مصر تسعى لإقناع المحاكم بالتعاون مع الحكومة الصومالية

الحكومة أحيطت علما بالزيارة السرية لرئيس المحاكم إلى القاهرة

TT

أكد مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط» نبأ الزيارة السرية وغير المعلنة التي بدأها رئيس المحاكم الإسلامية الصومالية الشيخ حسن طاهر عويس للقاهرة منذ مساء أول امس، لكنه رفض الإفصاح عن المغزى منها أو طبيعة اللقاءات التي سيعقدها عويس مع كبار المسؤولين المصريين، كما لم يوضح المدة التي ستستغرقها هذه الزيارة. فيما قالت مصادر مصرية وصومالية إن القاهرة أحاطت الرئيس الانتقالي الصومالي عبد الله يوسف، ورئيس وزرائه على محمد جيدي، علما بهذه الزيارة المفاجئة التي لم يسبق الإعلان عنها، وإنها تستهدف محاولة جس النبض لإمكانية قيام الجانب المصري بجهود وساطة حميدة لتقريب وجهات النظر بين المحاكم الإسلامية والسلطة الانتقالية التي تتخذ من مدينة بيداوة بجنوب الصومال مقرا لها.

من جهته قال مصدر صومالي لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة عويس تندرج في إطار محاولة مصرية لإقناع المحاكم الإسلامية بالتعاون مع السلطة الانتقالية من أجل تحقيق مصالحة وطنية شاملة وإنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت في الصومال عقب سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري عام 1991. فيما قال مقربون من عويس إنه وضع السلطات المصرية في صورة ما يمتلكه من معلومات حول التدخل الإثيوبي في الشؤون الصومالية عبر وجود مئات من القوات العسكرية الإثيوبية في محيط مدينة بيداوة الجنوبية، كما قدم شرحا لموقف المحاكم الإسلامية تجاه علاقات الصومال مع دول جواره الجغرافي في منطقة القرن الأفريقي. وهذه هي أول زيارة من نوعها لمصر يقوم بها عويس المدرج على لوائح الاتهام الرسمية لأجهزة المخابرات الإثيوبية والأميركية بتهمة الضلوع في أنشطة إرهابية مزعومة مطلع التسعينات، علما بأنها الزيارة الثانية من نوعها التي يقوم بها لإحدى الدول الأعضاء بالجامعة العربية بعد زيارته لجيبوتي قبل بضعة أسابيع. وفرضت السلطات المصرية تعتيما أمنيا وإعلاميا على زيارة عويس التي تأتي عقب قيام وفد من المحاكم الإسلامية برئاسة حسن إبراهيم نائب رئيس مكتبها للشؤون الخارجية بزيارة مماثلة للقاهرة قبل نحو شهرين. وعقد عويس سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع عدد من كبار المسؤولين المصريين، في مقدمتهم اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، بينما لم يتضح بعد ما إذا كان عويس قد التقى الرئيس المصري حسني مبارك، أو وزير خارجيته أحمد أبو الغيط.

من جهته اعتبر وزير الإعلام الصومالي علي أحمد جامع في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أن مصر كدولة ذات سيادة «لها الحق في دعوة من تشاء إلى أراضيها، لكننا كسلطة انتقالية لا نريد التعامل مع شخص مثل عويس ولدينا أسبابنا القوية والواضحة في ذلك».