حذر الأمير تركي الفيصل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة أمام جمع من السياسيين الأميركيين من عواقب التقسيم الطائفي للعراق قائلا إن ذلك قد يقود إلى توسع أعمال القتل الطائفي وإلى مجازر جماعية لا يحمد عقباها. جاء ذلك في معرض رده على سؤال عن الموقف السعودي من الوضع في العراق عقب كلمة رئيسية ألقاها في مؤتمر السياسات العربية الأميركية في دورته الخامسة عشرة التي ينظمها المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية، حيث قال الأمير تركي الفيصل «إن الرأي الداعي إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم إنما هو تصور لتطهير عرقي سيقود إلى عمليات تقتيل طائفية واسعة»، وأضاف: «وبما أن الولايات المتحدة قد جاءت إلى العراق غير مدعوة، فلا يجب أن تخرج من العراق بنفس الطريقة» في إشارة إلى أن الانسحاب الأميركي المفاجئ من العراق قد يمثل خطورة على مستقبل البلاد. وفي الشأن الفلسطيني خاطب الأمير تركي أصدقاء إسرائيل الأميركيين قائلا لهم «نحن لا ندعوكم إلى التخلي عن صداقتكم لإسرائيل فلا اعتراض لنا على ذلك ولكن ما نطلبه هو أن تستغل هذه الصداقة في الضغط على إسرائيل للمشاركة الفعلية في عملية السلام». وفيما يتعلق بالشأن السعودي شرح الأمير تركي الفيصل نظام البيعة السعودي الذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه يمثل عقدا اجتماعيا بين الحاكم والمحكومين وينظم العلاقة بينهما بحيث يطاع الحاكم فيما كل ما لا يخالف تعليمات الله جل وعلا. واعتبر تركي الفيصل في كلمته الإعلان عن نظام البيعة تطورا جوهريا لانه بمثابة تعديل للنظام الأساسي للحكم علاوة على أنه قائم على نظام الشورى الوارد ذكره في القرآن الكريم «وأمرهم شورى بينهم».