الصليب الأحمر: إثبات استخدام الفوسفور ضد مدنيين بالغ الصعوبة

بعد اعتراف إسرائيل باستخدام ذخائر فوسفورية في حربها ضد لبنان

TT

رغم اعتراف اسرائيل باستخدام ذخائر فوسفورية في حربها الاخيرة في لبنان، ترى اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان اثبات استخدام هذه الاسلحة ضد مدنيين يبقى امرا بالغ الصعوبة باعتبار ان القوانين الدولية لا تحظر بشكل نهائي الاطراف المتنازعة من استخدام القنابل الفوسفورية الحارقة، رغم فداحة النتائج المترتبة على استخدامها.

وكانت الحكومة الاسرائيلية اعترفت وعلى لسان احد وزرائها باستخدام قنابل تحتوي على الفوسفور الابيض ضد مواقع في لبنان من دون ان تحدد نوعية هذه المواقع مكتفية بالإشارة فقط الى انها استخدمت في «مجالات مفتوحة» في الاراضي اللبنانية.

تقول دوروتيا كريميتساس المتحدثة باسم الصليب الاحمر الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في حديث لـ«الشرق الأوسط» من مركزها في جنيف «نتابع هذه المسألة عبر حوار مع الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية ومع حزب الله ويندرج ذلك في اطار الحوار حول المواجهات التي جرت اخيرا الا اننا ووفقا لتقاليد الصليب الاحمر الدولي، لا نعلن على الملأ تفاصيل ونتائج هذا الحوار».

وتشرح المسؤولة في الصليب الاحمر ان « القوانين العادية وتلك المتضمنة في المواثيق الدولية لا تمنع استخدام هذا النوع من السلاح لكنها تتوقف عند كيفية استخدامها أي ان تستخدم بما يتفق مع القوانين الدولية حول ادارة المعارك بين الاطراف المتنازعة لجهة احترام مبدأ التمييز بين الاهداف العسكرية وبين المدنيين». وفي هذا الاطار، فان القوانين الدولية تحظر استخدام هذه الذخيرة في المناطق المأهولة بالسكان بكثافة حتى ولو كان الهدف عسكريا لان النتائج تكون شديدة السلبية على السكان.

وكانت تقارير اعلامية نشرتها وسائل اعلامية اجنبية خلال حرب اسرائيل الاخيرة في لبنان افادت عن اصابة مدنيين لبنانيين بعوارض متطابقة مع اثار الاصابة بحروق ناجمة عن ذخيرة فوسفورية ومنها شهادات لأطباء تلقوا جثثا تحول لون بشرتها الى الاخضر القاتم.

الا ان المسؤولة في الصليب الاحمر الدولي تقول ان «اتخاذ موقف بهذا الشأن يتطلب معلومات عن كيفية المعارك والمواجهات التي حصلت ولا يمكن ان نكتفي بتقارير الوسائل الاعلامية فقط».

وتضيف «ليس لدينا حتى الان معلومات عن حالات محددة لضحايا بهذا النوع من القذائف».

ويشرح الخبير التقني في الصليب الاحمر الدولي دومينيك لوي لـ«الشرق الاوسط» ان القانون الدولي لم يحظر استخدام هذه المادة رغم مطالبة المجتمع الدولي في السبعينيات بحظر استخدامها لفداحة الخسائر الناجمة عنها وخصوصا بعد الحرب الفيتنامية.

ويشرح ان هذه الذخيرة تستخدم في وجهتين: التسبب بحريق هائل ضد مبان او مواقع للعدو او اشخاص يختبئون في انفاق او استخدامها كوسيلة للانارة مماثلة للالعاب النارية بغية اضاءة المكان للتعرف على مواقع العدو. ورغم ان القانون الدولي لا يحظر استخدام هذه المواد الا انه يوصي بعدم استخدامها في حال كان هنالك وسائل اخرى ممكنة اقل قوة في تحييد العدو، بحسب الخبير التقني.

في المقابل، يقول هذا الخبير ان الذخائر المزودة بالفوسفور الابيض «محظورة تماما اذا استخدمت ضد مدنيين كذلك فهي ممنوعة اذا استخدمت ايضا ضد هدف عسكري لا يستأهل هذا الحجم الهائل من القوة للقضاء عليه نظرا الى تأثيرات ذلك الكبيرة على المدنيين الموجودين في المكان» مشيرا في الوقت نفسه الى صعوبة اثبات امر من هذا النوع.