قمة شيراك ـ جنتاو في بكين: كوريا الشمالية وإيران قلق مشترك

صفقة صينية ضخمة لشراء 150 طائرة إيرباص بقيمة 10 مليارات دولار

TT

اعربت الصين وفرنسا امس، عن قلقهما ازاء البرنامجين النوويين لايران وكوريا الشمالية كما عززا تعاونهما الاقتصادي بتوقيع صفقة صينية ضخمة لشراء طائرات ايرباص، خلال زيارة للرئيس الفرنسي جاك شيراك لبكين، هي الرابعة له منذ انتخابه رئيسا في عام 1995 بعد عقد من العلاقات المتطورة مع واحدة من أقوى حلفاء بكين الغربيين.

وفي بيان مشترك وقعه الرئيس الفرنسي جاك شيراك ونظيره الصيني هو جنتاو في اليوم الثاني من الزيارة اعرب البلدان مجددا عن الامل في رفع الحظر الاوروبي على الاسلحة للصين. ودعا الرئيسان ايران «الى احترام القرار 1696 الصادر عن مجلس الامن الدولي» في الوقت الذي تتزايد فيه التهديدات بفرض عقوبات على ايران. كما اعربا عن «قلقهما الشديد ازاء قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية في 9 اكتوبر (تشرين الاول)» رغم ان الصين تظل ابرز حليف لنظام بيونغ يانغ.

وكما تعلنان بانتظام منذ عدة سنوات، دعت باريس وبكين امس الى رفع الحظر الاوروبي عن الاسلحة للصين الذي فرض بعد مجزرة تيان ـ انمين عام 1989 معتبرين انه «آن الاوان لكي يستفيد الاتحاد الاوروبي من تطوير الشراكة بينه وبين الصين، لا سيما عبر رفع الحظر عن الاسلحة الذي لم يعد مناسبا في الاطار الحالي».

من جهة اخرى قال البيان ان «الصين وفرنسا تؤكدان ضرورة تشجيع وحماية حقوق الانسان بموجب اهداف ومبادئ ميثاق الامم المتحدة عبر احترام كونية هذه الحقوق». واعتبر البلدان انه «مع الاخذ بالاعتبار خصوصيات كل طرف، فان من واجب الدول تشجيع وحماية كل حقوق الانسان وكافة الحريات الاساسية». ونقل متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن شيراك قوله في المحادثات مع الرئيس الصيني «حظر الاسلحة الاوروبية على الصين لا يتفق مع العلاقات الصينية الاوروبية الحالية وستواصل فرنسا دفع الاتحاد الاوروبي نحو رفع الحظر قريبا». وحول الازمة مع كوريا الشمالية قال شيراك للطلبة في جامعة بكين «عدم عمل شيء سيجردنا من أي نفوذ أو مصداقية أو شرعية».

وعلى الصعيد التجاري وقعت الصين على هامش الزيارة امس عقدا من اجل تسليمها 150 طائرة ايرباص من طراز «أ 320» بقيمة 10 مليارات دولار، وتعهدت بشراء عشرين طائرة من النموذج المقبل «أ 350» في حال بدء تصنيعه. كما اعلن رئيس شركة ايرباص الجديد لوي غالوا خلال حفل التوقيع اتفاقا لاقامة مصنع جمع طائرات ايرباص «أ 320» في تيانشين في شمال الصين، على ان تنتج النماذج الاولى منها في 2009.

اما الكاسب الاخر من هذه الزيارة فهي شركة «الستوم» التي وقعت اتفاقا لانتاج 500 قاطرة شحن بقيمة 1.2 مليار يورو تبلغ حصة المصنع الفرنسي منها 300 مليون يورو في حين يستثمر الشريك الصيني شركة «داتونغ»، 900 مليون يورو في الصفقة. وهو سادس عقد تفوز به شركة «الستوم» في الصين في مجال صنع القاطرات. ويعود اول عقد الى 1958.

وفي ايجاز صحافي قام به الرئيسان بعد اجتماعهما وصدور البيان المشترك اكد شيراك على الملفات التجارية الكبرى التي جاء للدفاع عنها في ما يمكن ان تكون آخر زيارة يقوم بها للصين بوصفه رئيسا للجمهورية. وقال شيراك في اللقاء الصحافي الذي لم يسمح فيه للصحافيين كما هي العادة في الصين بطرح الاسئلة، «لقد بحثنا مشاريعنا الكبرى في المجال النووي وفي مجال السكك الحديدية واني على يقين من ان نجاحات اخرى تنتظرنا في الاشهر المقبلة». وعدد الرئيس الفرنسي عدة قطاعات تطمح بلاده في الاستثمار فيها في الصين بينها البيئة والاتصالات والخدمات المالية والزراعة والصناعات الغذائية.

وقال شيراك ان معدل النمو في الصين «سيغير وجه العالم».

من جانبه قال الرئيس الصيني «اتفقنا على تعزيز تعاوننا الاقتصادي والتجاري خاصة في مجالات الطاقة وصناعات الطيران والفضاء والنقل» مؤكدا ان العلاقات الصينية الفرنسية اصبحت «نموذجا للتعاون الودي». واعرب هو جنتاو عن الامل في تحقيق «الهدف المقرر للعام 2010 ببلوغ حجم تجاري صيني فرنسي بقيمة 40 مليار دولار» قبل الاوان. وبلغ حجم المبادلات بين البلدين في الاشهر الستة الاولى من 2006 ما قيمته 5.18 مليار دولار.

واستقبل هو جنتاو وزوجته ليو يونغكينغ شيراك وزوجته برناديت في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي الى الصين. وبعد الاستماع الى النشيدين الوطنيين للبلدين، واطلاق المدفعية 21 طلقة، استعرض الرئيسان القوات. وسيتناول شيراك طعام الغداء مع جينتاو، ثم يلقي خطابا امام طلاب جامعة بكين.