لندن وواشنطن تحثان المسلمين على العمل السياسي

مؤتمر بريطاني يناقش التعاطي مع الجيل الجديد من المسلمين في الغرب

TT

دعا نائب المدعي العام البريطاني مايك اوبراين الشباب المسلم في بريطانيا، الى الانخراط بالأحزاب السياسية أو مجموعات الضغط السياسية للتعبير عن استيائهم من سياسة بلادهم الخارجية، بدلاً من اللجوء الى الجماعات الارهابية أو الشعور بالانعزال. واتفق مدير «برامج الحقوق المدنية» في وزارة الامن القومي الاميركية، ديفيد غيرستين مع اوبراين، وقال ان عادة ما يعاني الشباب المسلم في اوروبا والولايات المتحدة «عدم معرفة حقوقهم» وخاصة حقهم في التعبير عن معارضتهم، مما يؤدي الى انعزالهم عن مجتمعهم الاوسع. وشدد اوبراين في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر «التواصل مع الشباب المسلم في اوروبا وأميركا «على انه من الضروري التحلي بالشجاعة الكافية بفتح الحوار بالمسائل الحساسة التي تحيط بالقضايا التي تخص المسلمين في بريطانيا وغيرها من الدول الغربية». ولفت الى ان النقاش الذي دار اخيراً في المملكة المتحدة حول النقاط، والذي بدأ بمقالة من زعيم مجلس العموم البريطاني جاك سترو، كان ضرورياً لطرح المسائل التي تخص المسلمين وغيرهم من البريطانيين. وأكد اوبراين، وهو احد كبار رجال القانون لدى التاج البريطاني، على ضرورة الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسؤولين في الدول الغربية من اجل السماح لتلك النقاشات. وأضاف: «لا يمكن فصل قضايا التطرف عن مسألة التواصل، وعلينا التواصل مع المعتدلين من المسلمين لهزم المتطرفين منهم». إلا ان عدداً من الحاضرين في المؤتمر اعترض على الفصل بين المسلمين «المعتدلين والمتطرفين»، قائلين انه من غير المفيد محاولة تقييم المسلمين بهذه الطريقة، ليعبر عدد من المسؤولين الغربيين عن حيرتهم حول سبل التمييز بين المسلمين الذين لا يؤيدون الارهاب والآخرين الذين يعتبرونه جائزاً.

من جهته، لفت غيرستين الى ان القضايا التي تهم المسلمين في اوروبا تختلف عن تلك التي تؤثر على المسلمين في الولايات المتحدة. واعتبر غيرستين ان من المشاكل التي تواجه الشباب المسلم، والتي قد تؤدي الى انعزاله وانخراطه بالجماعات المسلحة، عدم معرفتهم بقوانين الدولة التي يقيمون بها والتي تسمح لهم بالتعبير عن عدم رضاهم عن سياسات تلك الدولة. واجتمع عدد من ممثلي الجاليات المسلمة في اوروبا وأميركا وكندا مع مسؤولين في حكومات تلك الدول في المؤتمر الذي اطلق اعماله اول من أمس وينهي اعماله اليوم في «ويلتون بارك»، وهي مؤسسة اكاديمية مستقلة تتلقى دعماً من وزارة الخارجية البريطانية. ومن ابرز خصائص اجتماعات «ويلتون بارك» ان المؤتمرات تستمر عادة ليومين أو ثلاثة ايام، ولكنها عادة ما تكون مغلقة للصحافة لتتاح فرص للمشاركين للتحدث بحرية. إلا ان «الشرق الاوسط» دعيت لمراقبة الجلسات الاولى من المؤتمر وللتعرف على المساعي الاوروبية والأميركية للتواصل مع المسلمين، بالإضافة الى التعرف على الناشطين المسلمين في تلك الدول. يذكر ان وزارتي الخارجية البريطانية والأقليات والحكومة المحلية البريطانية و«معهد الولايات المتحدة للسلام» الأميركي ساهموا بتنظيم المؤتمر.

ومن ابرز الافكار التي طرحت في المؤتمر كانت مسألة التنوع في الجاليات المسلمة في الدول الغربية، بالإضافة الى تنوع المشاكل التي تواجههم. من جهته، قال احد المشتركين من المملكة المتحدة، ان غالبية المسلمين في بريطانيا هم من أصول باكستانية وعانوا من مشاكل اقتصادية واسعة، دفعت بعضهم الى التطرف والانعزال، إلا ان المشاركين من الولايات المتحدة وكندا اعتبروا أن تجربة المسلمين في الولايات المتحدة وكندا مختلفة، وأن المسلمين من اكثر الاقليات تقدماً في المجالين العملي والتجاري. واتفق غالبية المشتركين على ان هناك حاجة للتواصل مع الشباب المسلم في الدول الغربية على المستوى الحكومي والاجتماعي، بغض النظر عن تفاصيل واقع الجالية المسلمة التي تختلف من دولة الى أخرى.