الجدل يتجدد في ألمانيا حول مشاركتها في اليونيفيل بعد حادث إطلاق النار الإسرائيلي

تل أبيب تنفي أن يكون الحادث متعمدا

TT

بعد تحذيرات المعارضة من المخاطر التي قد يواجهها الجنود الالمان المشاركون في قوة «اليونيفيل» في لبنان، يجد الجنود المارينز الألمان أنفسهم في «مواجهة» غير مقصودة مع القوات الإسرائيلية. وكان المعارضون للمشاركة الألمانية في القوة الدولية قد حذروا من حدوث مناوشات بين القوات الإسرائيلية والألمانية.

وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أمس أن طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي أطلقت قذائف فوق إحدى قطعات البحرية الألمانية. وقال ان ضباط صلة لبنانيين موجودون على القطعات البحرية الالمانية بحكم تعهد البحرية الألمانية بحماية الشواطئ اللبنانية، إلا أن هؤلاء الضباط لا يملكون حق الاعتراض على القرارات العسكرية. ويعتبر هذا التصريح ردا على صحيفة «زود دويتشة»، ثاني اكبر صحيفة المانية، والتي ذكرت امس أن القوات البحرية الألمانية لا تمتلك قرار الرد حينما تكون قطعاتها داخل منطقة الأميال الستة القريبة من السواحل اللبنانية.

وذكر وزير الدفاع الألماني فرانز يوزيف يونغ في حديث للقناة الثانية في التلفزيون الألماني أن نظيره الإسرائيلي عمير بيريتس أكد له هاتفيا وقوع الحادث مع نفيه ان إطلاق القذائف كان باتجاه القطعات البحرية الألمانية. وعممت السفارة الإسرائيلية في برلين تصريحا صحافيا لوزارة الدفاع الإسرائيلية تؤكد أن إسرائيل لا تنوي بأي شكل من الاشكال مهاجمة قوات المارينز الألمانية المكلفة الرقابة على السواحل اللبنانية.وقال توماس رابي المتحدث باسم وزارة الدفاع الالمانية في برلين إن ست مقاتلات إسرائيلية من طراز (إف ـ 16) حلقت على ارتفاع منخفض جدا فوق السفينة الالمانية حيث أطلقت طلقتين في الجو لم تكن موجهة لهدف معين.

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي في تل ابيب ان طائرتين اسرائيليتين رصدتا وجود مروحية تدخل المنطقة الحدودية بين اسرائيل ولبنان قبالة الناقورة. وقالت المتحدثة «اقتربت الطائرات الاسرائيلية من المروحية التي لم تعرف عن نفسها بحسب الاجراءات المقررة».

واشارت الى ان الطائرات الاسرائيلية لم تطلق النار وان المروحية عادت ادراجها ثم حطت على سفينة ترفع العلم الالماني.

وكانت صحيفة «تاجيسشبيغل» البرلينية قد أشارت إلى قيام طائرتين إسرائيليتين من طراز (إف ـ 16) باطلاق قذيفتين فوق فرقاطة ألمانية، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان الحادث قد وقع قرب السواحل اللبنانية أو الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرتين أطلقتا أيضا أجساما تستخدم الأشعة فوق الحمراء لتمويه الصواريخ المضادة للطائرات. واعتمدت الصحيفة في معلوماتها على أقوال كريستيان شميدت وكيل وزارة الدفاع للشؤون البرلمانية، وأكد شميدت عدم وجود شروط تعيق عمل البحرية الألمانية في تأدية مهماتها وتشكيل لجنة تحقيق حول الحادث.

وطالبت برجيت هومبورغ من الحزب الليبرالي المعارض بفتح التحقيق مع سلاح الجو الإسرائيلي حول الحادث. وقالت هومبورغ إن على وزير الدفاع أن يوضح بجلاء ما إذا كانت قواته قرب السواحل اللبنانية تعمل وفق شرط «الأميال» الستة التي وضعتها الحكومة اللبنانية، وهي شروط ذكرت الصحافة الألمانية أنها تحدد القوات الألمانية بالعمل خارج مسافة ستة أميال عن الساحل اللبناني.