تعزيز الإجراءات الأمنية قبالة رأس تنورة بعد تحذيرات من تهديدات إرهابية

الداخلية السعودية: الفئة الضالة تستهدف مصالح المواطن الآمن

TT

قال اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن التهديد الإرهابي للمنشآت الاقتصادية في بلاده، «أمر قائم وهدف معلن»، فيما أشار إلى أن افراد من «الفئة الضالة» داخل البلاد يسعون إلى التأثير على مصالح المواطن السعودي، من خلال تلك الاستهدافات. وجاءت تصريحات اللواء منصور التركي بعد اعلان البحرية البريطانية عن تلقيها معلومات بتهديدات ارهابية لمرفأ رأس تنورة البحري السعودي.

واكد المتحدث باسم الداخلية السعودية، عن أن بلاده تضع أمر استهداف منشآتها الاقتصادية من قبل الجماعات الإرهابية، ضمن الاحتمالات الأساسية في استراتيجية العمل الأمني ومكافحة الإرهاب. وأفاد اللواء التركي، بأن قوات الأمن السعودية، هي من تتولى عملية صد أي هجوم إرهابي محتمل أن يضرب تلك المنشآت الاقتصادية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع البحرية السعودية، لتنفيذ الإجراءات الأمنية المناسبة. في الوقت ذاته قالت وزارة الخارجية الاميركية أمس، ان الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السعودية في مكافحة التهديدات من تنظيم «القاعدة» الذي قال مؤخرا انه يعتزم مهاجمة منشآت نفطية. وامتنع شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الاميركية عن التعقيب بشكل محدد علاى التقارير البريطانية بشأن التهديدات الإرهابية.

وقال مكورماك «لدينا تعاون ممتاز في مكافحة الارهاب مع السعودية، وبالطبع فإننا سنفعل كل ما في وسعنا اذا كان هناك طلب من الحكومة السعودية.. لتقديم المساعدة في مكافحة تهديد ارهابي»، مضيفا ان «القاعدة» هددت مؤخرا بمهاجمة منشآت نفطية سعودية.

وكانت البحرية البريطانية، اعلنت في وقت سابق من صباح امس، ان قوات التحالف في الخليج عززت، الإجراءات الأمنية الاحترازية التي اتخذها الجانبان السعودي والبحريني، قبالة مرفأ رأس تنوره النفطي، لصد أي هجوم إرهابي محتمل على المرفأ النفطي السعودي، وذلك بعد أن تلقت البحرية الملكية البريطانية معلومات استخباراتية عن تهديد محتمل. وقالت البحرية الملكية البريطانية «إن قوات بحرية تابعة لقوات التحالف في الخليج نشرت للتصدي لتهديد بحري محتمل على مرفأ رأس تنوره النفطي»، والذي يعد أكبر منشأة نفطية بحرية في العالم. وفي الوقت الذي أصدرت فيه البحرية البريطانية، بيانا تحذيريا للسفن التجارية كإجراء وقائي بعد أن تلقت معلومات استخباراتية عن تهديد محتمل، وصف مصدِر في صناعة النفط عملية نشر القوات بـ«العمل الروتيني»، فيما بين أن عملية تصدير النفط تسير كالمعتاد. وقال البيان البريطاني «إن وحدات قوات التحالف والوحدات السعودية والبحرينية في المنطقة تركز على الوجود في المنطقة المؤدية إلى رأس تنوره»، فيما طلبت البحرية البريطانية من السفن التجارية المترددة على رأس تنوره أن تبقى على اتصال وتستجيب لأي توجيهات من سفن التحالف الحربية. وقال اللفتانت قومندان شارلي براون المتحدث باسم قوات التحالف البحري والمقيم في البحرين لوكالة الصحافة الفرنسية «ان قوات التحالف تلزم الحذر وتتخذ اجراءات حيطة، وتركز العمليات البحرية الامنية في الخليج على مواجهة هذه التهديدات المحتملة».

واوضح المتحدث ان هذه الاجراءات جاءت «ردا على تهديدات حديثة ضد المنشآت النفطية في الخليج من ضمنها بيانات صادرة عن قيادة القاعدة».

ورفض المتحدث الخوض في التفاصيل بشأن الاهداف المحتملة لهذه التهديدات ردا على سؤال ما اذا كان التهديد يستهدف اساسا منشآت نفطية في السعودية اكبر منتج ومصدر للنفط في العالم والتي يوجد اكبر مرافئها النفطية في رأس تنورة على الخليج.

وتأتي هذه الأنباء، بعد مرور قرابة الـ8 أشهر على العملية الفاشلة التي قامت بها مجموعة مسلحة، واستهدفت مرفق ابقيق النفطي في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) الماضي. وقال مصدر بصناعة النفط إن تصدير النفط يسير كالمعتاد ووصف نشر القوات بأنه عمل روتيني.

ودخلت السعودية قبل قرابة الـ3 سنوات، وتحديدا في 12 مايو 2003، في حرب مع الجماعات المسلحة العاملة داخل البلاد، راح ضحيتها قرابة الـ66 عسكريا ومدنيا تابعين لوزارة الداخلية السعودية، وعدد كبير من الضحايا المدنيين.