فعاليات أميركية وأوروبية تشيد بتوجه الإمارات لإجراء انتخابات برلمانية

في ندوة بمناسبة ذكرى تولي الشيخ خليفة رئاسة الدولة

TT

أشادت فعاليات سياسية أميركية وأوروبية، بالتوجه الإماراتي لاجراء انتخابات برلمانية، واعتبرت هذه الفعاليات الانتخابات المقبلة المقرر ان تجري في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بمثابة تحول تاريخي. وجاءت هذه الإشادة خلال الندوة التي نظمها مكتب شؤون الاعلام التابع لديوان الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء بمناسبة قرب الذكرى الثانية لتولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة، التي تصادف يوم الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، في تصريحات له على هامش الندوة، التي عقدت برعايته، «إن اتساع دائرة المشاركين في الندوة، التي حملت عنوان خليفة قائد الوطن، يشكل دليلا ملموسا على ما تحظى به دولة الإمارات وقيادتها السياسية من احترام مشهود، تأسيساً على مواقفها الثابتة وقيمها الفاضلة وحرصها الدؤوب على تعزيز دعائم التقارب بين الشعوب والتعايش بين الحضارات في أمن وسلام».

وأكد الشيخ سلطان بن زايد أن مكتب شؤون الإعلام، في إطار ما أُنيط به من مهام، يضطلع بدور فاعل في إبراز وتحليل واقع ومستقبل النهضة الإماراتية الشاملة، كما أنه يبين استراتيجية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لتعظيم مكتسبات هذه النهضة ومردوداتها داخلياً وخارجياً. وكانت الندوة قد افتتحت بكلمة القاها محمد خليفة المرر المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء، اكد فيها إن ذكرى تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله رئاسة الدولة، تمثل حدثا مشعا ونقطة مضيئة في صفحات حاضر الوطن ومسيرته وتطوره.

وكان اول المتحدثين في الندوة وليام آي. روه السفير الأميركي الأسبق لدى دولة الإمارات، الذي قال إن أحد أسرار نجاح دولة الإمارات هو إرساؤها لثقافة التسامح تجاه الآخرين، بالرغم من وجود العديد من الجنسيات التي تتعايش وتعمل جنباً إلى جنب، مشيرا إلى أن الإمارات دولة مضيافة لكافة أنماط الناس، وأن مواطنيها لا يفرضون سلوكهم على الآخرين ويسمحون بحرية العبادة لكافة المقيمين على أرضها، مؤكدا أن هذه المواقف هي أكثر تسامحاً مما يمكن للمرء أن يجده في العديد من البلدان الأخرى، وهو دليل على إرساء السلام الاجتماعي.

وقال المحاضر إن النظام السياسي في دولة الإمارات العربية المتحدة يشهد تغيراً تاريخياً، مع إعلان الشيخ خليفة بن زايد عن خطته لانتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، لافتا إلى أن الإمارات تنتهج التغيير ضمن خطة لتطوير العملية السياسية للبلاد بطريقة عقلانية وبشكل هادئ ومدروس، في فترة تتسم بالسكون والازدهار وليس كرد فعل دفاعي لأي مطالب من معارضة قوية.

وأوضح أن المعادلة الصحيحة للنجاح هي التطور البطيء والمدروس عوضاً عن التغير الجذري والمفاجئ، حيث ستأخذ الانتخابات مجراها بشكلٍ تدريجي لتجمع بين الوسائل التقليدية للحكومة، مع مشاركة أكبر من المواطنين، وكما هو الحال مع غيرها من المظاهر الأخرى للحياة في الإمارات، التي تتطور بهدوء وتراعي التقاليد ومصالح الناس المعنيين.

وتطرق السفير الاميركي إلى الحياة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة.. مشيرا إلى أن المجلس الوطني الاتحادي، الذي تم إرساؤه منذ أمدٍ بعيد عمل على مدى 35 سنة كمجلس تشريعي للتداول والنقاش، تمثل فيه جميع إمارات الدولة، وقد استخدمه أعضاؤه كأداة للمناقشة والتحاور ضمن حقل واسع من المسائل العامة إلى جانب وجود مجالس استشارية على مستوى كل إمارة.

واعتبر روه، أن لدى الإمارات إلى حد كبير نمطاً من الديمقراطية المباشرة، حيث يمكن الوصول إلى الزعماء ومناقشتهم في إطار الشورى والإجماع، اضافة إلى أن انتقال الحكم من زعيم إلى آخر يسير بشكلٍ سلسٍ وسلمي بالتناقض مع حالة بعض البلدان الأخرى.

وتحدث عن السياسة الخارجية، التي تتبعها دولة الإمارات، مشيرا إلى أنها وازنت بين مبادئها في مجال التعاون والتآخي والتسوية السلمية مع اتخاذها لموقف حازم حيال بعض المسائل المحددة التي تقتضي حماية مصالحها القومية، واصفا العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة بأنها ممتازة وتعود رسمياً إلى بداية تأسيس الاتحاد عام 1971، حيث كانت الولايات المتحدة إحدى أول ثلاث دول اعترفت بالاتحاد.

وأشار روه إلى أن دولة الإمارات تعتبر الدولة الفيدرالية الوحيدة في الشرق الأوسط، التي كتب لها النجاح الباهر منذ البداية، فقد شهد مسار تاريخ الإمارات زيادة في المركزية للوظائف وفقاً لما تقتضيه متطلبات الاقتصاد المتنامي، لكن التغييرات تم تنفيذها بشكلٍ تدريجي أتاحت لكل إمارة أن تحافظ على حكم محلي جدير بالاعتبار، ونظراً لحماية الاستقلالية المحلية، كان هناك ازدهار في روح المبادرة المحلية والتخصص المسؤول، مؤكدا أن جميع الإمارات تعمل على إرساء التعليم والرخاء الاجتماعي عبر مسارات متوازية ومتناغمة أيضاً.

من جانبه قدم الدكتور خوسيه لويس باردو كبير المستشارين بأمانة الدولة لشؤون الاتحاد الأوروبي لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في إسبانيا، ورقة عمل بعنوان «العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.. من التعاون إلى الشراكة»، تناول فيها عرضا موجزا حول الإطار الحالي والمستقبلي للعلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، ومنطقة الخليج بشكل عام من منظور إسباني.