خادم الحرمين الشريفين يصدر عفوا عن عدد من سجناء أحداث نجران

أكد أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من رغد العيش

TT

جدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التأكيد على أن «الدولة لا تفرق بين منطقة وأخرى، أو بين مواطن سعودي ومواطن، أو ابن من أبنائها حتى يثبت العكس»، مشددا على أن من حاولوا الدس بين الدولة ومواطنيها «فشلوا فشلا ذريعا، وسوف يكون الفشل حليف كل من يحاول ذلك في المستقبل».

وأكد الملك عبد الله خلال كلمته التي ألقاها في الحفل الشعبي الكبير الذي أقامه له أهالي منطقة نجران مساء أمس بملعب وزارة التربية والتعليم، وحضره أكثر من 20 ألف مواطن، أن العهد التاريخي الذي أبرمه الملك المؤسس عبد العزيز ـ رحمه الله ـ مع من وصفهم بـ«الأبطال من أجدادكم وآبائكم»، مؤكدا أن نجران وأبناءها هم «الدرع الحصين للدولة».

وفي ما يلي نص الكلمة:

«بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أيها الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كم يسعدني أن أكون في نجران الحبيبة، وكم يسعدني في هذه المناسبة أن أستذكر العهد التاريخي بين جلالة الملك الموحد عبد العزيز ـ رحمة الله عليه ـ وبين الأبطال من أجدادكم وآبائكم، ولقد وفى الملك الموحد بعهده كما وفيتم أنتم، فمنذ ذلك الحين ومواطنو نجران درع حصين للدولة وجنود شجعان من جنودها، ومنذ ذلك الحين والدولة تعتز بنجران ومواطنيها وفرسانها.

أيها الإخوة الكرام، أود أن أكرر ما قلته مرارا وهي أن دولتكم لا تفرق بين منطقة ومنطقة أو بين مواطن ومواطن وتعتبر كل مواطن سعودي ابنا صالحا من أبنائها حتى يثبت العكس لا سمح الله.

إن الذين حاولوا الدس بين الدولة وأبنائها في الماضي فشلوا فشلا ذريعا، وسوف يكون الفشل حليف كل من يحاول الدس في المستقبل ـ إن شاء الله. إن هذه الدولة قوية بأيمانها بالله وقوية بوحدتها وقوية بهذه الصلات المتينة التي تربطها بمواطنيها. أشكركم من الأعماق على هذا الاستقبال الرائع، وأبشركم أن نجران مقبلة ـ بإذن الله ـ على مرحلة من النمو والازدهار تتيح لمواطنيها حياة من الرغد والسعادة.

إخواني وأبنائي، أتمنى لكم التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وفي وقت لاحق من مساء أمس أعلنت وزارة الداخلية السعودية على لسان مصدر مسؤول أن خادم الحرمين الشريفين أصدر عفوا عاما عن سجناء كان قد حكم عليهم تعزيرا في أحداث طالت نجران قبل ست سنوات، مبينا أن العفو لا يشمل من ثبت حمله للسلاح، حيث ستصدر بحقهم أحكام تخفيفية.

من جهته، صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أصدر أوامره بإعفاء عدد من السجناء المدانين في أحداث نجران والمحكوم عليهم بالسجن من باقي محكوميتهم وإطلاق سراحهم «عدا من حمل السلاح وكان محكوما عليه بالقتل تعزيرا وتم تخفيف الحكم عنهم بالسجن بناء على أمره».

كما أصدر أمره القاضي بإعفاء أحد السجناء في نجران من باقي محكوميته والذي سبق أن حكم عليه بالسجن تعزيرا لمدة أربعة عشر عاما، وإطلاق سراحه.

من جهته رحب الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة نجران في كلمته التي ألقاها في الحفل بخادم الحرمين الشريفين ومرافقيه، مجددا العهد وبيعة أهالي المنطقة للملك عبد الله بن عبد العزيز.

وكان أهالي منطقة نجران قد نظموا مساء أمس حفلا شعبيا كبيرا احتفاء منهم بالزيارة الملكية، حيث احتشد أكثر من 20 ألف مواطن في مقر الحفل بملعب وزارة التربية والتعليم بنجران، وذلك على الرغم من إغلاق أبواب الاستاد الرياضي منذ ساعات مبكرة من عصر أمس. وشارك في الاحتفالية طلاب المدارس الثانوية الذين ظلوا يلوحون بالأعلام السعودية الخضراء طوال فترة الاحتفال، حيث شاهد الملك عبد الله والحضور ألوانا مختلفة من التراث الشعبي الذي تشتهر به منطقة نجران والمحافظات والمراكز التابعة لها.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد بدأ جولته التفقدية التي تشمل ثلاث مناطق سعودية، وهي نجران وعسير وجازان، ضمن استكماله لجولاته السابقة التي شملت عددا من المناطق، يطلع خلالها على أحوال المواطنين في تلك المناطق ويتلمس احتياجاتهم، ويدشن ويضع حجر الأساس لجملة من المشاريع التنموية والخدمية، حيث وصل عصر أمس إلى منطقة نجران قادما من جدة، وبمعيته حشد كبير من كبار مسؤولي الدولة من أمراء ووزراء، ومن المقرر أن يطلق اعتبارا من اليوم مشروعات تنموية. وتقدر المشاريع التي سيطلقها الملك عبد الله خلال زيارته إلى نجران بأكثر من 3 مليارات ريال سعودي.

وتقدم مستقبلي خادم الحرمين الشريفين عند وصوله الى مطار نجران الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والذي وصل أيضا إلى نجران في وقت سابق أمس، كما كان في استقباله الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة نجران، والأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم، والأمير خالد بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز مدير عام الإدارة العامة للتطوير الإداري بوزارة الداخلية، والأمير نواف بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، والأمير فهد بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء، ومحمد بن فهد بن سويلم وكيل إمارة منطقة نجران وكبار المسؤولين. وفور وصوله قدم له طفلان باقتين من الورود ترحيبا بمقدمه.