أجيال جديدة من الأقمار الصناعية الذكية

عربات فضائية على القمر والمريخ في شبكة استكشاف جبارة

TT

تطور وكالة الطيران الفضائية «ناسا» أجيالا جديدة من الأقمار الصناعية والعربات الآلية الفضائية التي توظف تقنياتها وبرامجها الذكية الذاتية لرصد أي متغيرات جديدة على الأرض وعلى الكواكب، بنفسها، كما تتواصل مع مثيلاتها من الأقمار والعربات لتسهيل مهمات الرصد وتنفيذ الأعمال.

وعندما كان مسؤولو الأمم المتحدة يوجهون نداءات الى علماء البراكين حول العالم لمراقبة انفجار بركان «تالانغ» في جزيرة سومطرة الاندونيسية وارتفاع دخانه الى نحو ألف متر في ابريل (نيسان) العام الماضي، الذي ادى الى اجلاء 40 ألف شخص مقيم حول اطرافه، لم يعرف الكثيرون ان القمر الصناعي الصغير «إي أو ـ1» 1 EO- (مختصر لكلمة Earth Observation، أي مراقبة الأرض) التابع لـ«ناسا» كان يراقب البركان بنفسه ومن دون طلب من أي شخص.

وفيما كان علماء البراكين يقرأون فحوى نداءات الأمم المتحدة في رسائلهم الالكترونية، كانت البيانات الواردة من القمر «إي أو ـ1» تتدفق على مركز تحليل المعلومات لدى مجموعة الذكاء الصناعي في مختبر الدفع النفاث التابع للوكالة، كما يقول ستيف تشين رئيس المجموعة.

ويمثل هذا القمر صنفا لجيل جديد من الأقمار الصناعية التي تفكر بنفسها. وقال تشين في رسالة وصلت من «ناسا» بالبريد الالكتروني الى «الشرق الأوسط»: «لقد برمجنا القمر بحيث يستطيع رصد الأشياء المتغيرة، مثل الدخان المتصاعد من البركان، واتخاذ القرار المناسب. ويستطيع القمر تنظيم اولوياته لدراسة تفجر البراكين وحدوث الفيضانات أو حرائق الغابات أو تكسر جبال الجليد في المحيطات، أي بمعنى آخر رصده لأي متغيرات طارئة». ويضيف ان القمر «يمتلك ذكاء حقيقيا»! ويزداد الآن ذكاء الأقمار، كما يقول تشين « فقد بدأنا تعليم «إي أو ـ1» استخدام مجسات الاستشعار المنصوبة على متن اقمار اخرى». خذ مثلا قمري «تيرا» و«أكوا» التابعين لـ«ناسا» اللذين يحلقان فوق كل بقعة على الأرض مرتين في اليوم. ويمتلك كل منهما مجسا يسمى MODIS وهو مقياس للطيف بالأشعة تحت الحمراء يستطيع رصد الحرارة الآتية من حرائق الغابات والبراكين. والآن أصبح بمقدور القمر «إي أو ـ1» الحصول عى بيانات MODIS، فما أن يحصل القمران «تيرا» و«أكوا» على معطيات جديدة، يستجيب «إي أو ـ1» بسرعة ويرصد المتغيرات بدوره».

ويقوم هذا القمر أيضا بالاتصال بالمجسات ونظم الاستشعار المنتشرة على سطح الارض، الأمر الذي يحولها جميعا الى شبكة جبارة لمراقبة الأرض. ويتوقع الباحث الأميركي ان توظف مثل هذه التقنيات في أجيال جديدة من العربات الآلية الفضائية العاملة على المريخ والقمر.

وعلى المريخ تعمل الآن عربتان آليتان يمكن ربطهما بأربع سفن تدور في مدار حول الكوكب. وما أن يرصد أي منها بداية هبوب عاصفة ترابية على سطحه، فانها سوف تصدر تحذيرات الى رواد الفضاء أو العربة لكي تتأهب للأمر. وعلى القمر يتوقع تشين تصميم اجيال من العربات تتعاون في ما بينها «وما ان تصل عربة قمرية مثلا الى موقع ترصد فيه الخامات حتى تتصل بمثيلاتها التي تهرع اليها كي توظف العربات آلاتها لحفر المنطقة واستخراج الخامات»، كما يقول.