العيد يطل على العراقيين وسط إجراءات أمنية مشددة

السنة يحتفلون بأول أيامه اليوم.. والشيعة ربما غدا

TT

أعلن ديوان الوقف السني، أمس، ان اليوم هو اول ايام عيد الفطر للسنة في العراق، كما وأعلن في اربيل، عاصمة اقليم كردستان، ان الاقليم سيحتفل ايضا بأول ايام العيد اليوم. وأعلن مسؤول في وزارة الداخلية ان اجراءات امنية مشددة اتخذت لضمان الامن خلال ايام العيد. وقال ديوان الوقف السني إن الهيئة العليا لمراقبة هلال شهر شوال اجتمعت مساء أول من امس لمراقبة هلال شهر شوال «ولعدم ثبوت رؤية الهلال لهذه الليلة بالوجه الشرعي يكون غدا (امس) الاحد مكملا لعدة شهر رمضان ويكون يوم الاثنين اول ايام عيد الفطر». من جهة اخرى، قال مسؤول في مكتب المرجع الديني الاعلى للشيعة في العراق، امس، ان آية الله علي السيستاني أمر بمراقبة هلال شهر شوال اليوم. وفي حالة ثبوت الرؤية فان اول ايام العيد يكون غدا. وعلى الرغم، من الاخطار المحدقة جراء العنف المتصاعد في العراق، إلا أن مئات الأسر العراقية اصطحبت أمس أبناءها إلى المراكز والمجمعات التجارية لشراء الملابس الجديدة وأنواع الحلوى لتوزيعها صبيحة عيد الفطر خلال مراسم تبادل التهاني بين الأقارب والجيران.

من جانبها، أعلنت السلطات العراقية أنها ستطبق إجراءات أمنية مشددة بالقرب من أماكن الترفيه والمقابر والأماكن المقدسة في بغداد والمحافظات، التي ستشهد تدفقا كبيرا من العراقيين، وخاصة في أول أيام العيد. ونشرت السلطات العراقية عشرات من رجال الشرطة والجنود بالقرب من الاماكن التجارية وفي الساحات العامة لضبط الامن وإعطاء قدر من الأمان للمتسوقين.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية إن «الوزارة ستنفذ خطة أمنية خلال أيام عيد الفطر، هي امتداد للخطة الامنية التي طبقت خلال شهر رمضان المبارك». وأضاف العميد عبد الكريم العبيدي لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) : «سيكون للشرطة العراقية وجود بنسبة مائة في المائة في المناطق التي تشهد تدفقا كبيرا للمواطنين (مثل) المتنزهات وأماكن لعب الاطفال وفي المقابر». وقال «إن وزارة الداخلية ستشرف على تطبيق الخطط الامنية في بغداد، فيما أوكلت إلى المحافظين مسؤولية وضع الخطط الامنية كل في محافظته». ويحرص العراقيون في أول أيام العيد على التوجه بعد أداء صلاة العيد إلى المقابر في النجف وكربلاء وبغداد ومناطق أخرى من البلاد، ثم يبدأون بعد ذلك تبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء.

وقالت أمل إبراهيم، 36 عاما، وهي موظفة «أحرص أولا على زيارة قبر والدي في مقبرة الكرخ الذي استشهد قبل عامين برصاص مسلحين أمام منزلنا في منطقة الغزالية، وتوزيع مواد غذائية ترحما على روحه». وفي الايام الاخيرة من رمضان شهدت الاماكن التجارية في أحياء بغداد الشهيرة خاصة المنصور والكاظمية وشارع فلسطين والبياع والشورجة والأعظمية وبغداد الجديدة، تدفقا كبيرا من الأهالي لشراء الملابس الجديدة للاطفال وباقي أفراد الأسرة، فضلا عن شراء أنواع مميزة من الحلوى على رأسها «مّن السما» والبقلاوة والشيكولاتة وأنواع أخرى من العصائر.

وتكتظ الأسواق الكبرى وباعة الأرصفة بكميات من الملابس المستوردة من عدة بلدان على رأسها سورية والصين وإيران وتركيا وتايلند. وقالت ميسون عبد الهادي، 45 عاما، وهي تعمل معلمة: «جئت اليوم إلى هذا المجمع التجاري لشراء ملابس جديدة لابنتي الوحيدة رغم المخاوف من الانفجارات والهجمات المسلحة». أما ابتهال رشيد وهي ربة منزل، 39 عاما، فقد أشارت إلى أن «هناك وفرة في البضائع وخاصة ملابس الاطفال والملابس النسائية، لكن أسعارها مرتفعة جدا مقارنة بالأعوام الماضية». وكان لقرار الحكومة العراقية صرف مبلغ قدره 10 آلاف دينار منحة لكل مواطن عراقي، أثر طيب في زيادة القدرة الشرائية للعائلات ذات الدخل المحدود. ويأمل العراقيون أن تكون أيام عيد الفطر متنفسا لهم لتبديد المخاوف التي تحيط بهم جراء أعمال العنف المتصاعدة واتساع عمليات التهجير القسري التي تجتاح البلاد، خاصة بعد أن وقع 29 من كبار رجال الدين من السنة والشيعة الجمعة الماضي على وثيقة في مكة المكرمة برعاية منظمة المؤتمر الاسلامي لتحريم سفك الدم العراقي.