أنباء عن اختبار حبوب اليقظة على الجنود البريطانيين ووزارة الدفاع تنفي بشدة

أبحاث على عقاقير تبقي الإنسان يقظا لفترة طويلة وتعزز كفاءة أدائه البدنية والعقلية

TT

بعد كشف باحثة بريطانية أول من أمس، عن اختبارات اجراها الجيش البريطاني، على حبوب تساعد على إبقاء الجنود يقظين لفترة طويلة، سارعت وزارة الدفاع البريطانية امس، الى نفي تلك الانباء بشدة. وقالت انها لم ترخص لأي من افراد القوات المسلحة، ولم تزودهم بحبوب منشطة، تبقيهم يقظبن.

وكانت الباحثة قد أعلنت امام لجنة برلمانية أول من أمس، ان الوزارة قد اختبرت حيوب «مودافينيل» Modafinil على أفراد من القوات الخاصة. الا ان الوزارة نفت ذلك رسميا، وقالت انها لم تزود عقار «بروفيجيل» Provigil (واسمه العلمي «مودافينيل») لأي من افرادها العسكريين». ويستخدم عقار «بروفيجيل»، عادة لعلاج حالة مرضية نادرة تسمى «السنة» (سنة النوم) narcoplasy وهي حالة النوم الذي لا يمكن للمريض مقاومته، وهو يبقي المصابين يقظين لفترة طويلة.

وسردت الناطقة الرسمية باسم وزارة الدفاع البريطانية، التي طلبت عدم ذكر اسمها في مكالمة هاتفية مع «الشرق الأوسط»، مقتطفات من بيان رسمي صادر عنها، «ان الوزارة لم تزود أي من العاملين العسكريين فيها بعقار «بروفيجيل» او أي عقار آخر محفز للنشاط». واضافت ان «العقار، ووفقا للعادات المدنية المتبعة، يستخدم فقط لعلاج بعض حالات النوم المرضية».

وجاء في بيان الوزارة الذي تسلمت «الشرق الاوسط» نسخة منه بالبريد الالكتروني ان الوزارة لم تستخدم هذا الدواء «لا في أغراض العمليات ولا في عمليات التدريب. كما ان الوزارة لا تحبذ أي استخدام لأدوية لا يجيزها الاطباء بوصفة لعلاج الحالات المرضية».

وجاء اعلان أنباء التجارب العسكرية على «حبوب اليقظة»، امام اجتماع للجنة في البرلمان البريطاني اول من امس. وكانت الوزارة قد اشترت آلافا من عبوات هذه الحبوب قبل بداية حرب العراق.

وأبلغت شركة «كينيتيك» التي تتعاقد مع وزارة الدفاع، لجنة العلوم والتكنولوجيا في البرلمان البريطاني، التي كانت تدرس تأثير العقاقير على الرياضيين ومشروعية استخدامها من قبلهم، بأن الحبوب قد اختبرت اخيرا للاغراض العسكرية. وأعلنت الدكتورة انّا كيسي الباحثة في الشركة امام اللجنة، ان وزارة الدفاع قد مولت فعلا الأبحاث الجارية على تطوير واستخدام عقاقير محفزة للنشاط، وعقاقير أخرى لزيادة كفاءة الأداء، اضافة الى انواع من المكملات الغذائية. وأضافت: «اننا نبحث دوما عن الاشياء التي توفر لأفراد القوات المسلحة امكانات اقوى».

وقالت كيسي امام اللجنة ان الاختبارات اجريت ايضا على عقار «إيفيدرين» Ephedrine المحفز للنشاط، واضافت ان القطاع العسكري لا يتحدد بالأطر الذي تتحدد فيها الالعاب الرياضية والتي تضعها اللجنة الاولمبية الدولية التي منعت استخدام حبوب «مودافينيل» وكذلك عقار «إيفيدرين». الا ان التجارب العسكرية لم تشمل عقار «إريثروبويتين» Eythropoientin الذي يحتال بعض الرياضيون لاستخدامه في زيادة كفاءة أدائهم، لأن هناك «مخاوف بشأن سلامته».

وأكدت الباحثة ان وزارة الدفاع البريطانية لم تختبر أيا من العقاقير المحرمة قانونا، الا انها اشارت الى ان حبوب «مودافينيل»، «اظهرت انها تعزز الأداء البدني والعقلي». واضافت ان الأبحاث تجري على عقاقير مماثلة. وكان هذه الحبوب قد اختبرت على الجنود الفرنسيين والاميركيين.

وتعمل حبوب «مودافينيل» على انتفاء حاجة الانسان الى النوم وإبقائه يقظا لأيام متواصلة. ورغم ان الشركة المنتجة للحبوب، تؤكد عدم وجود أي مضاعفات لها فإن الخبراء يتخوفون من احتمال اساءة استخدامها.

وقالت كيسي في اعقاب حديثها امام اللجنة البرلمانية ان الحبوب أعطيت سوية مع جرعات من الكافيين. واضافت ان مجموعة من الشركات، قد حصلت اخيرا على منحة من وزارة الدفاع لإجراء أبحاث على «علوم الانسان» التي تشمل تطوير عقاقير وطرق لتعزيز الكفاءة البدنية والعقلية، وزيادة أداء افراد القوات المسلحة. كما تشمل الابحاث طرق تعزيز أداء الجنود المقاتلين في ظروف الطقس في العراق.

وكان باحثون في جامعة «إمبريال كوليدج» في لندن، قد اعلنوا في فبراير (شباط) الماضي، انهم يطورون حبةّ دوائية تمكّن الانسان من البقاء يقظا على مدار اليوم تقريبا، والنوم لمدة ساعتين فقط. وتندرج هذه الحبة ضمن صنف من العقاقير التي تسمى «عقاقير نمط الحياة»، وهي توفر نوما عميقا يستيقظ بعده الانسان وهو اكثر حيوية، ويمكنها ان تمنح الانسان القدرة على البقاء يقظا لعدة ايام. كما يطورون حبة اخرى لنوم الانسان لمدة اربع ساعات، يشعر بعدها كما لو انه نام ثماني ساعات.