نيويورك تبحث فرض حظر على الأحماض الدهنية المحولة في وجبات المطاعم

مطاعم «كنتاكي فرايد تشيكن» في أميركا توقفت جزئيا عن استعمال زيوت الخضروات المهدرجة

TT

تبحث السلطات الصحية في مدينة نيويورك الأميركية فرض حظر على الأحماض الدهنية المحولة في الوجبات التي تقدمها مطاعم كثيرة مثل سلسلة «كنتاكي فرايد تشيكن» الشهيرة وغيرها. ورغم تعدد العناصر الضارة في وجبات المطاعم السريعة، مثل الكولسترول والأملاح والدهون المشبعة إلا أن المسؤولين الصحيين يعتبرون الأحماض الدهنية المحولة هي الأكثر خطرا، وتتصاعد خطورتها إلى درجة تصنيفها في فئة الأغذية الملوثة بالسموم.

وعقد مجلس الصحة بالمدينة امس أول جلسة استماع عامة حول مشروع قرار الحظر، الأمر الذي قد يجعل نيويورك أول مدينة تحظر تقديم وجبات تحتوي على تلك الدهون في مطاعمها، وفقا للأسوشيتد برس. وتقول دائرة الدواء والغذاء الأميركية إن المواطن الأميركي يتناول سنويا 7.7 باوند من الأحماض الدهنية المحولة سنويا. ومن جانبها، أعلنت شركة «كنتاكي فرايد تشيكين» أنها تخطط «لإعلان مهم» في نيويورك امس حول تغييرات ستحدث في مطاعمها بالولايات المتحدة والتي يصل عددها إلى 5500 مطعم. وقال مسؤولون عن مطاعم للشركة إنها قد تتوقف جزئيا عن استعمال زيوت الخضراوات المهدرجة، والتي تعد المصدر الرئيسي للدهون الصناعية. ورفع أحد المراكز العلمية الأميركية قضية على شركة «كنتاكي فرايد تشيكن» في يونيو (حزيران) بسبب المحتوى الغذائي الذي تقدمه للأطفال متضمنا الأحماض الدهنية المحولة. وكان يُعتقد في وقت سابق أن زيوت الخضراوات المهدرجة، المكتشفة في مطلع القرن التاسع عشر، تمثل بديلا صحيا للدهون الطبيعية مثل الزبد، ولكن ثبت لاحقا أن تلك الزيوت تحتوي على العديد من المخاطر.

والمفارقة أن معظم الشركات التي تقدم الوجبات السريعة مثل «ماكدونالدز» تحولت للاعتماد على الزيوت المهدرجة منذ 15 عاما، وذلك بعد تعرضها لضغوط تتعلق بالمخاطر الصحية لاستخدام الدهون المشبعة. هذا وتتسبب الأحماض الدهنية المحولة في ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في الدم إلى درجة خطيرة، وتُحدث إصابات بأمراض القلب. وقدر باحثون في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد أن الأحماض الدهنية المحولة تتسبب في 30 ألف حالة وفاة بالولايات المتحدة سنويا. وفي حال تمت الموافقة على تطبيق قرار حظر الأحماض الدهنية المحولة، فإن القرار سيسري على المطاعم وليس متاجر المواد الغذائية، وسيقتصر على حدود المدينة. ويقول خبراء إن صناعة المطاعم في نيويورك تحوي 24.600 منشأة، وهي من الضخامة لدرجة ستجعل تأثير القرار يمتد إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

وكان المشاركون في اجتماعات «المجلس الدولي حول السمنة» حذروا من تهديد ظاهرة السمنة واتخاذها طابع وباء دولي يهدد الأنظمة الصحية حول العالم. ونبه بول زيميت، الذي يترأس الاجتماعات، التي يشارك فيها 2500 من الخبراء ومسؤولي الصحة حول العالم والذي تستمر مداولاته على مدى أسبوع، إلى تهديد «وباء السمنة الماكر الذي يغمر العالم.. إنه يمثل تهديداً كبيراً مثل الاحتباس الحراري وانفلونزا الطيور».

وقال زيميت، أخصائي مرض السكري بجامعة «موناش» بأستراليا إن عدد البدناء يفوق أولئك الذين يعانون من سوء التغذية والبالغ عددهم قرابة 600 مليون شخص حول العالم، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يربو على مليار بالغ يعانون من زيادة الوزن فيما يعاني 300 مليون آخر من ظاهرة السمنة. ويقول الخبراء إن شعوب الدول الغنية تعاني من التخمة وقلة التمارين البدنية فيما تلتقط الشعوب الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية العادات السيئة بوتيرة متسارعة.

يذكر أن الهيئة هي فرع من «الجمعية الدولية لدراسة السمنة» وهي منظمة مهنية تضم علماء وعاملين في قطاع الصحة في قرابة 50 دولة في العالم، يعملون على مواجهة هذه الظاهرة المقلقة.