رئيس المخابرات الكورية الجنوبية يقدم استقالته بسبب النووي الشمالي

واشنطن تعتبر أن طوكيو لا تحتاج إلى نووي.. ومستعدة للقاء بيونغ يانغ

TT

أصبح رئيس المخابرات الكورية الجنوبية أحدث عضو في فريق الأمن القومي والشؤون الخارجية للرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون يعرض الاستقالة في أعقاب اجراء كوريا الشمالية تجربة نووية في التاسع من أكتوبر (تشرين الاول) الحالي. وجاءت الاستقالة بعد تنامي الانتقادات لسياسة التعامل التي يتبناها موه مع كوريا الشمالية لفشله في كبح جماح الطموحات النووية لجارته الشمالية وتخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية المقسمة. وكان هناك تعديل حكومي منتظر في كوريا الجنوبية منذ اختيار بان كي مون وزير خارجية سيول ليخلف كوفي انان الامين العام للامم المتحدة. ومن المتوقع ان يسافر بان الى نيويورك في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) حسب رويترز.

ويواجه الرئيس الكوري الجنوبي مسألة إيجاد بديل لوزير الخارجية بان كي مون الذي سيتولى الأمانة العامة للأمم المتحدة مع مطلع العام الجاري، لكن المراقبين استبعدوا أن تؤدي التغييرات المرتقبة لتغييرات جذرية في سياسات سيول تجاه بيونغ يانغ والتي عرفت خلال السنوات الأربع الماضية بـ«الشمس المشرقة» في إشارة إلى جهود المصالحة بين الشطرين.

ومن المنتظر ان يحدث في حالة قبول الاستقالات الثلاث من جانب وزير الوحدة ووزير الدفاع ورئيس المخابرات تجديد كامل للفريق المعني بالعلاقات مع الشطر الشمالي.

من جهة أخرى، وصل إلى بكين وزير خارجية كوريا الجنوبية لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين بشأن كيفية تطبيق العقوبات على بيونغ يانغ. وأكد المتحدث باسم الخارجية الصينية التزام بلاده بقرار مجلس الأمن. وكانت سيول وبكين قد أبدتا تحفظا على وسائل تطبيق العقوبات خاصة تفتيش الشحنات الكورية الشمالية، وحذرتا واشنطن من أن مثل هذه العمليات قد تزيد حالة عدم الاستقرار في المنطقة. وكانت بيونغ يانغ قد حذرت جارتها الجنوبية من تطبيق العقوبات ووصفت ذلك بأنه سيكون كارثة وعملا استفزازيا خطيرا. لكن سيول بدأت في تنفيذ وعودها لواشنطن بتشديد العقوبات على جارتها الشمالية وقررت فرض حظر على دخول المسؤولين الكوريين الشماليين المشتبه في علاقتهم بالبرنامج النووي إلى كوريا الجنوبية. وقال وزير الوحدة الكوري الجنوبي في كلمة أمام البرلمان إنه «إذا كانت بيونغ يانغ حريصة على مستقبل شعبها فعليها ألا تفاقم الوضع أكثر، والعودة فورا إلى المحادثات السداسية».

في نفس الوقت، تواصل كوريا الجنوبية تدريباتها العسكرية الضخمة على ساحلها الجنوبي الشرقي، وكانت القوات الجنوبية قد اختتمت الأسبوع الماضي مناوراتها السنوية المشتركة مع القوات الأميركية، فقد حشدت سيول آلاف الجنود وعشرات الآليات العسكرية البرية والبحرية، إضافة إلى أربعين مروحية لإجراء المناورات التي تعد الأضخم منذ سنوات.

وذكر تقرير لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية يحتمل أن تكون قد استخلصت ما يقرب من خمسين كيلوغراما من البلوتونيوم وتعمل على تصغير وزن القنابل النووية حتى يمكن تحميلها على صواريخ بعيدة المدى. ومن جانبه، اعتبر سفير الولايات المتحدة في طوكيو توماس شيفر امس ان اليابان ليست بحاجة الى امتلاك السلاح النووي، مؤكدا في الوقت ذاته ان واشنطن لن تعارض فتح نقاش حول هذه المسألة التي بقيت لفترة طويلة من المحرمات في اليابان. ومنذ اجراء كوريا الشمالية تجربة نووية في التاسع من أكتوبر، دعا عدد من المسؤولين اليابانيين بينهم وزير الخارجية تارو آسو الى نقاش علني حول صوابية ان تمتلك اليابان قنبلة ذرية ام لا، لكن الجميع جددوا التزام اليابان، الدولة الوحيدة في العالم التي تعرضت لقصف ذري، بـ«عدم امتلاك اسلحة نووية او انتاجها او تخزينها».

وبموجب هذه العقيدة، وضعت اليابان نفسها تحت حماية المظلة النووية الاميركية منذ مطلع الستينات. واوضح السفير شيفر ان «الولايات المتحدة تتفهم جيدا مبادئ اليابان غير النووية الثلاثة وهي تتماشى مع اهداف السياسة الخارجية الاميركية هنا». واضاف «نحن نعتبر اننا كنا قادرين على العمل (مع اليابان) في اطار هذه المبادئ منذ فترة طويلة ولا نرى الآن اية ضرورة لتغيير الوضع»، لكن واشنطن لا تعارض حصول نقاش في اليابان حول الموضوع النووي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واوضح شيفر «ما يناقشه اليابانيون في ما بينهم او مع حكومتهم شأن ياباني، لا يعود للولايات المتحدة تحديد ما ينبغي على اليابانيين قوله او عدم قوله».

واضاف شيفر ان الولايات المتحدة مستعدة لاجراء محادثات ثنائية مع كوريا الشمالية شرط عودتها الى المحادثات السداسية الهادفة الى انهاء برنامجها النووي. وقال السفير الاميركي للصحافيين «اننا نطلب منهم العودة الى المحادثات السداسية لبدء المفاوضات»، واضاف «نحن مستعدون لمناقشة المسائل معهم بشكل ثنائي او ضمن نظام متعدد الاطراف، اذا عادوا الى هذه المحادثات، ولذلك فاذا ارادوا حل هذه الازمة فتوجد فرصة كبيرة للقيام بذلك، ونأمل في ان يغتنموا هذه الفرصة».