نواب لبنانيون يدافعون عن المفتي والحريري يتهم منتقديه بتلقي التعليمات من «ريف دمشق»

استمرار الجدل حول زيارة رئيس القوات اللبنانية للمفتي

TT

لم تنحسر بعد العاصفة التي أثارتها زيارة رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني لتهنئته بعيد الفطر والتي ادانها الرئيسان السابقان للحكومة الدكتور سليم الحص وعمر كرامي شقيق الرئيس رشيد كرامي الذي دين جعجع بجريمة اغتياله. فيما دافع رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري عن دار الفتوى بشخص المفتي قباني متهما من يشنون الحملة بأنهم يتلقون أوامرهم من «ريف دمشق» محذرا من التطاول على المفتي.

وكان قباني استقبل أمس النائب عمار حوري (تيار المستقبل) الذي قال بعد اللقاء: «جئنا اليوم بما نمثل وما نمثل لنؤيد مفتي الجمهورية في مواقفه الرصينة والرشيدة والحكيمة. وجئنا لنؤكد ان دار الفتوى هي للجميع وفوق الجميع وان الرمز في دار الفتوى هو المفتي قباني. هذا المقام تعرض في الاونة الاخيرة لحملة مسعورة جئنا نستنكرها اليوم. هذه الحملة التي طلع علينا بها بعض السياسيين الذين يصغرون ولا يكبرون بحملتهم هذه في محاولة للتطاول على المقام والرمز. وهذا ما لن نسمح به بما نمثل وما نمثل، نستنكر ايضا الحملة التي يقوم بها بعض وسائل الاعلام في التطاول والتشهير وذر الرماد في العيون ومحاولة النيل من قرارات المفتي قباني ومحاولات النيل من الطائفة بشكل غير مقبول وبشكل لا يسمح لهم به لا بالمنطق ولا بالعقل ولا بقواعد اللعبة اللبنانية التي تحترم العيش المشترك وخصوصيات الطوائف». واضاف: «هذه الحملة الذي تعرض لها سماحته ودار الفتوى هي جزء من حملة يتعرض لها عدد من الرؤساء الدينيين والقادة الدينيين في لبنان والتي تتناغم مع الحملة التي تعرضت لها رئاسة الحكومة بشخص الرئيس فؤاد السنيورة. وليس سرا ان هذه الحملة تحاول ان تعطل مسيرة العيش المشترك، مسيرة اتفاق الطائف، مسيرة الوحدة الوطنية، مسيرة احترام الخصوصيات التي نص عليها اتفاق الطائف واصبحت جزءا لا يتجزأ من الدستور. وهنا لا بد من ان نسأل الذين يدعون الى الوحدة الوطنية والى حكومة الوحدة الوطنية كيف انهم لا يطيقون ان يجتمع شخصيات، وان يستقبل سماحته زعيما سياسيا، ومع ذلك يدعوننا الى هذه الوحدة الوطنية. كيف ستبنى هذه الوحدة الوطنية وكل منا ينكأ الجروح ويعود الى صفحات الماضي محاولا استرجاع تاريخ اسود من هنا او هناك؟». وختم: «دار الفتوى دار لكل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة ودروزا، دار الفتوى ورمزها صاحب السماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني رمز لن نسمح بالتطاول عليه ولن نسمح للصغار الصغار ان يعودوا من الماضي ومن تاريخهم المشبوه للتطاول. نقول لهم العيب كل العيب في ما تقومون به واتقوا الله في ما تفعلون». ثم استقبل قباني النائب وليد عيدو (من تيار المستقبل) الذي قال بعد اللقاء: «يبدو ان امرا قد صدر للبعض بالتعرض لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الرمز الاسلامي والوطني في لبنان لاسباب لم تعد مجهولة على احد، واهمها زيادة اجواء التشنج في البلد. طبعا سماحة المفتي موقع تقديرنا وتقدير كل المسلمين الغيارى على هذه الدار الكريمة، ولن تهزه بعض اصوات المحنطات من هنا وهناك. وقد اكدت لسماحة المفتي التفاف المسلمين حوله وحول دوره الوطني الجامع في تكريس المصالحة الوطنية، فقد شبع اللبنانيون من الانقسامات ومن اجواء الحروب الداخلية وهم تواقون الى السلام والى المصالحة الوطنية. والغريب ان هناك من يدعو الى حكومة وحدة وطنية تضم الجميع، كما يقولون، ويرفض المصالحة مع اطراف اساسيين في لبنان، لكنهم في واد واللبنانيون والمسلمون في واد آخر. وعليه، نقول رحم الله رجل الحوار والمصالحة الشهيد رشيد كرامي».

وقال نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي: «تمثل دار الفتوى وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد راغب قباني مرجعية دينية واجتماعية لها دورها في معايير الواقع السياسي القائم في البلاد، وان من طبيعة دورها (...) ان تستقبل من يرغب من السياسيين الفاعلين في الساحة السياسية في زيارة سماحة مفتي الجمهورية ليعرض له افكاره ويستمع الى نصائحه من غير ان يعني ذلك دعما وتأييدا». واضاف: «هذا الدور المركزي الذي يتصل برسالة دار الفتوى يتطلب منا تأييده والعمل على دعمه واثرائه. انني افهم موقف دولة الرئيس كرامي وحساسيته الشخصية. فاغتيال دولة الرئيس رشيد كرامي يدخل في سائر الاغتيالات وعلى رأسها اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهذه السلسلة قد مثلت لدار الفتوى ولنا وللوطن كله جرحا ودعوة، في الوقت نفسه، الى الانتصار على الذات كلما اقتضت مصلحة الوطن العليا. ودولة الرئيس عمر كرامي لم يتخلف عن هذه الواجب حينما اقتضى الامر في بداية التسعينات تأليف حكومة يرأسها شخصيا».

من جهته استغرب النائب السابق عدنان عرقجي الاتهامات التي يوجهها بعض المسؤولين الى القيادات التي اعترضت على زيارة جعجع لدار الفتوى، وقال:«سمعنا كلاما صادرا عن أحد نواب بيروت بأن الهجوم على زيارة جعجع الى دار الفتوى موحى به من ريف دمشق، وهنا نريد ان نسأل النائب الكريم عما اذا كان رئيس وزراء ريف دمشق هو الذي اغتيل على يد سمير جعجع أم ان الآلاف المؤلفة من اللبنانيين الذين قتلوا على يد جعجع هم من أبناء ريف دمشق؟». وطالب «رجال الدين مسيحيين ومسلمين بأن تكون عظاتهم وخطبهم رسائل محبة تدعو الى الوحدة والتضامن وتكرس التعاليم السماوية»، معتبرا ان «التخوين والتحريض لن يؤديا الا الى ادخال البلاد في متاهات لا يستفيد منها الا اعداء لبنان».