مجزرة تستهدف تجمعا «لعمال اليومية» في مدينة الصدر ببغداد

انفجار قنبلة تركت في برميل للقمامة يقتل ويصيب العشرات.. ومقتل شرطيين وطفل في هجوم انتحاري بكركوك

TT

انفجرت قنبلة وسط حشد من العمال في ميدان في منطقة مدينة الصدر الشيعية ببغداد أمس، مما ادى الى سقوط 28 قتيلا و60 جريحا. وقالت مصادر وزارة الداخلية، ان انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل برميل للقمامة استهدف مكانا يتجمع فيه عمال يعملون بالاجر اليومي، ادى الى مقتل 28 واصابة 60 اخرين بجروح، حسب وكالة رويترز.

واضافت المصادر، ان الانفجار وقع عند ساحة 55 وسط مدينة الصدر (شرق بغداد)، في وقت مبكر من صباح أمس، حيث اعتاد العمال على التجمع في مثل هذا الوقت من كل يوم، بانتظار الحصول على فرصة عمل. وتخضع مدينة الصدر، التي تسكنها اغلبية شيعية، وتعتبر المعقل الرئيس لانصار جيش المهدي، الى حصار منذ اسبوع تفرضه القوات الاميركية، التي قامت خلال هذه الفترة بتنفيذ العديد من حملات التفتيش للمدينة، قائلة انها تبحث عن جندي اميركي من اصل عراقي فقد قبل اكثر من اسبوع في احد احياء مدينة بغداد. وتسيطر القوات الاميركية على جميع مداخل ومخارج المدينة ونصب العديد من نقاط التفتيش لتدقيق وفحص جميع المركبات الداخلة والخارجة للمدينة.

وقال ابو زينب، احد شهود العيان في مكان الحادث، ان «عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل كيس ترك وسط تجمع العمال، انفجرت» ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى ابو زينب، الذي يملك محلا تجاريا قريبا من مكان الانفجار، قوله «هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها استهداف هذه المكان، بل الثالثة خلال العام الجاري». ونقل معظم الجرحى بسيارات مدنية لتأخر وصول سيارات الاسعاف. وتحدث أبو زينب عن ملابس وادوات العمال التي تناثرت في الساحة ودماء غطت مكان الانفجار، الذي دمر عربات باعة متجولين يبيعون وجبات الافطار الفقيرة.

من جهته، وجه ضياء كاظم (26 عاما) احد العمال الجرحى في مستشفى الامام علي في مدينة الصدر، اللوم الى القوات الاميركية والحكومة العراقية. وقال ان «سبب التجمع الكبير للعمال في هذا المكان اليوم هو محاصرة المدينة. لم نستطع الخروج للعمل في مناطق اخرى والعمل غير متوفر هنا». كما حمل كاظم الحكومة العراقية المسؤولية «بسبب صمتها عن هذه الحصار».

وحمل الناطق الاعلامي باسم مكتب الشهيد الصدر في منطقة الكرخ، «القوات الاميركية مسؤولية الانفجار». وقال الشيخ حمد الله الركابي: «الكل يعلم ان هذه المدينة آمنة ووجود قوات الاحتلال فيها هي حالة مأساوية اضافية لها»، مشيرا الى انه «الانفجار الثاني الذي تشهده المدينة منذ (بدء) محاصرتها قبل ستة ايام». وقال ان «القوات المحتلة تتحمل الجزء الاكبر من هذه الاعتداءات»، موضحا «نعرف انها لا تريد الاستقرار لهذا البلد وهي تترك مناطق التوتر والتهجير مثل منطقة سبع البور (شمال بغداد) وتأتي الى هذه المدينة الآمنة». ورأى انها «محاولات هزيلة لجر التيار الصدري الى مواجهات طائفية، لكنها لن تحدث بسبب توجيهات السيد مقتدى الصدر».

كما قتل سبعة اشخاص واصيب خمسة وعشرون اخرون في انفجار سيارة ملغومة جنوب غرب بغداد. وقالت المصادر: «انفجرت سيارة ملغومة كانت على جانب الطريق في شارع عشرين بمنطقة البياع، واسفر الانفجار عن مقتل سبعة اشخاص واصابة خمسة وعشرين اخرين بجروح»، حسب وكالة رويترز. ويقطن منطقة البياع خليط من الشيعة والسنة ويشهد شارع عشرين، الذي يعتبر احد الشوارع التجارية الكبيرة في المنطقة، وفي مدينة بغداد ازدحاما كبيرا طوال فترات النهار. ومنطقة البياع احدى المناطق الشعبية لمدينة بغداد وتسكنها كثافة سكانية كبيرة.

من جهة ثانية، اعلن العميد تورهان يوسف مدير شرطة بلدة كركوك ان اثنين من عناصر الشرطة قتلا، بالاضافة الى طفل، بتفجير انتحاري استهدف قيادة شرطة كركوك (255 كلم شمال بغداد). وقال يوسف ان «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه امام مدخل قيادة شرطة كركوك، ما اسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة وطفل اخر كان قريبا على الانفجار»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. من ناحية اخرى، أعلن التلفزيون العراقي الحكومي أمس مقتل ستة من عناصر الشرطة العراقية، إثر انفجار سيارة مفخخة عند مجمع الوليد على الحدود العراقية السورية (550 كم غرب بغداد). وحسب وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) لم يضف التلفزيون أي تفاصيل أخرى.