«حزب الله» يهدد بـ«الشارع... وأشياء أخرى» وقوى «14 آذار» تخشى «تسليم البلد مجددا للسوريين»

الأجواء تتجه إلى التصعيد بين المعارضة والأكثرية

TT

يتجه الخطاب السياسي بين السلطة والمعارضة الى مزيد من التصعيد مع تزايد التلويح بلجوء المعارضة الى الشارع في حال لم تحصل على مطالبها في مقابل اعلان قوى الاكثرية النيابية انها ترفض أي وصاية سورية على البلاد.

وقال قيادي في قوى «14 آذار» لـ«الشرق الأوسط» امس ان الاكثرية باتت مقتنعة بشكل كامل ان «حزب الله» سينزل الى الشارع بغض النظر عن الاجتماع التشاوري الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. وقال القيادي ان التنسيق جار «على اعلى المستويات» بين قيادات الاكثرية الموجودة في لبنان وخارجه لتنظيم عملية النزول الى الشارع وان الاتصالات بين هؤلاء تتعلق بالتحضيرات اللوجستية. واشار الى ان اخطار الصدام في الشارع «لا تقل اهمية عن الخطر الكبير المتمثل بتسليم البلد مجددا الى سورية»، مبديا اقتناع قيادات قوى «14 آذار» بان سورية ستستعمل حلفاءها في لبنان لاستعادة السيطرة عليه بواسطة الشارع.

وقد واصل «حزب الله» امس حملته على قوى الاكثرية وتأكيده على ان الفرصة تضيق امامها للذهاب نحو حكومة وحدة وطنية و«إلا... فالشارع واشياء اخرى»، كما قال الناطق باسم الحزب حسين رحال لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا الى ان امام الحزب خيارات عدة لـ«منع تسليم لبنان الى الاميركيين كما تفعل الاكثرية الحاكمة».

وبدوره قال رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» النائب السابق ابراهيم امين السيد ان الحزب «لن يقبل بأن يسقط لبنان في يد الاميركيين والإسرائيليين كما يرغب البعض. وفي المرحلة المقبلة لا يمكن ان نقبل بالوضع كما هو عليه اليوم... ولا يمكن ان نقبل ان يكون هناك فريق في لبنان يمثل عموداً من اعمدة المشروع الاميركي وهو الذي يقرر مصيرنا».

هذا، وباشر «حزب الله» امس حملة اتصالات بحلفائه، فزار وفد منه برئاسة رئيس كتلته النيابية، النائب محمد رعد، رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون والرئيس السابق للحكومة عمر كرامي والنائب والوزير السابق سليمان فرنجية. وقال رعد عقب لقائه عون: «ان الحل الوحيد للخروج من المأزق هو في تشكيل حكومة وحدة وطنية». مضيفا ان المعارضة «ستلجأ الى جميع الخطوات الديمقراطية المتاحة لتحقيق هذا الهدف الذي يخدم جميع الأفرقاء بما في ذلك الانسحاب من الحكومة». واشار الى ضرورة «تفهم لهجة التصعيد والتهديد من قبل الفريق الحاكم لأنه وصل الى مرحلة الافلاس السياسي».

وقال رعد عقب لقائه كرامي: «ان فريق الاكثرية اضاع اسبوعاً من المهلة المقررة. وبقي علينا ان ننتظر الاسبوع المتبقي. ونحن منفتحون على الحوار من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق عليها».

من جهته، رأى تكتل «التغيير والإصلاح» في ختام اجتماعه الاسبوعي برئاسة عون امس «ان محاولات التخويف والترهيب والتهديد والكلام على الوصاية الخارجية التي تصنع في بعض المطابخ الدولية وتتولى تسويقها والترويج لها ابواق الاكثرية الحاكمة تشكل تطاولاً مرفوضاً ومداناً على تاريخنا الوطني المشرف من جانب من لا تاريخ نضالياً لهم». وقال: «ان التخويف من فراغ مزعوم وتحالفات سورية ـ ايرانية سبق ان استولدت هذه الاكثرية، ليست سوى ذريعة لترسيخ سياسة الاصرار على رفض اعادة التوازن الى السلطة».