حماس وفتح تتبادلان الاتهامات ومخاوف من «سبت دام» اليوم

وزير الداخلية الفلسطيني: لن نسمح بأي مساس بالمؤسسات والوزارات

TT

سادت مخاوف من حدوث اضرابات اليوم في الاراضي الفلسطينية بعد تصريحات اطلقها احد قادة حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال فيها ان حركة حماس تحضر «ليوم دام» اليوم السبت، لكن الحركة الاسلامية انتقدت هذه التصريحات واكدت انها «خطيرة».

واعلن سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطيني امس ان هناك معلومات لدى وزارته عن سعي بعض عناصر الاجهزة الامنية الفلسطينية الى «احداث نوع من الفوضى» اليوم السبت، واكد عزمه على اتخاذ الاجراءات القانونية بحق اي عنصر يقوم بمثل هذه الاعمال. وقال صيام في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في غزة «هناك العديد من المعلومات والتقارير بعضها يرقى الى الصحة باتجاه احداث نوع من الفوضى لدى بعض العناصر من الاجهزة الامنية» اليوم.

واضاف ان «من يقوم بالعصيان او التمرد على الجهاز المختص محاسبته حتى لو ادى ذلك الى طرده من الامن والشرطة»، مضيفا «سنتصدى لكل العابثين بالقانون ونأمل ان يحافظ على أمن شعبنا وان تمر الايام القادمة بخير». وتابع صيام «لن يكون مسموحا الاعتداء على ممتلكات المواطنين ونحذر من اي مساس بالمؤسسات والوزارات»، مشددا على انه «تم التعميم لتعزيز انتشار الشرطة حيث جرت اتصالات مع كافة قيادات الاجهزة الامنية وحركة فتح ولجنة المتابعة العليا للفصائل والوفد الامني المصري الموجود هنا (في غزة) لتحمل مسؤولياتهم لانه لم تعد الساحة الفلسطينية تحتمل مزيدا من الفوضى».

وفي بيان صدر مساء اول من امس قال ماهر مقداد الناطق باسم حركة فتح في قطاع غزة «ان التعليمات الصريحة بالقتل والسيطرة على المؤسسات وكل ما ورد من تهديدات خطيرة حتى اللحظة يوحي بسبت اسود دام تحضر له حماس». واضاف «نحن ندعوهم (حماس) الى التراجع والتوقف عن كل هذه التحضيرات وعدم استخدام القوة في فرض منطقهم والتخلي عن سوق مبررات وذرائع وهمية هي غير موجودة الا في عقولهم». وتابع مقداد «التحضيرات التي تجريها حماس استعدادا لتفجير الوضع يوم السبت وحجم الاستنفار في جهازها العسكري والقوة التنفيذية وباقي اجهزتها يعكس خطورة الموقف ويهيئ الاجواء لمجزرة جديدة». واستنكرت حماس هذه التصريحات، معتبرة أنها «خطيرة ولا تخدم المصلحة الوطنية». وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة حماس «ننظر ببالغ الخطورة إلى التصريحات التي خرج علينا بها الناطق باسم فتح ماهر مقداد». وجاءت هذه التصريحات الحادة بين الطرفين بعد انباء اشارت الى ان حركة فتح تستعد «لانقلاب وشيك».

من جهة ثانية علمت «الشرق الأوسط» ان اجتماعاً سرياً قد عقد أخيرا بين ممثلين عن حركة حماس ووزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس في العاصمة السورية دمشق، لبحث امكانية رفع الحظر عن الحكومة الفلسطينية التي تقودها الحركة.

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ان اللقاء الذي شارك فيه ممثلان عن المكتب السياسي لحركة حماس مع موراتينوس قد عقد بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية، والتي حضر ممثلون عنها في اللقاء. وحسب المصادر فقد تناول موراتينوس مع ممثلي حماس شروط المجموعة الرباعية لرفع الحصار عن الحكومة الفلسطينية والسماح بإجراء اتصالات بين ممثلين عن الاتحاد الاوروبي وبين ممثلين عن هذه الحكومة. واضافت المصادر ان اللقاء تطرق للجهود التي تبذل لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والشروط التي تسمح بعمل هذه الحكومة بشكل مناسب في الساحة الدولية. واشارت المصادر الى ان موراتينوس حرص على اطلاع ممثلي حماس على موقف الاتحاد الاوروبي الذي هو عضو في اللجنة الرباعية حول القضايا التي تمت اثارتها في الاجتماع. واكدت المصادر انه تم الاتفاق على عقد مزيد من هذه اللقاءات في المستقبل بين الجانبين. يذكر ان موراتينوس قد شارك قبل خمسة اعوام عندما كان ممثل الاتحاد الاوروبي في الشرق الأوسط في اللقاء السري الذي عقده مفوض العلاقات الخارجية خافيير سولانا في غزة مع الشيخ احمد ياسين مؤسس وزعيم حركة حماس الأسبق الذي اغتالته اسرائيل في مارس عام 2004.