حملة شعبية تونسية ضد «الجزيرة» بعد غلق السفارة في قطر

إدارة القناة تنفي وجود «أجندة سياسية ضد تونس»

TT

شن حزب تونسي معارض وصحف محلية أمس هجوماً شديداً على قناة «الجزيرة» الفضائية واتهمتها باثارة حرب دعائية على تونس ومحاباة قطر والتستر على الاخبار المتعلقة بها. وبينما ازدادت الاحتجاجات التونسية على القناة القطرية، نفت قناة «الجزيرة» ان تكون لديها «اجندة سياسية ضد تونس»، تعليقاً على اغلاق هذا البلد سفارته في الدوحة، فيما لم يصدر اي تعليق رسمي في قطر حتى الآن. وقالت وزارة الخارجية التونسية أول من أمس انها اغلقت سفارتها في الدوحة احتجاجاً على ما قالت انه «حملة مغرضة من الجزيرة تستهدف الاساءة لتونس»، بعد أن بثت تصريحات للمعارض المنصف المرزوقي دعا فيها الى المقاومة السلمية لفرض الحقوق والديمقراطية في تونس. وهاجمت صحيفة «الصباح» اليومية قناة «الجزيرة»، وقالت: «من يدَّعي أن المسالة مسألة حرية اعلام فعليه أن يبدأ بتسليط الاضواء على ملفاته السياسية الداخلية بما فيها ملفات حقوق الانسان وتجريد المواطنين من جنسياتهم والقواعد العسكرية الاميركية»، في اشارة الى عدم تناول الجزيرة اخباراً متعلقة بقطر. وقالت صحيفة «الشروق» اليومية في مقال لم يحمل أي توقيع: «أية حرية تعبير هذه التي تحول قناة اخبارية الى منبر للدعوة الى الفتنة والفتنة اشد من القتال، والى دعوة للشغب، والشغب نقيض لاستقرار الشعوب». واضافت الصحيفة وهي صحيفة خاصة: «هذه انحرفات لم تطل تونس فقط وانما العديد من الدول العربية التي عبرت مراراً وتكراراً عن امتعاضها من سقطات هذه القناة التي تصر على ان تكون ناراً على من يفترض انهم اشقاء عرب وبرداً وسلاماً على اسرائيل التي يفترض انها العدو الصهيوني». وجاء القرار التونسي لغلق سفارتها في الدوحة إثر بث قناة «الجزيرة» مقابلة مع المعارض التونسي منصف المرزوقي دعا فيها الى «العصيان المدني» ضد السلطات التونسية في 14 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي. كما كانت القناة قد سلطت الأضواء على قرار الحكومة التونسية حظر ارتداء الحجاب خلال الاسبوع الماضي. ووجهت الحكومة التونسية عقب البرنامج تهمة للمرزوقي بتحريض السكان على العصيان المدني، غير انها لم تعتقله عند عودته الى تونس قادما من فرنسا. وقال محمد بوشيحة، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية لـ«رويترز»: في مجال اهتمامها بالحريات وحقوق الانسان، دأبت «الجزيرة» على التركيز على أقطار بعينها؛ من بينها تونس متغافلة عن كل ما يجري في اقطار عربية اخرى تعتبر تونس متقدمة عليها بآلاف الاميال في هذه المجالات».

من جهتها، اعتبرت صحيفة «الصريح»: «بعض القنوات على غرار الجزيرة أصبحت بسياساتها المفضوحة تجاه بعض الدول العربية وما تضمر لها من شر تشكل الخطر الاكبر والتحدي الأهم الذي تواجهه أمتنا». يذكر ان تصدر الصحف الحكومية وصحف الحزب الحاكم لم تصدر اي تعليق على الموضوع. ومن الدوحة، قال مدير عام شبكة «الجزيرة» وضاح خنفر لوكالة الصحافة الفرنسية: «ليست لدينا أية اجندة سياسية ضد تونس او اية جهة اخرى، نحن نأسف للقرار التونسي ونؤكد مرة اخرى اننا ملتزمون بالرأي والرأي الآخر».

وفي معرض تعليقه على بيان وزارة الخارجية التونسية للاعلان عن غلق السفارة، قال خنفر: «عندما نستضيف شخصيات للحديث، ذلك لا يعني ان الجزيرة تتبنى مواقفهم». كما اكد ترحيب القناة «بأي مسؤول او ناطق تونسي يود الحديث في القناة».