باكستان تعلن تدمير معسكر تدريب للقاعدة بمناطق القبائل الحدودية

«الجماعة الإسلامية»: القتلى طلاب كانوا يتعلمون القرآن.. ولا عرب أو أجانب بينهم

TT

قال مسؤولون في إسلام أباد امس، إن قوات باكستانية مدعومة بالمروحيات المقاتلة دمرت معسكر تدريب يرتبط بتنظيم القاعدة في مناطق القبائل شمال غرب باكستان، بالقرب من الحدود الأفغانية. وذكرت مصادر عسكرية أن ما يقرب من 80 اصوليا متشددا لقوا حتفهم، خلال غارة جوية قامت بها قوات الامن الباكستانية فجر امس، على إحدى المدارس الدينية في منطقة باجور القبلية بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وقال الميجور جنرال شوكت سلطان المتحدث العسكري الباكستاني، لوسائل الاعلام، إن الهجوم وقع بعد أن تأكدت أجهزة الاستخبارات من أن الهدف يتم استخدامه لتنفيذ أنشطة إرهابية وكمعسكر تدريب. وأعلن سلطان أن الهجوم استهدف مدرسة دينية تؤوي ما بين 70 إلى 80 من الميليشيات بالقرب من قرية «كار»، أهم بلدة في مقاطعة «باجور» القبلية، نقلا عن الأسوشيتد برس. وأوضح سلطان أن المنشأة دمرت خلال الهجوم إلا أنه لم يتضح مباشرة عدد القتلى.

وأردف المسؤول العسكري قائلا: إن الهجوم نفذ عقب تلقي تقارير استخباراتية مؤكدة باختباء 70 ـ 80 مقاتلا في المدرسة الدينية، «التي تستخدم كمعسكر تدريب إرهابي ودمرت خلال الضربة العسكرية». وأشار سلطان الى أن المروحيات العسكرية أطلقت ما بين أربعة إلى خمسة صواريخ على المدرسة، التي يديرها رجل الدين مولوي لياقت محمد، الذي يعتقد بارتباطه بتنظيم القاعدة. وتردد ان مولوي لياقت قتل هو الاخر في الغارة. وتردد ان مولوي لياقت الموالي لطالبان، كان يؤوي عناصر مرتبطة بالقاعدة. وقال مسؤولون باكستانيون امس، ان المدرسة الدينية، التي تقع على بعد 10 كيلومترات شمال قرية «كار»، كانت تستخدم من قبل الاصوليين كمركز تدريب عسكري. واستقال النائب البرلماني سراج الحق من «مجلس العمل المتحد»، احتجاجا على الغارة، وقال، «انه عمل خاطئ، فقد قتل ابرياء في الهجوم». وقال شهود عيان، ان القتلى ثمانون من بين ثلاثة وثمانين، هم كل طلبة ومدرسي المدرسة. واوضح شهود عيان ان المدرسة كانت مكتملة الصفوف بعد التحاق الطلبة بفصولهم الدراسية، بعد اجازة عيد الفطر. ومن جهتها: أفادت قناة «آريو وان» التلفزيونية بأن ما يقرب من 40 شخصا من بين القتلى يعتقد أنهم من الارهابيين الاجانب. وكان المتحدث العسكري الباكستاني قد قال في وقت سابق لقناة «جيو» التلفزيونية الباكستانية، إنه ليست عنده معلومات عن عدد ضحايا الهجوم، الذي شنته مروحيات عسكرية أطلقت نيرانها على الهدف. ولكن قناة «إندوس» التلفزيونية نقلت عن «مصادر قبلية مستقلة»، أن الطائرات التي شنت الهجوم أميركية. ولطالما شكت القوات الأميركية التي تطارد فلول حركة «طالبان» الانفصالية ومتشددي القاعدة في إقليم كونار الواقع على الحدود مع أفغانستان من أن من طاردوهم يحصلون على دعم من الجانب الباكستاني.

وقال مراسل محطة عاج التلفزيونية في المنطقة، إنه تم نقل ثلاثة أشخاص مصابين لمستشفى في باجور المركز الاداري لمنطقة كار، فيما لا تزال 50 جثة محترقة ملقاة في مكان الهجوم الواقع شمال كار. بينما أشارت المحطة التلفزيونية، في ما بعد، إلى أن جميع وسائل الاتصال بالمنطقة قطعت.

وفي تعليقه على الحادث وصف الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» الباكستانية عبد الغفار عزيز، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» الغارة بـ«الجريمة البشعة»، قائلا إن طلاب المدرسة تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 17 عاما كانوا يتعلمون القرآن، مشيرا إلى أن الأهالي أقاموا صلاة جنازة جماعية على الضحايا. وقال نجا ثلاثة طلبة فقط من مجموع الطلاب البالغ عددهم 83 طالبا. وقال ان «بين القتلى 20 من حفاظ القران الكريم، وان المدرسة التي تعرضت للغارة ابتدائية، وطلابها من ابناء نفس المنطقة، ولا يوجد طلبة اجانب او عرب في صفوفها»، مشيرا الى ان كل الطلبة من الناطقين بالاوردو. وانتقد عزيز قيام الجيش الباكستاني بما أسماه الدفاع عن المصالح الأميركية بدلا من المصالح الوطنية، قائلا إن الأميركيين يرغبون في إشعال المنطقة الحدودية الحساسة مع أفغانستان، على حد تعبيره.

وقد أفادت تقارير إعلامية بأن بعض المنازل المتاخمة للمدرسة الدينية المستهدفة تضررت بالهجوم.

وقال الحاج حبيب الله، وهو من سكان المنطقة: «رأيت ما بين ثلاث واربع طائرات هليكوبتر تحوم حول المنطقة عند الساعة الخامسة صباحا». ويأتي الهجوم بعد يومين من عقد نحو ثلاثة آلاف شخص تجمعا حاشدا قرب بلدة خار، مرددين شعارات مؤيدة لزعيم طالبان الملا محمد عمر وزعيم القاعدة أسامة بن لادن.

يذكر أن باجور أحد سبعة أقاليم في المنطقة القبلية الباكستانية، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي وتمتد على طول 600 كلم على حدود أفغانستان. وقد شهدت في يناير (كانون الثاني) الماضي هجوما، بعد معلومات عن احتمال وجود الرجل الثاني بتنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

وفي كراتشي (باكستان) تظاهر مئات الاسلاميين امس، واحرق مئتان من انصار «الجماعة الاسلامية»، اكبر الاحزاب الاسلامية الباكستانية، العلم الاميركي امام نادي الصحافة في كراتشي. وقال زعيمهم سرفراز احمد «انه عمل وحشي ضد مسلمين ابرياء نفذ بدعم من الولايات المتحدة». وردد المتظاهرون هتافات معادية للولايات المتحدة والجيش الباكستاني. وكتب على يافطة «اننا ندين الهجوم الارهابي الاميركي في باجور».