينما تعكف الزوجة على إعداد كعك العيد بالمنزل.

وربما يبدو الامر للغريب وكأنه لغز حيث ينزل هؤلاء الناس بائعون ومشترون في مصر إلى الشوارع زرافات.. زرافات في نهاية الشهر الكريم. وتغص شوارع القاهرة بالناس والحركة كما لو أن موسما للتسوق قد بدأ. ولكنك لا تشعر بأي غموض في المسألة إذا كنت مصريا. فهذا هو « العيد».

ففي ذلك الوقت من كل عام تنتاب الجميع حمى الشراء.. شراء الملابس والحلي والحلوى وزينة عيد الفطر. وعمليات التسوق تلك هي تقريبا كل ما يقوم به غالبية المسلمين في مصر خلال الايام الاخيرة من شهر رمضان.

ويقول أحمد والابتسامة تعلو وجهه: «تبدأ عملية البحث عن الملابس في الايام الاخيرة من رمضان حيث يبدو المشهد وكأن سكان البلاد جميعا قد خرجوا للتسوق» وذلك في إشارة إلى شعيرة أفرزها تقليد إسلامي مفاده بأنه يجدر بالمرء ارتداء ولو قطعة واحدة على الاقل من الملابس الجديدة احتفالا واحتفاء بالعيد.

ويشير هذا الرجل وهو أب متوسط العمر لثلاثة أطفال إلى «أنها حمى لكن الاطفال يستمتعون بها. إنهم يحبون شراء الملابس الجديدة.. ولذا فلا غرابة أن أشعر بالسعادة طالما أن أولادي سعداء».

وعلى غرار غيره من المسلمين المصريين ينتظر أحمد عبد العظيم رؤية هلال العيد إيذانا بانتهاء شهر رمضان شهر العبادة والصوم والصلاة.

ويتولى الرجال وأحيانا السيدات مسؤولية شراء الملابس الجديدة للاسرة وبخاصة للاطفال. وتفتح المحال أبوابها إلى قرب انبلاج الصبح ويتوجه المسلمون إلى هذه المحال عادة بعد تناول طعام الافطار حيث يشترون أفضل الملابس وأزهاها ألوانا شريطة أن تكون أسعارها في متناول اليد. فتلك في العادة فترة إنفاق.

وإلى جانب الملابس يخرج المسلمون زكاة الفطر للفقراء في هذه الايام أيضا. وتستخدم الجمعيات الخيرية التبرعات التي تتلقاها في شراء ملابس جديدة وطعام للايتام والمشردين حتى يستمتعوا هم أيضا بالعيد.

ومع قرب حلول العيد تزداد الزيارات العائلية.

وبين الصلاة وقراءة القرآن تعد النساء الطعام وتجهز الحلوى وتخبز كعك العيد بأشكاله المختلفة فهذا بالسكر وذاك بالعجوة وهذا بالمسكرات وذاك بالعسل.

وتجعل بعض السيدات من صنع الكعك مناسبة اجتماعية. فهن تجتمعن في منزل أحداهن حيث تخبزن وتتبادلن الاحاديث الودية والمعلومات عن أفضل طرق الطهي وأشهاها مذاقا.

وتتفنن السيدات في عمل أشكال الكعك المختلفة بالاضافة بالطبع للكعك الدائري الشكل المنقوش المعروف في مصر.

وفي أحيان كثيرة تخبز السيدات ما أعددن من كعك في مخابز مجاورة لتسويتها بشكل أفضل.

أما النسـاء العاملات فتفضلن شراء الكعك الجاهز من محلات الحلوى المنتشرة في كل مكان.

من ناحية أخرى يتلقى الاطفال النقود «العيدية» من الاسرة ومن الاقارب لينفقوها في شراء الحلوى والالعاب النارية التي يتنافسون في إطلاقها برغم ما تحمله من أخطار وبرغم الحملات الاعلامية التي تحذر منها.

ومع إعلان دار الافتاء عن يوم العيد يتبادل المصريون التهنئة بقدوم العيد عبر المكالمات الهاتفية ورسائل الهاتف الجوال.

وصبيحة العيد يتوجه المسلمون رجالا ونساء لصلاة العيد في الصباح وعندما يعودون يلتفون حول المائدة لتناول أول إفطار في صباح العيد بعد انتهاء شهر رمضان الكريم.