المالكي: القرارات الجريئة تتطلب أرضا صلبة وليست مهزوزة.. والتحالف مسؤول عن تردي الأمن

قال إن «أبو درع» أسوأ زعماء فرق الإعدام أفلت من الأميركيين في مدينة الصدر

TT

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، إنه يستبعد أن تطيحه الولايات المتحدة، في اشارة الى تصريحات الرئيس الأميركي جورج اول من امس، التي قال فيها ان لصبر الولايات المتحدة حدودا، وانه سيدعم حكومة المالكي «طالما اتخذ قرارات جريئة». وقال إن الاميركيين اذا اطاحوه فإنهم «سيحرقون شعاراتهم».

وفي مقابلة مع وكالة رويترز قال المالكي «لا اعتقد ان السياسة الاميركية سترتكب خطأ استبدال رئيس حكومة عراقية، وان فعلوا ذلك فإنهم سيحرقون شعاراتهم». واضاف «لا اعتقد أنهم يفكرون على هذا النحو، لأن ذلك سيعني فشل العملية السياسية برمتها».

من ناحية ثانية، انتقد المالكي عمل قوات التحالف وحملها مسؤولية تدهور الوضع الأمني في العراق. وأضاف أن بمقدور حكومته تحقيق الأمن والاستقرار في العراق خلال 6 أشهر وليس 12 إلى 18 شهرا، كما توقع القائد العسكري الأميركي الجنرال جورج كيسي. وأضاف «نتفق معهم (الاميركيين) على أن قواتنا بحاجة الى مزيد من العمل ولكن، وكما نطالب به، اذا كانت عملية اعادة بناء قواتنا بيدنا، فإن فرض الأمن لن يستغرق 12 الى 18 شهرا، بل ان ستة اشهر قد تكون كافية». وعن طلب بوش منه اتخاذ «قرارات جريئة»، قال المالكي «بصفتي رئيسا للوزراء أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكنني لا أستطيع تحريك كتيبة واحدة بدون موافقة التحالف بسبب تفوبض الأمم المتحدة». وأضاف «علي أن اكون حذرا بشأن قتال بعض الميليشيات والجماعات المسلحة.. لأنها أحسن تسليحا من جيشنا وشرطتنا». وقال المالكي انه يعارض استبعاد البعثيين من اتباع صدام حسين كهدف للحملات الأمنية، وقال «على الأقل بمقدرنا التحاور مع بعض الميليشيات.. فنحن نعرف من هم»، مشيرا الى انها تتبع حزبه «الدعوة» وتنظيمات اخرى تهيمن على البرلمان. وفي هذا السياق كشف المالكي عن ان مقتدى الصدر، الذي يتهمه الاميركيون بارتكاب تجاوزات، وعده بالعمل على وقف العنف. وبخصوص «القرارات الجريئة»، قال المالكي «اريد أن اتخذ قرارات صعبة وصارمة.. ولكن كل من يريد ان يتخذ قرارات كهذه، يجب ان يقف على ارضية صلبة، والى الآن فإن الأرضية مهزوزة بسبب السياسات الأمنية الحالية». وبسؤاله عما تحتاجه قوات الأمن العراقية، قال المالكي «لا أتحدث عن طائرات ودبابات وصواريخ حديثة.. بل أتحدث عن جيش مدرب جيدا، سريع الحركة وعلى أهبة الاستعداد وفي نفس الوقت مجهز بأسلحة متوسطة».

الى ذلك، قال المالكي ان أسوأ زعماء فرق الاعدام سمعة بالعراق، أفلت من مداهمة واسعة قادتها الولايات المتحدة لمدينة الصدر في بغداد، معقل «ميليشيا جيش المهدي». وأضاف المالكي ان الهجوم البري والجوي كان يستهدف أبو درع، وهو زعيم ميليشيا مرهوب الجانب، يحمل المسؤولية عن سلسلة من أعمال القتل والخطف الطائفي الوحشية التي استهدفت السنة. وقال المالكي ان المداهمة حظيت بدعمه غير أنه قال انها تمت بطريقة عنيفة. وأضاف «انا قلت انه.. نوافق على اعتقال المطلوب قضائيا.. لا نمانع اي مجرم سني او شيعي يقتل الناس يعتقل. ولكن هذا ليس اعتقال». وبدا أن المالكي تنصل من المداهمة خلال مؤتمر صحافي اول من أمس بعدما قال انه لم يستشر، غير أنه قال لرويترز ان ما كان يعنيه يتعلق بعملية أخرى في نفس المنطقة، جاءت في اطار عملية تعقب خاطفي الجندي الأميركي من اصل عراقي. وقال رئيس الوزراء العراقي «الموضوع الأول نعلم به، لكن (هذا) الموضوع ما اخبرونا عنه. هذه قلة التنسيق». ويعتقد أن أبو درع الذي يلقب في بعض الأحيان بالزرقاوي الشيعي، نسبة الى زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل عضو منشق عن جيش المهدي على خلاف مع الصدر. وكان أبو درع هدفا لعملية مشابهة في نفس المنطقة في السابع من يوليو (تموز).