السود الأميركيون.. الورقة الرابحة بيد الحزب الديمقراطي

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: يرى عدد من الخبراء أن الجهود التي بذلها حزب جورج بوش الجمهوري طوال السنتين الماضيتين لم تنجح في الحد من شعبية الحزب الديمقراطي الكبيرة لدى الناخبين السود الذين ما زالوا متأثرين بفشل الإدارة الأميركية في مواجهة كارثة إعصار «كاترينا» في صيف 2005.

ويقول ديفيد بوسيتيس، المسؤول في معهد ابحاث حول السود «المعهد المشترك للدراسات السياسية والاقتصادية» انه يتوقع «ان تتوزع أصوات السود بطريقة كلاسيكية، أي 10% للجمهوريين و90% للديمقراطيين».

وبعد ان تشجع الحزب الجمهوري بالزيادة البسيطة التي شهدتها نسبة الناخبين السود الذين صوتوا لصالح بوش عام 2004 (11% مقابل 8% في عام 2000)، ضاعف جهوده في محاولة لاجتذاب الاقليات، وقام باختيار مرشحين جيدين من السود الجمهوريين. كذلك، وضع بوش هذا الصيف حدا لخمس سنوات من مقاطعته للاجتماع السنوي لأكبر منظمة دفاع عن حقوق السود، أي «الجمعية الوطنية لتحسين وضع الأشخاص الملونين».

كما قام الحزب الجمهوري باختيار العديد من المرشحين السود لانتخابات السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وذلك لمناصب حساسة جدا، أكان في مجلس الشيوخ حيث يوجد حتى الآن أميركي واحد فقط من اصل أفريقي، هو الديمقراطي باراك أوباما، أو حتى لتمثيل ولايات هامة جدا مثل أوهايو أو بنسلفانيا. لكن رغم هذه الجهود، فكل المؤشرات تدل على ان الحزب الذي أسسه أبراهام لينكولن لا يزال يدفع ثمن سوء ادارة كارثة إعصار «كاترينا» في نيو اورلينز الذي كان ابرز ضحاياه من السود. ويضيف بوزيتيس ان «الاميركيين من اصل أفريقي هم منذ البداية أكثر مجموعة اميركية مناهضة للحرب» وانهم «عبروا منذ البداية عن شكوكهم حول ضرورة شن حرب».

كما ينتقد السود سياسة الحزب الجمهوري على مستوى التمييز الايجابي والضرائب والأجور. ويعاني السود من نسبة فقر غير متوازية مع نسبتهم من إجمالي السكان، فـ 28% من السود هم فقراء بحسب الأرقام الرسمية، في حين أنهم يشكلون نحو 13% من السكان. ويقول كلارينس لوزان البروفسور في الجامعة الأميركية بواشنطن إن «تحفظ الناخبين السود على التصويت لصالح الجمهوريين ليست له علاقة بلون بشرة المرشحين، بل بالسياسة المتبعة لدى الحزب». ويوضح بوزيتيس ان السود لا يرون أنفسهم منسجمين مع قاعدة الجمهوريين «التي يشكل الجزء الأكبر منها محافظون بيض من جنوب الولايات المتحدة». ونتيجة هذا الواقع، لا يشير أي استطلاع رأي الى تقدم المرشحين السود عن الحزب الجمهوري أكان على مستوى مقاعد مجلس الشيوخ أو مناصب حكام الولايات.

ويتهم بعض السود الجمهوريين باختيار أفراد من جاليتهم فقط لحسابات ضيقة. ويقول لوزان ان «المسؤولين الجمهوريين يختارون مرشحين سودا فقط أملا في الحصول على أصوات بعض الناخبين الذين يصوتون لصالح الحزب الديمقراطي، وبالتالي الفوز مع تقدم طفيف».

من جهتها، يمكن للمعارضة الديمقراطية ان تقول انه في حال حصلت على الغالبية في مجلس النواب، ستكون للسود حظوظ كبيرة في تسلم مناصب استراتيجية، مثل رئيس لجنة الشؤون الضرائبية أو الشؤون القضائية. كما يمكن لمرشحين ديمقراطيين سود ان يتسلموا مناصب هامة أخرى مثل حاكم ماساتشوسيتس (شمال شرق) ومساعد حاكم ماريلاند (شرق) وولاية نيويورك. ويحتاج الديمقراطيون للفوز بـ15 مقعدا للسيطرة على مجلس النواب، وستة مقاعد للسيطرة على مجلس الشيوخ.