مسيرة صامتة واستنفار أمني.. و20 ألف رسالة للبرلمان

ذكرى أحداث الشغب الباريسي

TT

سار أكثر من 600 في مظاهرة صامتة بضاحية «كليشي سو بوا» الباريسية لإحياء ذكرى أحداث شغب السنة الماضية، وفيما استنفر وزير الداخلية الفرنسي، نيكولا سركوزي، قواته لحفظ أمن وسائط نقل الضواحي، فقد أضرم ملثمون النار بإحدى حافلات النقل العام، وأرسل 20 ألف محتج رسائل إلى البرلمان مطالبين بتحسين ظروف معيشة المغتربين.

وشارك مئات الاشخاص في مسيرة صامتة بضاحية «كليشي سو بوا» شمال شرقي باريس في ذكرى مرور عام على مقتل شابين مغتربين تسبب موتهما في 27 اكتوبر (تشرين الاول) 2005 في اندلاع اعمال شغب وعنف استمرت ثلاثة اسابيع في ضواحي المدن الفرنسية، وتصدر الموكب، الذي تفيد التقديرات الاولية بأنه ضم اكثر من 600 شخص، اسرتا الشابين زياد وبونا اللذين ماتا صعقا بالكهرباء اثناء محاولتهما الهرب من الشرطة داخل محول كهربائي، كما شارك في المسيرة صبي ثالث كان معهما وأصيب بحروق شديدة. وسارت الاسرتان ومحاموهما ورئيس بلدية المدينة الاشتراكي كلود ديلان وراء لافتة حملها شبان من جمعية «ما بعد الكلمات» ارتدوا قمصانا بيضاء كتب عليها «الموت سدى»، وقد حظيت المسيرة بمتابعة نحو 60 صحافيا من جميع انحاء العالم.

من ناحية ثانية، قرر وزير الداخلية الفرنسي نيكولا سركوزي تكليف الشرطة بتوفير الأمن داخل الحافلات التي تغطي ضواحي العاصمة باريس، كما ذكر اتحاد للشرطة إنه تم تجنيد أكثر من 500 عنصر من شرطة مكافحة الشغب للسهر على توفير الأمن في الضواحي الباريسية مع حلول الذكرى الأولى للاضطرابات التي شهدتها العام الماضي. وجاء قرار ساركوزي بعد أحداث العنف التي شهدتها بعض ضواحي باريس ليلة الأربعاء المنصرم، حيث أضرم شبان ملثمون النار في حافلة بمنطقة «نانتير» غرب باريس بدون وقوع إصابات بعد أن تمكن الركاب من الخروج في الوقت المناسب، وكانت الحافلة قد توقفت كالعادة في محطة في شارع كليمنصو الذي يربط نانتير بمنطقة لاديفانس في باريس حيث صعد إليها عشرة ملثمين ما إن فتح السائق أبواب الحافلة، حتى سكبوا سائلا قابلا للاشتعال في الحافلة قبل أن يضرموا النار ويغادروها.

ولم توقف الشرطة أي مشتبه فيهم بعد الحادث، ووصف مسؤول إداري محلي ما جرى بالجرم المتعمد بدون أن يعرف سببه حتى الآن. وأشارت إدارة نانتير ـ التي جرى الاعتداء على أرضها ـ إلى أن المنطقة هادئة ولم يعكرها سوى هذا الحادث.

وفي اتجاه آخر، وعلى خلفية تلك الذكرى، رفع حوالي 20 ألف فرنسي من الضواحي رسائل شكاوى وتظلم إلى البرلمان طالبوا فيها الحكومة بخلق فرص عمل وزيادة الأجور والقضاء على التمييز من أجل تحسين ظروف معيشتهم، وتتحدث «التظلمات» أساسا عن السكن والعمل وعدم المساواة والفقر وممارسات تمييز وممارسات أمنية في الأحياء الأقل حظا.

وبمدينة مرسيليا، تفتتح هذا الاسبوع في مرسيليا في جنوب فرنسا «لقاءات ابن رشد» التي تجمع بين مثقفين اوروبيين وعرب سيناقشون موضوع الحريات والمخاطر المحدقة بها، كالإرهاب والقوانين «الامنية» والتطرف الاسلامي والدكتاتورية.

وتنظم هذه اللقاءات منذ 13 سنة في مرسيليا لتحفيز الحوار بين دول حوض المتوسط، وستعقد لقاءات مماثلة لها اعتبارا من هذه السنة في العاصمة الجزائرية، وقد تمتد حتى الى روما او الاسكندرية في مصر، ويقول الباحث تييري فابر الذي وضع فكرة هذه اللقاءات ان «مسألة الحرية هي اليوم في صلب العلاقات بين اوروبا ودول المتوسط، كما كانت في السابق في صلب العلاقات بين اوروبا الشرقية وأوروبا الغربية». وسيحاول المشاركون في احد هذه اللقاءات الذي سيعقد في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الرد على سؤال يتمثل بما اذا كان القبول بالقوانين «الأمنية» التي تحد من الحريات العامة واجبا لمواجهة الاعتداءات مثل اعتداء جربة (تونس) والدار البيضاء (المغرب) ومدريد.