الحكومة السودانية: طرد برونك «قرار دولة» ولا رجعة فيه

الاتحاد الأوروبي طالبها مجددا بقبول القوات الدولية في دارفور

TT

قال الهولندي يان برونك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، انه غير آسف على ما حدث بعدما أنهت حكومة الخرطوم عمله وأمهلته ثلاثة أيام لمغادرة البلاد بسبب تصريحاته حول أداء الجيش السوداني على موقع شخصي على الإنترنت، مشيرا الى ان الجيش السوداني يعدّ لحملة عسكرية كبيرة في دارفور. وقال «هناك حشود عسكرية.. طائرات وقوات إضافية استقدمت من جنوب السودان لهذا الغرض إلى دارفور. وأنا أخشى حدوث هجوم كبير قريباً». وفي غضون ذلك أكدت الحكومة السودانية امس ان قرارها بطرد موفد الأمم المتحدة يان برونك «لا رجعة فيه». وقالت اذاعة هولندا العالمية أمس، ان بعض المعلّقين الهولنديين يرون أن ذلك الأمر لم يكن لائقاً بشخص يقوم بالوساطة بين فريقين متقاتلين، ولكن الحكومة الهولندية والأمم المتحدة تؤيّدانه. وأضافت الاذاعة ان برونك قال ردا على سؤال له إن كان الموقع الشخصي على الإنترنت مكاناً مناسباً لمثل هذه التصريحات، «إن الأمر لا يتعلّق بالمكان الذي تصرّح من خلاله بل بما تقول. فإن ما أقوله على الإنترنت هو نفسه ما أصرّح به في المؤتمرات الصحافية. وعلاوة على ذلك، تعتبر الحكومة السودانية تصريحاتي عن الجيش بمثابة تهجّم عليها، مع أنها نُشرت في الصحف منذ فترة ليست بالبعيدة». وقال برونك «يسعى قادة الجيش السوداني إلى حلول عسكرية، إلى نصر. وهذا ما أشجبه أنا بشكل دائم، الأمر الذي لم يرق لهم. وبالنسبة لهم إبعاد مراقب مثلي أفضل من إبقائه». من جهتها جددت مصادر المجلس الأوروبي في بروكسل لـ«الشرق الأوسط» أمس، موقف المجموعة الاوروبية الموحدة تجاه تصرف الحكومة السودانية وقالت ان الرئاسة الحالية للاتحاد بعثت رسالة الى الرئيس السوداني طالبته فيها بقبول نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1706، من أجل «حماية المدنيين وضمان تنفيذ اتفاق السلام على الأرض».

وفي الخرطوم قال علي الصادق المتحدث باسم الخارجية السودانية ان «قرار طرد برونك من السودان لا رجعة فيه نظرا لمواقفه التي تتناقض مع دوره في السودان». وأكد ان «الحكومة لا تهتم بقرار الامم المتحدة»، مشيرا الى ان «قرار طرد برونك هو قرار دولة».

غير ان ميني اركو ميناوي مساعد الرئيس السوداني عمر البشير وزعيم حركة جيش تحرير السودان انتقد قرار طرد برونك. وقال ميناوي ان القرار «من شأنه ان يصعد الموقف المتأزم اصلا».

وأضاف أن «حركة تحرير السودان لديها الكثير من التحفظات على تصرفات برونك وتعاطيه مع اتفاق السلام، الا انها ترى ان هذا ليس كافيا لاتخاذ مثل هذه الخطوة من دون أخذ آراء الشركاء في حكومة الوحدة الوطنية».

وهدد وزير الداخلية السوداني الزبير بشير طه، خلال زيارة له الى دارفور، بأن حكومته ستطرد اي وكالة أو منظمة تتجاوز حدودها، واتهم برونك بأنه «منافق»، وقال «ان برونك من الموقعين على اتفاق ابوجا، الذي من اهم بنوده العمل على انجاحه واتخاذ كل الاجراءات ضد من يحول دون تنفيذه».