الجزائر: بلخادم يكشف عن خطة أمنية لمواجهة الإجرام

رابح كبير يؤيد عمليات الجيش

TT

هون عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الجزائرية من انعكاسات التفجيرات، التي ضربت مناطق شرق العاصمة أول من أمس على الأمن العام، وقال إن السلطات بصدد الإعداد لتدابير أمنية جديدة لتعزيز قدرات مصالح الأمن في مواجهة الأعمال المسلحة. وأوضح بلخادم للإذاعة الحكومية أمس، أن الانفجارين اللذين استهدفا مركزين للشرطة وخلفا 3 قتلى و20 جريحا، «ليسا مؤشرا على تدهور في الوضع الأمني». وأضاف :«صحيح أننا نسمع بين الحين والآخر عن تفجير قنبلة أو اغتيال أشخاص، لكن الوضع الأمني في عمومه تحسن، قياسا إلى ما عاناه الشعب الجزائري في وقت مضى. وهذا التحسن جاء بفضل الرجال الذين يسهرون على أمن المواطن». واعتبر رئيس الحكومة نتائج مشروع «المصالحة» إيجابية، «حيث ينبغي النظر إليها في شموليتها.. وكل قطعة سلاح يتم إسكاتها تعد تقليلا من الأذى». وأعلن عن «ترحيب السلطات بكل مسلح يسلم سلاحه بعد انتهاء الآجال الزمنية للمصالحة»، أي انتهاء العمل بتدابير وضعتها السلطات لفائدة المسلحين، وحددت مدتها بين نهاية فبراير (شباط) ونهاية أغسطس (آب) 2006. وكان وزير الداخلية يزيد زرهوني، قد أعلن أن 500 مسلح سلموا أنفسهم في فترة تطبيق «المصالحة». من ناحية ثانية، ندد رابح كبير، أحد أبرز قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ، بالتفجيرين اللذين وقعا أول من أمس في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، ووصف كبير العمليتين بـ«محاولة لنسف مسعاه للمصالحة مع الحكومة». وقال انه «يؤيد الجيش في محاولته اخماد هذه الثورة». وتعد تصريحات رابح كبير اول تصريحات تصدر تأييدا للجيش من قبل اي زعيم اسلامي، منذ انزلقت ثاني اكبر دولة افريقية الى أعمال العنف عام 1992، بعد الغاء انتخابات كان من المفترض أن يفوز بها حزب كبير. وقال كبير، الذي عاد بعد 14 عاما في المنفى في سبتمبر (ايلول)، في مقابلة مع رويترز أمس، ان ما حدث كان عملا ارهابيا يدينه وانه يعتقد أنه جاء ردا على الديناميكية السياسية الجديدة منذ عودته الى الجزائر. وأضاف أنه يؤيد بشدة العمليات التي ينفذها الجيش وقوات الأمن لضمان تحقيق الامن للجزائريين. وتابع أن العنف لم يعد مبررا وأن على الجيش حماية المواطنين، وقال انه يدعم عملياته بوضوح.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن مصالح الأمن واصلت أمس تحرياتها بشأن معرفة هوية الأشخاص الذين فجروا العربتين المفخختين، وتفاصيل الإعداد للعملية والمشاركين فيها. مشيرا إلى أن التحقيق قد يطول، ولكنه أكد أن العمليتين تحملان بصمات «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وترجح مصادر على صلة بالملف الأمني، قيام ورشات جديدة في معاقل الجماعات المسلحة لصنع المتفجرات وتفخيخ السيارات لاستعمالها ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكانت السلطات الأمنية قد أعلنت قبل سنوات أنها حطمت مواقع مهمة لتحضير المتفجرات جنوب العاصمة، وقالت إن الأعمال الإرهابية بواسطة سيارات مشحونة بكميات كبيرة من المتفجرات، لن يتكرر في المستقبل. لكن الذي حصل قبل يومين جعل مصالح الأمن تعيد حساباتها.