إحراق حافلات للنقل العمومي في فرنسا يوتر أمن الضواحي ويحرج الحكومة

اجتماع أمني اليوم لحماية وسائل النقل العام

TT

لم يحالف الحظ ماما غالودو، وهي طالبة سنغالية الأصل عمرها 26 عاما تسكن الضواحي الشمالية لمدينة مرسيليا المتوسطية، ليل أول من أمس عندما كانت في حافلة النقل العمومي رقم 32 شمال غرب مرسيليا. ففيما نجح ركاب الحافلة في الخروج منها بعد أن أضرم أربعة شبان ملثمين النار فيها عقب صعودهم اليها، فاجأت النار ماما غالودو، فأصيبت بحروق بالغة الى درجة 70 في المائة. ولم يتأكد الأطباء في المستشفى التي نقلت اليها من قدرتهم على إنقاذ حياتها وما زالوا «متحفظين» في استباق تطور حالتها. وبحسب كريستيتن فريمون، محافظ منطقة بروفانس ـ ألب ـ كوت دازور التي تضم مدينة مرسيليا، فإن ماما غالودو «ما زالت بين الحياة و الموت». وتعهد الرئيس الفرنسي جاك شيراك بملاحقة من يقف وراء الحادث أمس. وقال في بيان صادر أمس: «أبلغ الرئيس أسرة الضحية أسفه البالغ ازاء هذا العمل المشين وطمأنهم على أن كل الجهود ستبذل للتوصل الى الجناة ومعاقبتهم بشدة». ومن المقرر أن يعقد اليوم في مقر رئاسة الحكومة وبرئاسة دومينيك دو فيلبان اجتماع أمني يخصص لأمن وسائل النقل التي تبدو «أهدافا سهلة» للمشاغبين. وجاء هذا الحادث ليعطي بعداً جديداً للأحداث التي تشهدها فرنسا بعد عام على اندلاع أحداث الضواحي في 27 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. وعلى رغم التدابير الاحترازية التي أقرتها السلطات الأمنية والبلدية لتحاشي تكرار ما حصل العام الماضي، فإن الضواحي المحيطة بباريس شهدت تصعيدا لأعمال العنف. وقد أحرقت ستة حافلات للنقل العمومي في عمليات تقودها مجموعات منظمة و متحركة وتشكل «نقلة نوعية» في أعمال العنف واستهداف الخدمات العامة إضافة الى استهداف رجال الأمن مباشرة والسعي الى الاشتباك معهم. وحتى أمس لم يتقدم أحد من ركاب الحافلة التي أحرقت في مرسيليا لمساعدة الشرطة في التعرف على مرتكبي عملية حرق الحافلة.

ويبدو ان دخول فرنسا المبكر في الحملة «التمهيدية» للانتخابات الرئاسية المقررة نهاية أبريل (نيسان) القادم وكون وزير الداخلية مرشحا رئيسيا للفوز بترشيح حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» اليميني الحاكم، يعطي بعداً إضافياً لما يجري في الضواحي الفرنسية. وينتظر أن يكون الموضوع الأمني أحد المحاور الرئيسية التي سيدور حولها السجال بين اليمين واليسار، علماً أن سركوزي بنى شعبيته على قدرته على إعادة الأمن والهدوء الى الضواحي وإعادة إثبات حضور الدولة وهيبتها في كل بقعة من بقاع الجمهورية الفرنسية.