وساطة ليبية بين السودان وتشاد لمعالجة التوتر وتعزيز الثقة

الخرطوم : برونك يمكن أن يعود كمواطن هولندي وليس مبعوثا

TT

طرحت ليبيا على كل من البلدين الجارين المتخاصمين، السودان وتشاد، اجراء مباحثات مشتركة مباشرة على مستوى وزراء الخارجية في البلدين «لمعالجة اسباب التوتر وتعزيز الثقة بين الجانبين». وتسلم الرئيس السوداني عمر البشير امس رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والجهود المبذولة لمعالجة تدهور العلاقات بين السودان وتشاد، فيما وضعت الخرطوم جملة من الشروط المسبقة للأمين العام للامم المتحدة لعودة ممثله، يان برونك، الذي طردته اخيرا من السودان ان اراد زيارة البلاد لجمع اغراضه الشخصية. وقال مبعوث الرئيس القذافي، مسؤول الشؤون الافريقية بأمانة اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية) دكتور عبد السلام التريكي، الذي سلم الرسالة للبشير «بحثنا مسيرة العلاقات بين البلدين والتدهور الذي طرأ على العلاقات السودانية التشادية».

وعبر التريكي، الذي اجرى اول من امس مباحثات مماثلة مع الرئيس التشادي ادريس ديبي، عن امله في ان تعود الاوضاع الى طبيعتها ، ودعا الى اجراء لقاء مباشر بين الجانبين او عبر اللجان والآليات التي اقرتها قمة طرابلس، وأضاف «نرى من الضروري ان يعقد الجانبان اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية والأمن لمعالجة اسباب التوتر وتعزيز الثقة بين الجانبين». وقال ان لقاءه مع البشير تطرق للاوضاع في اقليم دارفور والجهود المبذولة لإرساء دعائم السلام في المنطقة.

وتتزامن الخطوة الليبية مع افراج السلطات الليبية عن 707 من السودانيين السجناء والموقوفين بالسجون الليبية ضمن قرار شمل عددا من المحكومين والموقوفين من مختلف الجنسيات النزلاء بمؤسسات الاصلاح والتأهيل، وذلك لتمضية ما تبقى من محكوميتهم قرب اهلهم وذويهم، وتتخذ حاليا الاجراءات بين السفارة السودانية ووزارة الخارجية لترحيلهم الى أرض الوطن وتبلغ الدفعة الأولى التى سيتم ترحيلهم 252 سودانياً.

من ناحية اخرى، وضعت الخرطوم جملة من الشروط المسبقة للامين العام للامم المتحدة دعته لإلزام ممثله، يان برونك، الذي طردته اخيرا من السودان ان اراد زيارة البلاد لجمع اغراضه الشخصية، وطالب خلف برونك بعدم التصعيد في قضية طرد ممثل عنان بالسودان. وقال السفير علي الصادق الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية في تصريحات انه لم يتم تحديد موعد قاطع لعودة برونك إلا أنه فصل الشروط في ان تكون عودة برونك بصفته الشخصية كمواطن هولندي وليس مبعوثاً لعنان، وان يظل خلال الأيام المحدودة التي يسمح له فيها بالبقاء في السودان داخل العاصمة الخرطوم، وأن لا يتحرك لأية منطقة خارجها، وانه لن يسمح له بإجراء أي لقاءات مع مسؤولين في الدولة أو مقابلات أو تصريحات صحافية لأجهزة الاعلام وان لا يستقبل أي زوار داخل محل اقامته.

وأبلغت القيادة السياسية عنان عبر اتصال هاتفي، حسب السفير علي الصادق، انه لن يمسح لبرونك بالبقاء حتى نهاية العام وهي المدة التي تنتهي فيها فترته كمبعوث للأمين العام حسب ما صدر أخيراً عن مجلس الأمن، وانه يتوجب على برونك تسليم المهام الى نائبه الموجود حالياً بالخرطوم ومن ثم مغادرة البلاد خلال أيام معدودات بعد جمع اغراضه الشخصية، وقال ان الصفة الرسمية لبرونك كممثل لعنان انتهت منذ استدعائه في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.

الى ذلك تسلم الاثيوبي تابو زيريهون اعباء المبعوث المطرود يان برونك، ونقل دينق الور وزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء السودان عن زيريهون قوله عقب لقائه أمله في استمرار التعاون بين الحكومة والأمم المتحدة، لافتا الى مقدرة الطرفين على احتواء حدة التوتر التى نجمت عن قرار السودان بطرد برونك.