«قوى 14 آذار» تتخذ قرارها قبل الاثنين و«حزب الله» مستعد للمشاركة

ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مبادرة بري:

TT

تريثت غالبية الكتل النيابية الرئيسية والقوى السياسية الفاعلة في لبنان في اتخاذ مواقف نهائية من المبادرة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري اول من امس، لعودة اطراف الحوار الوطني الى الطاولة المستديرة بدءا من الاثنين المقبل، وإجراء مشاورات على مدى 15 يوما للبحث في الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي الوقت نفسه، قصد عدد من السفراء المعتمدين في بيروت الرئيس بري لاستطلاع تفاعلات مبادرته على الوضع اللبناني والمواقف المتباينة للأطراف المفترض ان يشاركوا في المشاورات.

وقد سعت «الشرق الأوسط» لاستطلاع مواقف عدد من النواب فكان البعض منهم «مسافرا» وبعض آخر «ليس على السمع» وبعض ثالث أوضح ان موقف الكتل التي يمثل سيصدر في الساعات المقبلة وقبل الموعد المحدد لبدء جلسات الحوار في الثلاثين من الشهر الجاري، والى ذلك الحين فان «الكلام المباح» مرجأ.

عضو كتلة تيار «المستقبل» النيابية النائب محمد قباني آثر التريث في تقويم مبادرة بري، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «موقفا موحدا» سيصدر عن قوى 14 آذار في اجتماع يعقده ممثلو هذه القوى قبل الموعد الذي حدده بري لانطلاق المشاورات.

وفي وقت متأخر مساء أمس، اعلن حزب الله استعداده للمشاركة في اللقاءات التشاورية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لحل الازمة السياسية في لبنان.

واعلن حزب الله في بيان مقتضب نشرته وكالة الصحافة الفرنسية «يرحب حزب الله بالدعوة التشاورية التي اطلقها الرئيس نبيه بري ويعلن استعداده للمشاركة في اللقاء المزمع عقده». واعرب عن امله ان تؤدي المبادرة «الى انجاز سياسي وطني حقيقي يخرج لبنان من المأزق السياسي الحالي ويضعه على طريق بناء الدولة القادرة والعادلة». ولم يشر البيان الى الشخصية التي يفترض ان تمثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في هذه اللقاءات التشاورية. وكان عضو كتلة نواب حزب الله النائب أمين شري قال لـ «الشرق الأوسط» في وقت سابق: «إننا في حالة تشاور ولن يكون موقف لكتلة الوفاء للمقاومة، بل ان قيادة حزب الله تدرس الموقف مع الحلفاء». أما عضو اللقاء النيابي الديمقراطي، النائب فؤاد السعد، فقلل من شأن المبادرة التشاورية وقال لـ «الشرق الأوسط»: «لولا احترامنا للرئيس بري لقلنا تمخض الجبل فولد فأرا». وأضاف: «لقد حملنا في الأيام السابقة الرئيس بري اكثر مما يسمح له الظرف بان يحمل، فالظرف معقد وليس هناك من حلول سحرية حتى لو سلمنا جدلا ان هناك اصابع ذهبية».

وأعرب عن اعتقاده بأن طرح بري لمبادرته وتحديد مهلة قصيرة لها «يجعلان من المستحيل ان ينتج شيء عنها، وبالتالي فان الرئيس بري وضع جدول أعمال لها تجاهل الاولويات ولا سيما موضوع رئاسة الجمهورية وتغيير الحكم وموضوع سلاح حزب الله». واعتبر «انه كان من الضروري ان يستأنف البحث من حيث انتهى في مؤتمر الحوار، وان يوضع مخطط لتنفيذ البنود التي اتفق عليها حول طاولة الحوار من تحديد وتحرير الحدود (مع سورية) الى المحكمة الدولية الى معالجة موضوع السلاح الفلسطيني، وكل النقاط الخمس التي توافق عليها المتحاورون».

الى ذلك، قال الرئيس الاسبق للحكومة الدكتور سليم الحص «ان البارقة الوحيدة التي تلوح في الأفق اللبناني هي بادرة الرئيس نبيه بري في دعوته المتحاورين الى التشاور في موضوعين مهمين لمدة محددة من الزمن، في وقت كان فيه الناس يتخوفون من احتكام مختلف الأطراف الى الشارع مما كان سيتسبب بالمزيد من التأزيم في الوضع السياسي اللبناني».

أما النائب بطرس حرب، الذي زار أمس مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني مهنئاً بعيد الفطر، فقال بعد اللقاء «ان المبادرة التي اطلقها الرئيس بري بالأمس هي مبادرة يقصد من خلالها فتح الحوار والتشاور بين اللبنانيين في سبيل تفادي اجواء التشنج وانتقال الحوار الى الشارع، ومن هذا المنطلق رحبت أنا شخصياً بالمبادرة وكل القوى السياسية رحبت بها، لا سيما أننا نعلم بأنه عندما يطرح موضوع تشكيل حكومة وفاق وطني أو البحث او التشاور في هذا الأمر، هذا يعني أننا سنبحث في كل الامور التي كانت مطروحة على طاولة الحوار والقضايا العالقة التي تهم كل اللبنانيين ووضع مشروع مشترك للمستقبل وحل مشاكل بناء الدولة اللبنانية والبحث في موضوع سلاح حزب الله (...) لا يمكن ان نؤلف حكومة وفاق وطني اذا لم يحصل توافق على أن يكون هناك انسجام بين اعضاء الحكومة التي تتشكل حول هذه القضايا الأساسية».

وتابع حرب: «ان البحث في امكان تشكيل حكومة وفاق وطني يجب ان يتضمن طرح القضايا الرئيسية التي ذكرت، أما الدخول في حكومة وفاق وطني من خلال أشخاص بدون الاتفاق المسبق على التوجهات العامة فهو بالطبع مغامرة غير محمودة، وبالتالي امر مرفوض من قبلنا، لان الدخول في حكومة وفاق دون اتفاق على برنامج هو دعوة للدخول في حفلة صراع في مجلس الوزراء».

عضو تكتل التغيير والاصلاح، النائب ابراهيم كنعان، رأى انه «من غير الجائز للقيادات اللبنانية ان ترفض دعوة الرئيس نبيه بري للقاء والتشاور لان الحالة التي نمر بها تفرض على الجميع تحمل المسؤولية، وهذا ما عبر عنه الرئيس بري بتخوفه من فتنة داخلية». وقال إن «الأمل يبقى في القيادات اللبنانية لتتلقف المسؤولية في الامور التي طرحها جدول اعمال اللقاء التشاوري، فحكومة الوحدة الوطنية تعني بالمستقبل والتفاهم والشراكة والتوازن، ومسألة قانون الانتخابات مسألة حيوية لتصويب الخلل في النظام اللبناني».

وفي تصريح أدلى به في مقر البطريركية المارونية بعد لقائه البطريرك نصر الله بطرس صفير، قال كنعان انه نقل الى صفير «وجهة نظر (رئيس التكتل) العماد ميشال عون من الأوضاع»، مشيرا ان عون سيشارك مبدئياً في المشاورات «اذا كان القرار ايجابيا».

وقال وزير الزراعة طلال الساحلي «ان مبادرة الرئيس بري هي جرس انذار لكل اللبنانيين حتى يدركوا خطورة ما هم مقبلون عليه، خاصة انهم لم ينجزوا أيا من اعمال التحصين السياسي والوطني في مواجهة ما يلوح في افق المنطقة من مخاطر تهدد كياناتها ومجتمعاتها بالفوضى».

ورحب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، علي قانصو، بمبادرة الرئيس بري، وقال: «في ظل الانقسامات السياسية والاحتقانات الطائفية التي تعصف بلبنان، وتنذر بأوخم العواقب، جاءت مبادرة الرئيس نبيه بري محاولة نزع فتيل الانفجار، ولتشق الطريق امام حل سياسي للأزمة يضع البلاد على طريق الخلاص».